60 ألف مصلٍ في الأقصى... واعتداء على امرأة وعشرات الإصابات

احتجاجات فلسطينية في وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
احتجاجات فلسطينية في وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

60 ألف مصلٍ في الأقصى... واعتداء على امرأة وعشرات الإصابات

احتجاجات فلسطينية في وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
احتجاجات فلسطينية في وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

على أثر تخفيف إجراءات المنع والحواجز العسكرية الاحتلالية، بلغ عدد المصلين الذين أموا المسجد الأقصى المبارك وشاركوا في صلاة الجمعة وصلاة الاستسقاء، نحو 60 ألفاً، وفقاً لتصريح دائرة الأوقاف الإسلامية. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال نشرت حواجزها على مداخل الأقصى والبلدة القديمة، عقب توافد المصلين، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، لكنها خففت بعض الشيء من إجراءاتها، ما أدى لزيادة بنسبة 25 في المائة في عدد المصلين. وقد أقام الشيخ يوسف أبو سنينة، صلاة الاستقساء، تيمناً بالسنة النبوية.
وعلى صعيد آخر، أدى مقدسيون صلاة الجمعة، أمام بناية مكونة من 5 طوابق تضم 10 شقق سكنية لعائلات مقدسية، مهددة بالهدم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة الطور بالقدس المحتلة. وعلق الأهالي لافتات على جدران البناية تؤكد صمودهم وثباتهم بالقدس رغم كل إجراءات الاحتلال، مناشدين خلال وقفة نظموها بعد الصلاة، كل المؤسسات، التدخل لوقف ما تقوم به بلدية الاحتلال من إجراءات عنصرية.
وكانت بلدية الاحتلال أخطرت بإخلاء العائلات من البناية وهدمها قبل أكثر من أسبوع. وقال محامي العائلات المقدسية حسين غنايم، «إن الإجراءات القانونية مستمرة لوقف هدم البناية، بعد أن استطعنا الحصول على تجميد قرار الهدم لـ30 يوماً إضافياً، وإعفاء سكانها من دفع 200 ألف شيقل»، مشيراً إلى أن إجراءات هدم البناية في محكمة الاحتلال بدأت منذ عشر سنوات، رغم حصول العائلات على قرارين بإلغاء الهدم في 2012 و2015.
يذكر أن بلدات الضفة الغربية شهدت مواجهات عديدة نتيجة لقمع قوات الاحتلال للمسيرات السلمية الأسبوعية، وكما في كل يوم جمعة، وقعت إصابات كثيرة في صفوف الفلسطينيين. ففي كفر قدوم، قضاء قلقيلية، أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، من جراء القمع الاحتلالي. وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز السام باتجاه الشبان عقب انطلاق المسيرة المناهضة للاستيطان، ما أدى لإصابة شابين بالرصاص المعدني، والعشرات بالاختناق. وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب إحياء للذكرى 17 لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، وحمل المتظاهرون صوره ورددوا الشعارات الوطنية، مؤكدين استمرار نهج المقاومة الشعبية حتى إنهاء الاحتلال.
وفي قرية التوانة شرق يطا، جنوب الخليل، أصيبت مواطنة، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها. وأفاد منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور، بأن قوات الاحتلال داهمت القرية وفتشت عدداً من المنازل، عرف منها منزل رئيس المجلس محمد ربعي، وعاثت فيها خراباً، واعتدت على المواطنة سهام العدرة بالضرب والدفع، ما أدى لإصابتها في قدمها.
وفي المدخل الشمالي لمدينة البيرة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين، وأصابت العشرات، خلال مواجهات اندلعت أمام حاجز عسكري عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، عقب قمع مسيرة انطلقت في الذكرى 17 لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات. وقال ناطق بلسان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع 46 إصابة توزعت على 26 إصابة بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، و14 إصابة بالرصاص المعدني بالمطاط، نقلت منها إصابة بالصدر للمستشفى، و6 إصابات بجروح نتيجة السقوط.
وفي بيت أمر شمال الخليل، اقتلعت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، أمس (الجمعة)، عشرات أشجار اللوزيات المثمرة، وجرفت أراضي المواطنين الزراعية، لصالح توسيع مستوطنة «كرمي تسور»، المقامة على أرض فلسطينية مصادرة. وقال الأهالي إن قوات الاحتلال عملت بشكل مكشوف في دعم المستوطنين فاقتلعوا معاً أكثر من 130 شجرة لوز مثمرة، وجرفت أراضي زراعية، تبلغ مساحتها 5 دونمات، تعود ملكيتها لعائلتي سعيد بعران، وصبارنة، تمهيداً لتوسيع المستوطنة المذكورة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.