ضغوط غربية وأممية لوقف القرارات «الأحادية» في السودان

البرهان خلال لقاء سابق مع ممثلي دول الترويكا بالخرطوم (سونا)
البرهان خلال لقاء سابق مع ممثلي دول الترويكا بالخرطوم (سونا)
TT

ضغوط غربية وأممية لوقف القرارات «الأحادية» في السودان

البرهان خلال لقاء سابق مع ممثلي دول الترويكا بالخرطوم (سونا)
البرهان خلال لقاء سابق مع ممثلي دول الترويكا بالخرطوم (سونا)

عبرت دول «الترويكا» المعنية بالسودان، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، في موقف مشترك نادر مع دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا، عن «القلق البالغ» من إعلان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان تشكيل مجلس سيادي جديد في البلاد، في موقف نددت به أيضاً فرقة العمل المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي طالبت أيضاً بـ«الإطلاق الفوري وغير المشروط» لجميع المسؤولين المدنيين «المحتجزين بشكل غير قانوني»، وبينهم رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك.
ووصف البيان المشترك الذي وزعته وزارة الخارجية الأميركية ما حصل الخميس بأنه «انتهاك للوثيقة الدستورية لعام 2019» لأنه «أحادي» و«يقوض التزام الجيش في شأن احترام الإطار القانوني المتفق عليه»، فضلاً عن أنه «يعقد الجهود الرامية إلى إعادة عملية الانتقال الديمقراطي في السودان إلى مسارها». وحض على «تجنب أي خطوات تصعيدية أخرى»، مطالباً بإطلاق حمدوك وأعضاء الحكومة الانتقالية وبإلغاء حال الطوارئ من أجل «إتاحة المجال لإجراء حوار حقيقي وبناء».
وإذ ذكر القادة العسكريين بأنهم «أيدوا انهاء الحكم الاستبدادي عام 2019»، دعا إلى «العودة الفورية والتامة» للمسار الديمقراطي لئلا «تذهب سدى المكاسب السياسية والاقتصادية التي تحققت بشق الأنفس».
إلى ذلك أصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي موقفاً مشتركاً بعدما عقدت فرقة العمل اجتماعها التشاوري العشرين عبر منصة افتراضية في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني). وخلصت إلى التنديد «بشدة بالانقلاب العسكري في السودان»، داعية كل أصحاب المصلحة إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، مع «الإطلاق الفوري وغير المشروط لجميع المسؤولين وغيرهم من المدنيين الذين لا يزالون محتجزين بشكل غير قانوني». وأكد المجتمعون على «أهمية استمرار الشراكة الاستراتيجية والسياسية بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في السودان في هذه المرحلة الدقيقة».
وكذلك قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن التطورات بالسودان «مقلقة للغاية»، مضيفاً أنه يجب العودة للمسار الانتقالي. ودعا أيضاً إلى إطلاق حمدوك الموجود في الإقامة الجبرية في منزله.
وعلى إثر جلسة مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن واستمع خلالها إلى إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس، قالت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة بربارة وودوارد: «ما زلنا نشعر بقلق بالغ» من قيام الجيش بـ«مزيد من الإجراءات الأحادية، مما يتعارض مع روح ونص الإعلان الدستوري»، مضيفة أن بيرثيس «كان صريحاً للغاية في تقييمه بأن النافذة الآن تغلق للحوار وللتوصل إلى حل سلمي». وشددت على أن مجلس الأمن أكد أن «الحوار هو السبيل إلى الأمام»، داعية إلى «استعادة الحريات المهمة في السودان، بما في ذلك استعادة الإنترنت»، كما حضت على «إنهاء العنف».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.