مقتل «موالين لإيران» في قصف «مجهول الهوية» شرق سوريا

بعد أيام من اتهام مسؤولين أميركيين فصائل تابعة لطهران باستهداف قاعدة التنف

مقاتلون معارضون خلال تدريبات في قاعدة التنف الأميركية أمس (مغاوير الثورة)
مقاتلون معارضون خلال تدريبات في قاعدة التنف الأميركية أمس (مغاوير الثورة)
TT

مقتل «موالين لإيران» في قصف «مجهول الهوية» شرق سوريا

مقاتلون معارضون خلال تدريبات في قاعدة التنف الأميركية أمس (مغاوير الثورة)
مقاتلون معارضون خلال تدريبات في قاعدة التنف الأميركية أمس (مغاوير الثورة)

قُتل عناصر من ميلشيات تابعة لطهران في قصف من طائرات مجهولة الهوية على البوكمال شمال شرقي سوريا، بعد أيام على اتهامات مسؤولين أميركيين لفصائل إيرانية بقصف قاعدة التنف الأميركية في الزاوية السورية - العراقية - الأردنية، وتلويح الرئيس جو بايدن بالرد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس «قُتل 7 أشخاص على الأقل من الميليشيات التابعة لإيران جراء الاستهداف الجوي المجهول من قبل طيران مسير على مواقع ومستودعات للسلاح والذخيرة في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي».
ووفقاً لمصادر «المرصدر، فإن من «ضمن القتلى 3 من الجنسية السورية من العاملين تحت الإمرة الإيرانية، والبقية - أي الأربعة - لم تُعرف جنسيتهم حتى اللحظة، كما تسبب القصف الجوي في تدمير مستودعات للأسلحة والذخائر».
وكان نشطاء «المرصد» في منطقة غرب الفرات «أفادوا بدوي انفجارات عنيفة جداً بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، ناجمة من استهداف جوي من قِبل طيران مجهول لم يعلم إذا ما كان تابع للتحالف أو لإسرائيل، استهدف مواقع ومستودعات للسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية - العراقية بريف دير الزور الشرقي، وأدت الضربات إلى تدمير مستودعات للسلاح والذخائر؛ وهو ما تسبب بانفجارات هائلة وصل صداها إلى الباغوز الواقعة على الضفة الأخرى من نهر الفرات والخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد)».
ورصد نشطاء تصاعد أعمدة الدخان من مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لإيران قرب الحدود السورية – العراقية مقابلة بلدة الباغوز المعقل الأخير لتنظيم «داعش» في ريف دير الزور الشرقي، تزامناً مع ذلك، حلقت طائرات مسيرة مجهولة الهوية في أجواء المنطقة.
وأشار «المرصد» أمس إلى «دخول مزيد من الشاحنات التابعة للميليشيات الإيرانية إلى مدينة البوكمال ضمن منطقة غرب الفرات، قادمة من العراق، وأخرى قادمة من مناطق نفوذ تلك الميليشيات في دير الزور، ولم يعرف حتى اللحظة ما إذا كانت الشاحنات تحمل سلاحاً وذخيرة أم أموراً أخرى».
وتأتي عملية الدخول هذه بعد ساعات من استهداف جوي طال مواقع ومستودعات للميليشيات الإيرانية في البوكمال.
يذكر، أن هذه هي المرة الثانية التي تدخل شاحنات خلال أيام، حيث كانت شاحنات مماثلة دخلت يوم الأحد الماضي.
وكان نشطاء «المرصد» رصدوا، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في «منطقة غرب الفرات التي باتت تعدّ محمية أو مستعمرة إيرانية على الأراضي السورية، بأن الميليشيات التابعة لإيران تقوم خلال الفترة الحالية ومنذ أيام بعمليات بإعادة انتشار ضمن بلدات وقرى ممتدة من الميادين إلى البوكمال عند الحدود السورية - العراقية بريف دير الزور الشرقي، وذلك في عمليات مكررة للتمويه تخوفاً من الاستهدافات المتكررة التي تتعرض لها تلك الميليشيات من قبل الجانب الإسرائيلي بالدرجة الأولى وقوات (التحالف الدولي) بدرجة أقل، وتتمثل عمليات إعادة الانتشار بتبديل مواقع ونقاط وقوات».
وتستقدم الميليشيات تعزيزات عسكرية بشكل يومي إلى مواقعها ونقاطها وتحصين تلك المواقع والنقاط بشكل أكبر.
وفي 20 الشهر الماضي، استهدف هجوم بطائرات مسيّرة مفخّخة قاعدة التنف العسكرية الواقعة في جنوب سوريا قرب الحدود مع العراق والأردن والتي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال «المرصد» في بيان «دوّت انفجارات في قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي نتيجة قصف من طائرات مسيّرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل القاعدة».
وتقع قاعدة التنف العسكرية في الصحراء في جنوب سوريا وقد أنشأها التحالف الذي تقوده الولايات المتّحدة في 2016 في إطار حربه ضدّ تنظيم «داعش». وعلى مقربة من هذه القاعدة، الواقعة على طريق بغداد - دمشق الاستراتيجية، تتمركز فصائل مسلّحة مدعومة من إيران. وأفاد مسؤولون أميركيون لاحقاً بمسؤولية ميليشيات إيران عن الهجوم. وقال بايدن رداً على سؤال، إن أميركا «سترد» على الهجوم.
في المقابل، أعلن أول من أمس، أن طائرات إسرائيلية قصفت من فوق بيروت مواقع تابعة لإيران في وسط سوريا وغربها، ذلك في ثالث قصف من نوعه منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت في سوتشي في 22 الشهر الماضي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.