منظمات حقوقية إسرائيلية تطالب بوقف التجسس على الفلسطينيين

شددت على إطلاق سراح المعتقلين الإداريين

والدة مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم تتحدث إليه عبر هاتفها (رويترز)
والدة مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم تتحدث إليه عبر هاتفها (رويترز)
TT

منظمات حقوقية إسرائيلية تطالب بوقف التجسس على الفلسطينيين

والدة مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم تتحدث إليه عبر هاتفها (رويترز)
والدة مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم تتحدث إليه عبر هاتفها (رويترز)

توجهت عدة منظمات حقوقية في إسرائيل إلى حكومة نفتالي بنيت، مطالبة بإلغاء أوامر الاعتقال الإداري والكف عن برامج التجسس على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت هذه المنظمات، إن هذه الممارسات تمس بشكل جوهري العلاقات بين الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني، وتعمق الكراهية وتبعد آمال السلام.
وقالت منظمة «بتسيلم» في تل أبيب، إن «حكومات إسرائيل أنشأت للفلسطينيين واقعا قضائيا تحبس فيه المئات منهم دون محاكمة ولفترة غير محددة، بدعوى أنهم يعتزمون تنفيذ مخالفة ما مستقبلا. والقضاة الذين ينظرون ضمن وظيفتهم في أوامر الاعتقال الإداري، يصدقون عليها بشكل جارف وباتوا يلبسون الإجراء رداء زائفا يبدو فيه عادلا وكأنه اجتاز امتحان النقد القضائي. والسياسيون وكبار ضباط الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والعاملون في النيابة العسكرية ونيابة الدولة والقضاة العسكريون وقضاة المحكمة العليا كلهم شركاء في هذه السياسة وتسييرها، ويتحملون المسؤولية عن عواقب تطبيقها».
وعليه، طالبت بإلغاء أوامر الاعتقال الإداري، التي تطال اليوم أكثر من 700 فلسطيني، وطالبت بشكل خاص بالإفراج عن الفلسطينيين الستة المضربين عن الطعام لفترات متفاوتة، احتجاجا على اعتقالهم الإداري، وهم: كايد فسفوس (32 عاما) أب لطفلة في سن السابعة، ومن سكان دورا الخليل، مضرب عن الطعام منذ 118 يوما. يرقد في المستشفى بسبب تدهور وضعه الصحي إثر طول فترة إضرابه عن الطعام. والأسير مقداد قواسمة (24 عاما) وهو من سكان الخليل ومضرب عن الطعام منذ 111 يوما. يرقد في المستشفى بسبب تدهور وضعه الصحي إثر طول فترة إضرابه عن الطعام، وعلاء الأعرج (34 عاماً)، وهو أب لطفل في الخامسة ومن سكان طولكرم، مضرب عن الطعام منذ 93 يوماً، يُنقل من حين لآخر إلى عيادة سجن الرملة والمستشفى بسبب تدهور وضعه الصحي طول فترة إضرابه عن الطعام. والأسير هشام أبو هواش (39 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال ومن سكان دورا الخليل، ومضرب عن الطعام منذ 84 يوماً. يرقد من حين لآخر في عيادة سجن الرملة والمستشفى. والأسير عياد الهريمي (28 عاماً) وهو من سكان بيت لحم ومضرب عن الطعام منذ 48 يوماً. نقل من سجن عوفر إلى عيادة سجن الرملة بسبب تدهور وضعه الصحي. والأسير لؤي الأشقر (45 عاماً) وهو أب لثمانية ومن سكان صيدا، مضرب عن الطعام منذ 30 يوماً. موجود في المعتقل في سجن مجيدو.
ووجهت «جمعية حقوق المواطن» الإسرائيلية إلى المستشار القضائي للحكومة، مذكرة تطالب فيها بالوقف الفوري لاستخدام منظومة التجسس «بيغاسوس»، ضد المدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان. وجاء في الرسالة الصادرة عن الجمعية، أنه سواء كان جهاز الأمن العام (الشاباك) أو جهة حكومية أخرى تقف وراء اختراق الهواتف والتجسس على أصحابها، فهو تجاوز للخطوط الحمراء وخطوة غير قانونية، وأن مراقبة الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان، أمر أكثر خطورة ويمس بعدد من حقوق الإنسان الأساسية، منها الحق في التنظيم وحرية التعبير.
وقد انضمت إلى هذا المطلب عدة منظمات حقوقية إسرائيلية، مثل «يوجد عدل» و«حاخامات ضد المساس بحقوق الإنسان». وكان مركز «عدالة» القانوني قد رفع مطلباً مشابهاً قبل أيام.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.