منصور عباس يلتقي العاهل الأردني ويمتنع عن لقاء الرئيس الفلسطيني

عمّان تحاول {فك لغز} حكومة بنيت

الملك عبد الله الثاني استقبل الثلاثاء رئيس «القائمة العربية الموحدة» في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس (الديوان الملكي الأردني)
الملك عبد الله الثاني استقبل الثلاثاء رئيس «القائمة العربية الموحدة» في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس (الديوان الملكي الأردني)
TT

منصور عباس يلتقي العاهل الأردني ويمتنع عن لقاء الرئيس الفلسطيني

الملك عبد الله الثاني استقبل الثلاثاء رئيس «القائمة العربية الموحدة» في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس (الديوان الملكي الأردني)
الملك عبد الله الثاني استقبل الثلاثاء رئيس «القائمة العربية الموحدة» في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس (الديوان الملكي الأردني)

أثار لقاء رئيس «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية في إسرائيل، النائب منصور عباس، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ردود فعل صاخبة في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني. ففي إسرائيل هاجمته المعارضة اليمينية، متهمة رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، أنه يضع الحركة الإسلامية غطاء للتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية، وفي الجانب الفلسطيني ينتقدون منصور عباس، لأنه التقى ملك الأردن ولكنه يمتنع عن تلبية دعوات الرئيس الفلسطيني، للقائه في رام الله.
وكان الديوان الملكي الأردني قد أصدر بياناً أشار فيه إلى أن الملك عبد الله استقبل منصور عباس في عمان وتباحث معه حول عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف الديوان الملكي أن الملك عبد الله أعاد التأكيد على دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وشدد على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي؛ حيث تعتبر الأردن بمثابة الوصي على الموقع. وبحسب الديوان الملكي، «أشاد د. عباس بمواقف جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، وبمساعي الأردن الدؤوبة للحفاظ على الوضع القائم في القدس الشريف».
وجاء هذا الإعلان عن اللقاء، مفاجئاً لكثيرين، إذ إن الطرفين كانا قد اتفقا على إبقاء اللقاء سرياً. واستغل رؤساء المعارضة اليمينية الإسرائيلية هذا الإعلان، ليهاجموا بنيت ويتهموه بالتخلي عن مبادئ اليمين والدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية. وقال رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذي تدهورت العلاقات مع الأردن في زمن حكمه، إن بنيت يقوم ببيع إسرائيل في عملية تصفية. واتهم منصور عباس بأنه الرئيس الفعلي لحكومة إسرائيل، يدير باسمها مفاوضات لصالح الفلسطينيين. وقال النائب عن الليكود، يواف غالانت، إن «(الموحدة) بدأت بإدارة الشؤون الخارجية والأمنية لإسرائيل».
من جهتها، قالت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، إن عباس نفسه فوجئ بدعوة الملك عبد الله الثاني، لأن التيار الآيديولوجي الذي ينتمي إليه (الإخوان المسلمين) ليس قريباً من الملك؛ خصوصاً خارج الأردن. ولكن رئيس الوزراء، بنيت، قائد الائتلاف الذي يضم أيضاً «الحركة الإسلامية»، حثّ عباس على تلبية الدعوة، وقال له إن القيادة الأردنية، بادرت إلى لقاءات مع غالبية زعماء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وهم يعطونك الاحترام الخاص الذي أعطوه لبقية زملائك في الحكومة. علماً بأن بنيت نفسه التقى الملك عبد الله في يونيو (حزيران) الماضي، وفي اليوم التالي التقى الملك وزير الدفاع، بيني غانتس. ولفتت القناة 12 إلى أن الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، يحاول منذ شهور عقد اجتماع مع منصور عباس، لكن الأخير لا يستجيب. وقد ردّ رئيس كتلة الحركة الإسلامية، على هذا النشر بالقول، إنه تلقى دعوة رسميّة من العاهل الأردني عبد الله الثاني لزيارة عمّان بصفته رئيساً للقائمة، وتمت بعلم رئيس الحكومة بنيت ووزير الخارجية، يائير لبيد. وقد تطرقنا لمواضيع تهم عملية السلام والوضع في المسجد الأقصى المبارك، ودور الأردن المميز في دعمهما. وكذلك أوضاع المجتمع العربي في إسرائيل. وعبّر عن امتنانه للملكة على «دورها في تنظيم أداء فريضة الحج لعشرات الألوف من أولادنا في الجامعات الأردنية». وصدّ عباس الانتقادات له في اليمين الإسرائيلي، قائلاً: «إنهم يفزعون من كل تطرق للسلام». وحول امتناعه عن لقاء الرئيس الفلسطيني، تهرب من الإجابة قائلاً: «حيرونا. إذا التقيت الرئيس عباس، فهذا مثير للجدل، وإذا لم أقابله فهذا مثير للجدل أيضاً. لندع الوقت يأخذ مجراه».
وحسب مصادر في الحركة الإسلامية، فإن اللقاء بين الملك عبد الله ومنصور عباس، عقد في عمان، أول من أمس (الثلاثاء)، واستغرق 4 ساعات، حاول فيه الملك التعرف على خبايا تشكيل الحكومة الإسرائيلية وكيفية عملها في ظل التناقضات السياسية في داخلها، وفي ظل أكثريتها الضئيلة (61 نائباً مقابل 59 نائباً في المعارضة).
كما حاول معرفة كيف يدير النواب العرب سياساتهم، وهم منقسمون إلى كتلتين متصارعتين، «الموحدة» بقيادة عباس، و«المشتركة» التي تضم 3 أحزاب برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة. وأضاف أحد المقربين من عباس أن «الملك يحاول في لقاءاته هذه فك رموز الحكومة الإسرائيلية».
وفي وقت لاحق من مساء أمس (الأربعاء)، ذكرت القناة الرسمية للتلفزيون الإسرائيلي «كان – 11»، أن «الأردنيين اتصلوا مع مكتب بنيت، بعد اللقاء، وأبلغوه بأن نشر البيان عن اللقاء كان خطأ غير مقصود من الديوان الملكي»، وأنه «لم تتم في اللقاء مناقشة شؤون دبلوماسية».
يذكر أن بنيت كان قد صرح بأن حكومته تسعى إلى إعادة ضبط العلاقات مع الأردن، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة من ولاية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.