واشنطن تطالب الحوثيين بـ«الإفراج الفوري» عن «عاملي الإغاثة» المعتقلين

TT

واشنطن تطالب الحوثيين بـ«الإفراج الفوري» عن «عاملي الإغاثة» المعتقلين

طالبت الولايات المتحدة جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، بالإفراج الفوري عن عاملي الإغاثة اليمنيين المعتقلين تعسفاً في العاصمة صنعاء، والذين يعملون مع المنظمات الإغاثية الأميركية والدولية، مشددة على ضرورة سلامة أولئك العاملين في المساعدات الإنسانية، والتعاون معهم بدلاً من اعتقالهم، والتنكيل بهم.
وقال نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، إن الإدارة الأميركية تشعر بقلق بالغ بسبب التقارير التي تفيد «باحتجاز بعض موظفينا اليمنيين المحليين في صنعاء»، داعياً إلى الإفراج الفوري عنهم، ومؤكداً استمرار الولايات المتحدة في دعم الشعب اليمني، «وهذه القضية الحاسمة».
وأفاد خلال مؤتمره الصحافي، بأن الولايات المتحدة دأبت على بذل جهود دبلوماسية «خلف الكواليس» دون توقف، وذلك لتأمين الإفراج عن المعتقلين، لافتاً إلى أنه تم رصد بعض التقدم، مضيفاً: «لا نزال مستمرين في العمل على هذه القضية الحاسمة. غالبية الذين تم اعتقالهم لم يعودوا رهن الاحتجاز».
وأكد برايس أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان «سلامة أولئك الذين يخدمون حكومة الولايات المتحدة في الخارج»، ولهذا السبب «نشارك بنشاط في هذا الأمر، بما في ذلك من خلال شركائنا الدوليين».
وفي وقت سابق، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، أن الولايات المتحدة تواصل الدعوة إلى إطلاق سراح الأفراد المحتجزين ظلماً في اليمن على أيدي جماعة الحوثي، وكذلك جميع المحتجزين «بغض النظر عن مكانهم أو من يحتجزهم»، مضيفاً: «لا ينبغي أبدًا تجريم ممارسة حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير وحرية الدين».
بدوره، اعتبر ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى، أن المشكلة تكمن في أن الحوثيين أثبتوا تمردهم باستمرار، ويلعبون الآن للحصول على الوقت بينما يحرزون «تقدمًا بطيئًا ولكن ثابتًا في ساحة المعركة»، وأن الحوثيين ليس لديهم «حافز كبير» للجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال في مقال رأي نشرته مجلة «فورين بوليسي»، إن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أحد «أفضل وألمع» الأيدي العاملة في مجال الشرق الأوسط بوزارة الخارجية وأنه مكلف بمهمة «لا يُحسد عليها»، المتمثلة في التوسط في إنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، بيد أنه ليس هو المسؤول، لأن «الدبلوماسية الناجحة تعتمد على النفوذ الفعّال، والأدوات التي تمتلكها الدولة».
وأضاف: «إذا هُزم الجيش الوطني اليمني في أحد معاقله الرئيسية الأخيرة في الشمال بمحافظة مأرب، وسيطر الحوثيون على مركز الطاقة في اليمن، فإن الحوثيين قد انتصروا في الحرب. بالنسبة للرياض وواشنطن والشعب اليمني، فإن هذا يمثل أسوأ سيناريو. حتى لو انتهت الحرب، فسيظل الوضع الإنساني حرجًا، حيث لا يزال ثلثا سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونًا يواجهون المجاعة، ويعتمدون على برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة للحصول على القوت اليومي».
ويرى شينكر، أن اليمن تعد «مشكلة أخرى من الجحيم» لإدارة بايدن، كما هو الحال مع أفغانستان، متوقعاً أن تواجه الحكومة الأميركية قريبًا تحدي «دولة فاشلة» أخرى، بقيادة آيدولوجية «إسلامية متشددة»، داعياً الإدارة الأميركية إلى إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو التصنيف الذي ألغاه بايدن عند توليه منصبه، كما لا يزال من الممكن أن تتحد حكومة هادي مع الفصائل اليمنية المعارضة للحوثيين لشن هجوم مضاد، «وإلا فستنعكس الثروات بشكل كبير ضد اليمنيين، والنتيجة المحتملة هي أن أعداء واشنطن سينتصرون في هذه الحرب، عاجلاً وليس آجلاً، وحان الوقت لإدارة بايدن لصياغة خطة بديلة للتعامل مع اليمن الذي يسيطر عليه وكلاء إيران».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.