أنشأ أب وأم بولاية ميزوري الأميركية مؤسسة لمكافحة الانتحار في المدارس بعدما انتحر ابنهما (17عاما) فجاءة دون أن تظهر عليه أي علامات للاكتئاب.
وقال ناثان وسيلفيا هاريل والدا الشاب تشاد، لشبكة «إيه بي سي» الأميركية، إنهما «صُدما تماماً» بانتحار ابنهما في 12 يونيو (حزيران) 2017.
وذكرت سيلفيا هاريل: «قبل أن نمر بتلك التجربة، كنت أعتقد أن المنتحرين يعانون من نوع من إدمان المخدرات أو الكحول، ولكن تشاد لم يكن كذلك»، وأضافت «عائلتنا كانت مصدومة تماماً بانتحاره، وكل شخص يعرفه كان مصدوماً».
ووصف الوالدان ابنهما بأنه كان طفلا سعيدا ورياضيا ولديه دائرة واسعة من الأصدقاء، ولفتوا إلى أن ابنهم تلقى مشورة في العام السابق لوفاته على ما وصفه معالجه بأنه «اكتئاب ظاهري» لكن الاستشارة انتهت بناء على توصية المعالج وبدا أن تشاد بحالة جيدة.
وفي الأشهر التي أعقبت انتحار تشاد، بدأت عائلته في التعامل مع حزنهم من خلال العمل للتأكد من عدم تعرض أي عائلة أخرى لتجربتهم، وقالوا إنهم قرروا استهداف المدارس لأنه في نفس العام الذي انتحر فيه تشاد، انتحر 12 طالباً في مدارس متوسطة وثانوية في مدينة كانساس. وقالت سيلفيا هاريل: «فقدت المناطق التعليمية في المدينة العديد من الأطفال وبدأوا يفكرون فيما يمكنهم فعله»، وتابعت: «أخبرنا مساعد المشرف في ذلك الوقت أن موت تشاد أخافه، وتسأل كيف سنساعد هؤلاء الأطفال قبل أن ينتحروا؟».
وتقول الشبكة الأميركية: أنشأت عائلة هاريل مؤسسة غير ربحية تمول وتعزز برامج الوقاية من الانتحار في المدارس بعد إجراء العديد من المحادثات مع أولياء الأمور وأصدقاء تشاد.
ويقوم أحد البرامج التي تمولها مؤسستهم بتدريب قادة الطلاب والمعلمين على دعم التلاميذ في مجال الصحة العقلية.
وقال هاريل إنهم لاحظوا زيادة الحاجة إلى برامج الصحة العقلية المدرسية التي تدعمها مؤسستهم على مدار العامين الماضيين تقريباً من جائحة فيروس «كورونا».
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، وجمعية مستشفيات الأطفال أعلنوا الشهر الماضي أن تحديات الصحة العقلية للأطفال وسط الجائحة «حالة طوارئ».
وأشارت الجمعيات الطبية إلى أبحاث مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التي وجدت بين مارس (آذار) وأكتوبر (تشرين الأول) 2020 أن نسبة زيارات قسم الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية زادت بنسبة 24 في المائة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً و31 في المائة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، مقارنة بعام 2019.
وكذلك سجلت في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، مستشفيات الأطفال زيادة «صادمة» بنسبة 45 في المائة في عدد الإصابات الذاتية وحالات الانتحار لدى من تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019 وفقاً لرئيسة جمعية مستشفيات الأطفال إيمي ويمبي نايت.
وقالت نايت في بيان: «نحن نواجه أزمة وطنية كبيرة للصحة العقلية لدى أطفالنا ومراهقينا، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة».
ودعت الاتحادات الطبية واضعي السياسات إلى المساعدة في معالجة الأزمة من خلال «زيادة التمويل لضمان خدمات الصحة العقلية إلى جميع العائلات ودعم النماذج الفعالة للرعاية الصحية النفسية في المدارس».
وخصصت وزارة التعليم الشهر الماضي موارد لمساعدة المدارس على دعم الصحة العقلية للطلاب واحتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية من خلال 122 مليار دولار من تمويل الإغاثة من الوباء.
كما تعهدت الإدارة الأميركية بتقديم تمويل بقيمة 85 مليون دولار في بداية العام الدراسي، في أغسطس (آب)، من أجل التوعية بالصحة العقلية في المدارس.
انتحار مراهق «سعيد» و«رياضي» يدفع أبويه لإنشاء مؤسسة لـ«تعزيز الصحة العقلية»
انتحار مراهق «سعيد» و«رياضي» يدفع أبويه لإنشاء مؤسسة لـ«تعزيز الصحة العقلية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة