صادرات ألمانيا تتراجع للشهر الثاني على التوالي

TT

صادرات ألمانيا تتراجع للشهر الثاني على التوالي

قال مكتب الإحصاء في ألمانيا، الثلاثاء، إن صادرات البلاد تراجعت للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر (أيلول)، بينما شهدت الواردات ركوداً تقريباً، وذلك في مؤشر جديد على أن اضطرابات سلاسل الإمداد تقوض تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا.
وانخفضت الصادرات المعدلة في ضوء العوامل الموسمية 0.7 في المائة خلال الشهر إلى 112.3 مليار يورو (129.75 مليار دولار) مقارنة مع توقعات اقتصاديين بعدم حدوث تغير يذكر.
وارتفعت الواردات 0.1 في المائة إلى 99.2 مليار يورو، وهي أضعف من زيادة 0.6 في المائة توقعها محللون.
في الأثناء، أظهر مسح أمس، أن معنويات المستثمرين في ألمانيا ارتفعت بشكل غير متوقع في نوفمبر (تشرين الثاني) وسط توقعات بأن ضغوط الأسعار ستنحسر مع بداية العام المقبل وسيتسارع النمو في أكبر اقتصادات أوروبا.
وقال معهد «زد إي دبليو» للأبحاث الاقتصادية، إن مسحه لثقة المستثمرين في الاقتصاد أظهر تحسناً ليبلغ 31.7 نقطة من 22.3 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول). وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» تراجعاً إلى 20 نقطة.
وقال أخيم فامباخ، رئيس المعهد، في بيان «خبراء سوق المال أكثر تفاؤلاً بشأن الأشهر الستة المقبلة». وأضاف «بالنسبة للأشهر الأربعة الأولى من 2022 توقعوا ارتفاع النمو وتراجع التضخم، سواء في ألمانيا أو في منطقة اليورو».
وتراجع مؤشر آخر تابع للمركز يقيس الظروف الراهنة إلى 12.5 نقطة من 21.6 نقطة في أكتوبر.
وأشارت تقديرات خبراء في الاقتصاد الألماني، إلى أن نقص المواد وأزمة التوريد سيعرقلان تعافي الاقتصاد الألماني هذا العام بعد الانكماش الذي سجله في العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
وتوقع مجلس الخبراء المختص بإعداد تقارير للحكومة الألمانية عن تطور الاقتصاد الكلي، أن يحقق الاقتصاد الألماني هذا العام نمواً بنسبة 2.7 في المائة، حسبما ذكرت صحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج» الألمانية.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه التقديرات جاءت في التقرير الجديد لحكماء الاقتصاد والمزمع تقديمه في برلين اليوم (الأربعاء)، وقد اطلعت الصحيفة على هذا التقرير بشكل مسبق.
كان الخبراء توقعوا في تقريرهم لفصل الربيع الماضي أن يحقق أكبر اقتصاد أوروبي نموا بنسبة 3.1 في المائة في العام الحالي.
من جانبها، ذكرت صحافية «هاندلسبلات» الألمانية الاقتصادية، أن هيئة الخبراء تتوقع إمكانية تعويض النمو في العام المقبل، حيث توقعوا أن يحقق الاقتصاد الألماني نمواً بنسبة 4.6 في المائة في 2022، كما توقع الخبراء ارتفاع الأسعار في العام الحالي بنسبة 3.1 في المائة وبنسبة 2.6 في المائة في 2022.
وذكرت صحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج»، أن حكماء الاقتصاد يتوقعون حدوث تراجع طفيف في أعداد العاطلين عن العمل في العام الحالي ليصل متوسط عددهم إلى 2.633 مليون شخص، وأشارت توقعاتهم إلى زيادة حجم التراجع في العام المقبل ليصل عدد العاطلين إلى 2.367 مليون شخص.
كان المزاج الاستهلاكي قد تصدر العوامل الدافعة للنمو الاقتصادي في ألمانيا في الفترة الأخيرة، وذلك مع التخفيف التدريجي لقيود مكافحة «كورونا» المصحوبة بإغلاق مؤقت للمطاعم وصالات اللياقة البدنية والمحال بدءاً من منتصف مايو (أيار) الماضي. في المقابل، يعاني قطاع الصناعة من نقص المواد وأزمة التوريد الناجمين عن أزمة «كورونا».



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.