بصفتي شخصاً لعب كرة القدم منذ أن كان صغيراً، وقضى عقدين من الزمن في ممارسة هذه اللعبة وكان محظوظاً بما يكفي ليصبح مديراً فنياً، فإنني أعتقد أنني جزء لا يتجزء من هذه الرياضة. أتذكر أنني أحد المحظوظين القلائل في منصبي. تخيل لو شعرت بأنني مضطر للابتعاد والعثور على مهنة أخرى لأنني لم أشعر أن هناك طريقاً لي في هذه اللعبة بسبب لون بشرتي، ليس لسبب آخر سوى حقيقة أن الناس قد قرروا أنه لا يمكنني المساهمة بأي شيء؟
أنا أعرف كثيراً من السود والأقليات العرقية الذين كان بإمكانهم أن يصبحوا مديرين فنيين ومدربين ومديرين للكرة رائعين، لكنهم لم يتمكنوا من رؤية الفرص التي قد تأتيهم. من المؤكد أن كرة القدم تفقد بعضاً من أصحاب العقول العظيمة لمجرد أنهم يشعرون بأن الباب مغلق أمامهم، وهذا أمر مزعج حقاً.
المجتمع مليء بالتحيزات اللاواعية، وبالنظر إلى أن كرة القدم تعكس ما يحدث في الحياة ككل عن كثب، فيتعين علينا أن نقبل بحقيقة أن هذه التحيزات منتشرة للغاية هنا. إنها تمثل حقيقة الوجود اليومي لكثير منا، لكن الموضوع قد خطر على بالنا بقوة خلال الأسابيع الأخيرة على وجه التحديد، لأن شهر أكتوبر (تشرين الأول) هو «شهر تاريخ السود»، وقد جعلني هذا أتساءل كيف يمكننا معالجة هذه المظالم بشكل أكثر فاعلية، وكيف يمكن لكرة القدم أن تأخذ زمام المبادرة في تحقيق ذلك.
ونظراً لأن تاريخ السود متشابك مع تراث بريطانيا، لا أستطيع أن أرى كيف يمكن تحديد شهر معين والقول إنه «شهر تاريخ السود»! إن معالجة قضية التحيز والعنصرية تتطلب حل المشكلة من جذورها: الدخول في نظام التعليم والتأكد من معرفة الناس للحقيقة منذ البداية. عندما كنت في المدرسة، تعلمنا القليل عن إلغاء العبودية وعواقبها، لكننا لم نتعلم شيئاً آخر عن تاريخ السود. أين سمعنا عن الشخصيات السياسية والفنانين وأصحاب الأعمال والمستكشفين: أولئك الذين أسهموا بأشياء ضخمة للمجتمع، سواء هنا أو في أي مكان آخر؟
سوف تكون معذوراً لو اعتقدت أن تاريخ السود يضمن ببساطة أخذ أشخاص غير متعلمين من أكواخ من الطين وإعادتهم إلى هنا. إننا لم نسمع أبداً عن الحضارات المتقدمة التي كانت موجودة في بلدان مثل مالي، أو أنه كان هناك وقت كان فيه فراعنة مصر القديمة من السود! كم عدد الأشخاص هنا في المملكة المتحدة الذين يعرفون حقاً جيل ويندراش، الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية وساعد في إعادة بناء الدولة، أو أن شكسبير ابتكر شخصيات سوداء بارزة في مسرحياته؟
تتمثل النقطة المهمة في أنه إذا تم تعليمك في المدرسة أن مجموعة من الأشخاص كانوا عبيداً بشكل أساسي، فلن يكون أمامك سوى فرصة ضئيلة لاحترام ثقافتهم أو وضعهم في نفس المستوى الفكري والاجتماعي والمالي لك. علاوة على ذلك، إذا كنت شاباً أسود، فكيف سيؤثر ذلك على تقديرك لنفسك؟
إن المكانة التي تحظى بها كرة القدم في صميم المجتمع تعني أنه يتعين عليها أن تقدم المساعدة في هذا الشأن. فإذا اجتمعت رياضتنا وقالت: «إننا نريد تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى السود، من أجل الأشخاص داخل اللعبة وخارجها»، أعتقد أن الناس سيستمعون لذلك. لقد رأينا التأثير الذي أحدثه ماركوس راشفورد في معالجة قضايا ذات أهمية كبيرة: لدينا منصة ونفوذ، لذا فقد حان الوقت للوقوف أمام الحكومة والسلطات الأخرى لمناقشة كيفية المضي قدماً.
ويجب أن نعرف أن هذا لن يكون حلاً سريعاً، لكن التأثير سيكون أكبر بكثير من أي من الشعارات المناهضة للعنصرية التي تظهر في أشكال مختلفة كل بضع سنوات. لدي انطباع بأن الأشخاص في قمة هرم كرة القدم يشعرون بالراحة وهم «يسددون خانات» تشير إلى أنهم تعاملوا مع هذه القضية أو تلك، بدلاً من القيام بأي شيء جوهري وملموس على أرض الواقع لمعالجة الأسباب. وبالتالي، يكون التأثير طويل المدى لذلك هو خيبة الأمل والإرهاق بين السود في هذه اللعبة، لأنهم يشكون في أنه سيتم القيام بأي شيء جاد لمواجهة هذه القضايا.
أنا متأكد من أن ملاحقة العنصريين على وسائل التواصل الاجتماعي تتم بنوايا حسنة، لكن ما الذي يحققه هذا على أرض الواقع؟ يجب أن نعرف أن منع شخص ما من الكتابة على «تويتر» أو «إنستغرام» لا يمنعه من أن يكون عنصرياً. لكن تقديم حصص وجلسات عن المساواة في المدارس أمر جيد للغاية، لكنني في الوقت نفسه أشك في أن القيام بذلك لمدة ساعة هنا أو أنه سيحدث فرقاً كبيراً إذا عاد الأطفال إلى المنزل لآبائهم الذين ينقلون تحيزاتهم الخاصة طوال اليوم.
إن انحناء اللاعبين قبل المباريات تعبيراً عن مناهضتهم للعنصرية كان بمثابة إشارة جيدة ومفيدة لتسليط الضوء على مشكلة ما، لكن سرعان ما حولها المتعصبون إلى قضية سياسية، على الرغم من أنه لم يتفوه أي شخص منا ولو بكلمة واحدة عن ذلك. في الحقيقة، هناك انقسام واضح في هذا البلد، وسيظل هذا الانقسام موجوداً حتى نغير ما يتعلمه الناس عن تاريخ السود.
كما سيستمر استنزاف المواهب التي ذكرتها سابقاً. تحتاج كرة القدم إلى تدريب أكثر تنوعاً من أجل مساعدة الناس في تقديم أفضل ما لديها. إنني أسمع قصصاً عن لاعبين شباب لديهم سلوك سيئ، لكن في الوقت نفسه يكون هناك في بعض الأحيان عدم تعاطف أو فهم لكيفية التعامل معهم. ويجب أن نعرف أن الناس من مناطق مختلفة من المجتمع لديهم ثقافات مختلفة، ومصطلحات مختلفة يفهمونها. فإذا كنت قادماً من منطقة يغلب عليها السود ويتولى تدريبك رجال من أصحاب البشرة البيضاء في منتصف العمر، فلا يكون هناك ما يضمن من أنهم سيتواصلون معك بشكل جيد. الجانب الذهني لهذه الرياضة مهم للغاية، لكن الأندية غالباً ما تقصر في ذلك.
أنا محظوظ في نادي هيريفورد، الذي أتولى القيادة الفنية له منذ 16 شهراً. وتجب الإشارة إلى أن رئيس هذا النادي يناضل من أجل المساواة منذ سنوات عديدة، لذلك، فإنني وبصفتي رجلاً مختلط العرق ولديه أم بريطانية بيضاء وأب جامايكي، فقد حصلت على الفرصة نفسها مثل أي شخص آخر. لا يزال هذا شيئاً نادراً، ويمكن لكرة القدم أن تأخذ زمام المبادرة في التأكد من معاملة آلاف الآخرين بالطريقة نفسها. لقد حان الوقت للتوقف عن الحديث عن العنصرية، والنظر بجدية في العوامل التي تؤدي إلى هذه القضية من الأساس.
وإلى أن تجلس السلطات المعنية وتعالج الأسباب الحقيقية للتمييز الذي نراه باستمرار، سنقضي عقداً آخر في مجرد الكلام النظري من دون أن نحقق أي شيء على أرض الواقع!
التعليم وكرة القدم مطالبان بمكافحة التحيّز ضد تقدّم المدربين السود
ما يتم تدريسه في المدارس لا يفعل شيئاً لمكافحة التمييز... لكن الرياضة لديها القدرة على تغيير المفاهيم
التعليم وكرة القدم مطالبان بمكافحة التحيّز ضد تقدّم المدربين السود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة