احتدام الكباش الانتخابي بين «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر»

TT

احتدام الكباش الانتخابي بين «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر»

على وقع الأحداث الأخيرة ومنها المواجهات المسلحة في منطقة الطيونة في بيروت، احتدم الكباش الانتخابي بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» خاصة في ظل ما يتداول عن ازدياد شعبية رئيس «القوات» سمير جعجع في الساحة المسيحية نتيجة موقفه مما حصل، وخروج أكثر من قيادي قواتي ليؤكد أنهم سيكونون أصحاب أكبر كتلة مسيحية نيابية عام 2022 بعدما كان «التيار الوطني الحر» يتصدر كل الكتل النيابية عام 2018 من حيث العدد بـ29 نائباً.
ويهزأ النائب في تكتل «لبنان القوي» ماريو عون مما يقول إنها «أسطوانة يحلو للقواتيين تشغيلها مؤخراً»، مؤكداً أنهم وغيرهم «سيتفاجؤون بالنتيجة التي سيحققها (التيار الوطني) الحر بالانتخابات المقبلة التي ستكون وحدها كفيلة بإظهار الحقائق». ويقر عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بحصول «بعض التراجع في بعض المناطق ويتم العمل على تحسين الوضع، لكن مثلاً في قضاء الشوف تظهر الأرقام أننا سنحافظ على عدد نوابنا»، ويضيف: «من الجائر اعتبار أن العهد فشل وبالتالي أن الناخبين سيصوتون انطلاقاً من هذا الواقع... فالكل يعي أن هناك مطبات وعقبات كبيرة واجهته وأبرزها جائحة كورونا وانفجار المرفأ... لذلك نحن لدينا ثقة بشعبيتنا وكل الدراسات والمسح الحاصل للأرض يؤكدان أن الوضع ليس سيئاً».
ويوضح عون أن المرحلة الأولى من الانتخابات الداخلية انطلقت في التيار لاختيار المرشحين، لافتاً إلى أن هناك 3 مراحل قبل تحديد المرشحين الرسميين للانتخابات، مضيفاً: «العمل الانتخابي انطلق ولكن الزخم سيزداد كلما اقتربنا من موعد الاستحقاق النيابي».
ويعول القواتيون على ما يقولون إنه «الفشل المدوي» للعهد الذي سيقلب نتائج الانتخابات بين 2018 و2022 رأسا على عقب. وتعتبر مصادر «القوات اللبنانية» أن «المتحول الكبير بين 2018 و2022 هو أنه عندما خيضت الانتخابات الماضية كان العهد في بدايته ومعظم القوى السياسية والشخصيات المستقلة تحالفت معه وكل الأجهزة كانت بخدمته وكان هناك طلب للتقرب والتقارب منه ورهان على إنجازات ممكن أن يحققها ما سمي بوقتها (العهد القوي)، حتى إن تيار المستقبل كان إلى جانبه بدوائر عدة وشخصيات مستقلة تسابقت للتحالف معه، أما الانتخابات المقبلة فستخاض في نهاية العهد وبعد ثورة 17 تشرين التي صبت كل غضبها بوجه العهد وجبران باسيل، وبعد انهيار تاريخي مالي - اقتصادي - معيشي لم يسبق له مثيل في تاريخ الجمهورية اللبنانية». وتشدد المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «بين عام 2018 و2022 تبدل المزاج الشعبي العام كلياً وبخاصة المزاج المسيحي، فالرأي العام الذي كان يراهن على أن يعبر مع هذا العهد إلى وضع مزدهر وإلى دولة حقيقية لمس اليد أنه أوصله إلى جهنم وبالتالي هو سينتقم وستكون الانتخابات محطة ليعبر عن غضبه واحتجاجه وسيصوت ضد الفريق الذي رفع عناوين إصلاحية كبرى ومارس عكسها تماماً».
ولا يؤيد ربيع الهبر، الخبير الانتخابي ومدير عام شركة «ستاتيستكس ليبانون» نظرية أن التراجع المتوقع لـ«الوطني الحر» سيكون لمصلحة «القوات» وأنه سيحظى بأكبر كتلة نيابية مسيحية عام 2022، معتبراً أنه تماما كما ستخسر كتلة «التيار» من مقاعدها النيابية الحالية، كذلك ستخسر كتلة «القوات» أيضا من مقاعدها، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «مثلاً المقعد النيابي في عكار الذي يشغله وهبة قاطيشا لن يكون محسوماً تماماً كما أنه لا يمكن حسم المقعد القواتي في البقاع الشمالي كما المقعدين في زحلة والمقعدين في بيروت». ويعتبر الهبر أن «تحالف القوات - المستقبل في حال لم يحصل، ولا يبدو أنه حاصل حتى الساعة سيؤدي لفقدان (القوات) عدداً من المقاعد»، مشيراً إلى أن «الخسارات ستكون أكبر من جهة «الوطني الحر»، بحيث إنه ليس مؤكداً أنه سيحظى بـ3 مقاعد في جبيل وكسروان ولا حتى بمقعد في دائرة الشمال الثالثة كما أن حصوله على مقعدين في بعبدا بات مستبعدا والأرجح أن يحصل على مقعد واحد حصرا كما أنه قد لا يحصل على أي مقعد في زحلة إذا لم يتحالف مع «الثنائي الشيعي». ويضيف: «الأرجح لا مقعد له في البقاع الغربي ومقعد واحد حصراً في بيروت الأولى».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.