الاقتصاد الألماني محاصر بين التفاؤل والمخاوف

توقع الاتحاد الألماني للتجارة أن يشهد قطاع التجزئة في ألمانيا تحسناً في الإيرادات خلال موسم عيد الميلاد (رويترز)
توقع الاتحاد الألماني للتجارة أن يشهد قطاع التجزئة في ألمانيا تحسناً في الإيرادات خلال موسم عيد الميلاد (رويترز)
TT

الاقتصاد الألماني محاصر بين التفاؤل والمخاوف

توقع الاتحاد الألماني للتجارة أن يشهد قطاع التجزئة في ألمانيا تحسناً في الإيرادات خلال موسم عيد الميلاد (رويترز)
توقع الاتحاد الألماني للتجارة أن يشهد قطاع التجزئة في ألمانيا تحسناً في الإيرادات خلال موسم عيد الميلاد (رويترز)

توقع الاتحاد الألماني للتجارة أن يشهد قطاع التجزئة في ألمانيا تحسناً في الإيرادات خلال موسم عيد الميلاد (الكريسماس). وأعلن الاتحاد يوم الاثنين أنه من المتوقع أن يحقق القطاع في موسم الكريسماس هذا العام أرباحاً تقدر بنحو 112 مليار يورو، بزيادة قدرها 2 في المائة مقارنة بموسم العام الماضي.
وقال المدير التنفيذي للاتحاد: «المدخرات المرتفعة والأجواء المواتية للاستهلاك تمهد الطريق لنهاية تصالحية لهذا العام بعد النصف الأول الذي هدد وجود العديد من بائعي التجزئة بسبب الإغلاق (المرتبط بكورونا)».
ويستند القطاع في توقعاته إلى مسح شمل 450 تاجراً من «جميع القطاعات والأحجام والمواقع». وبحسب المسح، يتوقع 45 في المائة من التجار زيادة المبيعات هذا الشهر والشهر المقبل مقارنة بالعام السابق.
أيضاً، جلبت الطلبيات الكبيرة نمواً قوياً لقطاع الصناعات الإلكترونية في ألمانيا خلال سبتمبر (أيلول) الماضي. وأعلن الاتحاد الألماني للصناعات الإلكترونية يوم الاثنين أن الطلبات ارتفعت بشكل كبير بنسبة 5.‏26 في المائة.
وأشار الاتحاد إلى أن الطلب المحلي نما بشكل أقوى من الطلب الخارجي.
وفي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام ارتفعت الطلبات بنسبة 26.3 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبنسبة 17 في المائة مقارنة بعام 2019، أي عام ما قبل أزمة جائحة «كورونا».
في الوقت نفسه، ارتفع الإنتاج والمبيعات في سبتمبر على أساس سنوي، حيث زاد الإنتاج في القطاع الذي يعمل به نحو 870 ألف موظف بنسبة 7 في المائة مقارنة بالعام السابق، وبنسبة 11.8 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. وزادت المبيعات في سبتمبر الماضي بنسبة 6.2 في المائة إلى 17.5 مليار يورو.
وبحسب البيانات، اضطرت شركات الصناعات الإلكترونية خفض خططها الإنتاجية بداية من الربع الأخير في هذا العام. وأوضح أندرياس غونترمان، الخبير الاقتصادي في الاتحاد، أن الأسباب على الأرجح ترجع إلى العرض وليس الطلب، مشيراً إلى أن العديد من الشركات في القطاع تعاني من نقص العمالة الماهرة ونقص المواد ومشكلات في التوريد.
لكن في المقابل، وصف وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، الإلغاء المخطط للوضع الوبائي في ألمانيا من قبل الأحزاب الثلاثة التي تتفاوض حالياً على تشكيل ائتلاف حاكم جديد، بأنه خطأ فادح.
وكتب ألتماير، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يوم الاثنين إن ائتلاف ما يسمى بـ«إشارة المرور» يستحق فرصة عادلة، خصوصاً من أجل مزيد من حماية المناخ والنمو. وأضاف «ومع ذلك، فإن إلغاء حالة الوباء سيكون حالياً خطأً فادحاً وإشارة خاطئة تماماً».
وينتهي تشريع الوضع الوبائي، الذي يعطي الحكومة الاتحادية صلاحيات أكبر في مواجهة جائحة «كورونا»، في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

وتعتزم الكتل البرلمانية للأحزاب التي تتفاوض على تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد (الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر) إقرار قواعد جديدة لمكافحة الجائحة. ومن المنتظر مناقشة مسودة القواعد الجديدة في البرلمان يوم الخميس المقبل.



تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023 بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة العربية، في حين ارتفعت القيمة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنحو 791 مليار دولار.

وأوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بعنوان: «آفاق الدين والمالية العامة للمنطقة العربية»، أن تكلفة الاقتراض من السوق ظلّت أعلى من 5 في المائة، بالنسبة إلى الديون بالعملات المحلية والأجنبية في البلدان متوسطة الدخل، في حين ظلّ النمو الاقتصادي دون 3 في المائة.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية متوسطة الدخل، استحوذت على أكثر من 15 في المائة من الإيرادات العامة في عام 2023، مقارنةً بنحو 7 في المائة خلال عام 2010، وبلغت رقماً قياسياً هو 40 مليار دولار في عام 2024.

ويقدّم التقرير نظرة شاملة على مختلف التدفقات المالية، بما فيها الديون والموارد المحلية والأدوات التمويلية المبتكرة الجديدة، وأشار هنا إلى أن البلدان منخفضة الدخل تجاوزت خدمة الدين لديها المليار دولار خلال عامي 2023-2024.

وعلّقت الأمينة التنفيذية لـ«الإسكوا»، رولا دشتي، على التقرير قائلة، إن الاختلافات في أسعار الفائدة على ديون السوق تشير إلى وجود مجال كبير للتوفير، مضيفة أنه «في عام 2023، كان بإمكان البلدان العربية متوسطة الدخل الاحتفاظ بأكثر من 1.8 مليار دولار من مدفوعات الفائدة على ديون السوق إذا طُبِّق متوسط سعر الفائدة لاقتصادات الأسواق الناشئة على مستوى العالم».

الإيرادات العامة

ويَرد في التقرير أن إجمالي الإيرادات العامة في المنطقة في المتوسط بلغ 32 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بنسبة 26.5 في المائة في المتوسط لاقتصادات الأسواق الناشئة، و35.5 في المائة للاقتصادات المتقدمة.

وأوضحت رولا دشتي، أنه إذا زادت البلدان العربية متوسطة الدخل حصة ضرائب الدخل الشخصي وضرائب الشركات إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو المتوسط بالنسبة إلى البلدان متوسطة الدخل على مستوى العالم، يمكنها توليد 14 مليار دولار إضافية، وتوزيع الأعباء الضريبية بشكل أكثر إنصافاً.

بالإضافة إلى تحسين تحصيل الضرائب، أبرز التقرير أنه يمكن توفير أكثر من 120 مليار دولار سنوياً في الحيز المالي الإضافي في البلدان العربية من خلال: توفير 100 مليار دولار بواسطة زيادة كفاءة الإنفاق (بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي)، فضلاً عن توفير 4 مليارات دولار في مدفوعات الفائدة في ديون السوق (على أساس حدٍّ أدنى لسعر الفائدة مع معاملة الأقران بالتساوي في عام 2023)، وتوفير 2.5 مليار دولار في خدمة الديون الناتجة عن مقايضتها (بنسبة 25 في المائة من خدمة الدين الثنائي في عام 2024)، فضلاً عن توفير 122 مليون دولار في مدفوعات الفائدة عن طريق زيادة حصة الديون الميسرة من الدائنين الرسميين، وتحقيق 127 مليون دولار علاوة خضراء من أدوات التمويل المبتكرة.

برنامج عمل

يطرح التقرير برنامج عمل قابلًا للتنفيذ، يتضمّن استراتيجيات ثلاث؛ هي: تحسين حافظات الديون، وتعزيز كفاءة أُطُر الإيرادات والنفقات العامة، وزيادة استخدام آليات التمويل المبتكرة وأُطُر التمويل المستدام.

واقترح التقرير برنامج عمل مكوناً من 7 نقاط، تمثّلت في:

- تحسين حافظات الديون من خلال الإدارة الحصيفة لها.

- تعزيز القدرة المؤسسية على إدارة الديون.

- تحسين السيولة والتمويل الميسر من خلال إصلاح النظام المالي الدولي.

- تشجيع أدوات التمويل المبتكرة من أجل التنمية المستدامة.

- تحسين الكفاءة في تعبئة الموارد المحلية لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.

- تحسين كفاءة الإنفاق العام لزيادة فاعلية الإنفاق.

- معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان العربية المتأثرة بالصراعات والبلدان منخفضة الدخل.