البيشمركة تصد عدة هجمات لـ«داعش» غرب أربيل

مسؤول كردي: مقتل اثنين من أبرز قيادات التنظيم في سنجار

لقطة من فيديو بث على «يوتيوب» تظهر أحد عناصر «داعش» وهو يحاول إزالة قطعة منحوتة من جدار مبنى في موقع الحضر الأثري جنوب الموصل (أ.ب)
لقطة من فيديو بث على «يوتيوب» تظهر أحد عناصر «داعش» وهو يحاول إزالة قطعة منحوتة من جدار مبنى في موقع الحضر الأثري جنوب الموصل (أ.ب)
TT

البيشمركة تصد عدة هجمات لـ«داعش» غرب أربيل

لقطة من فيديو بث على «يوتيوب» تظهر أحد عناصر «داعش» وهو يحاول إزالة قطعة منحوتة من جدار مبنى في موقع الحضر الأثري جنوب الموصل (أ.ب)
لقطة من فيديو بث على «يوتيوب» تظهر أحد عناصر «داعش» وهو يحاول إزالة قطعة منحوتة من جدار مبنى في موقع الحضر الأثري جنوب الموصل (أ.ب)

تصدت قوات البيشمركة أمس لعدة هجمات شنها مسلحو تنظيم داعش على محاور القوات الكردية في مناطق الخازر وناوران والكسك، بينما أعلن مسؤول كردي مقتل اثنين من أبرز قيادات تنظيم داعش في سنجار بقصف لطيران التحالف الدولي.
وأعلن العميد سيد هزار، نائب قائد قوات الزيرفاني (النخبة) التابعة لقوات البيشمركة المرابطة في محور الخازر (غرب أربيل) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحي تنظيم داعش شنوا فجر أمس «هجوما على مواقعنا في قرية حسن شام ضمن محور الخازر، وتمكنت قواتنا من صدهم وأجبرتهم على الفرار باتجاه مواقعهم غرب الموصل، وكان هذا الهجوم فقط لإشغالنا لأنهم كانوا يعدون لشن هجوم واسع في موقع آخر، وبالفعل بدأ هذا الهجوم من قرية وردك الخاضعة لسيطرتهم باتجاه المرتفعات المقابلة للقرية المذكورة ومواقع قوات البيشمركة التي توفر الحماية لموقع إحدى الشركات النفطية في المنطقة، وتقدم المسلحون بجرافتين مدرعتين باتجاه سواترنا، لكنهم لم يستطيعوا اجتياز هذه السواتر، وتمكنت تمكنت قوات البيشمركة من تفجير الجرافتين عن بعد، واندلعت اشتباكات ضارية بين الجانبين استمرت نحو 3 ساعات قتل خلالها أكثر من 40 مسلحا من التنظيم وأصيب عدد كبير آخر بجروح، بينما لاذ الآخرون بالفرار تاركين وراءهم عددا من الآليات المدمرة».
وأضاف سيد هزار: «كان لطائرات التحالف الدولي دور بارز في إسناد قوات البيشمركة لصد هجوم (داعش) الذي شارك فيه قرابة 200 مسلح، إذ وجهت أكثر من 10 ضربات للتنظيم»، مبينا في الوقت ذاته أن البيشمركة سيطرت على سيارتين من نوع «همر» وكميات من الأسلحة والأعتدة التي تركها مسلحو التنظيم بعد فرارهم من ميدان المعركة.
في السياق نفسه، قال هاوكار جاف، عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «قتل اليوم (أمس) اثنان من أبرز قيادات تنظيم داعش، أحدهما ليبي الجنسية ويدعى عبد السلام سعيد حسين، والآخر عراقي من أهالي قضاء الشرقاط (جنوب الموصل) ويدعى مصطفى حسين الجبوري، إثر استهدافهما من قبل طائرات التحالف الدولي في سنجار»، مضيفا: «في الوقت ذاته دمرت طائرات التحالف في غارة عددا من مواقع التنظيم في منطقة وادي العكاب (غرب الموصل)، منها مصنع كبير لتفخيخ السيارات وتدريعها»، مشيرا إلى أن «الهزائم التي مُني بها التنظيم في كل جبهات القتال وازدياد الغارات الجوية على مواقعه دفع بغالبية قادته الأجانب والعراقيين إلى الهرب إلى سوريا ومنها إلى تركيا، حيث أعلنوا تخليهم عن التنظيم بحسب معلوماتنا، التي وصلت إلينا من مصادرنا».
وكشف جاف: «إن التنظيم طالب شيوخ عشائر قضاء القيارة (جنوب الموصل) بمبايعته خلال اجتماع جمع عدد من قادة التنظيم مع شيوخ القضاء، لكن الشيوخ دعوهم إلى إطلاق سراح أبنائهم المحتجزين، وفي المقابل أبلغهم قادة (داعش) بأن التنظيم أعدم كل الأسرى والمحتجزين لديه، وأسفر هذا عن انتهاء الاجتماع فورا، إذ رفض الشيوخ مبايعة التنظيم».
بدوره قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في الموصل، لـ«الشرق الأوسط» إن التنظيم المتطرف سلّم أمس «أكثر من 100 جثة لمسلحيه إلى مستشفى الطب العدلي في الموصل»، مشيرا إلى أن هؤلاء «قتلوا في غارات للتحالف الدولي على مناطق خورسباد والشلالات والخازر، بينما قتل 41 مسلحا آخر في هجوم للتنظيم على مواقع البيشمركة في منطقة الكسك غرب الموصل»، مبينا أن «4 مسلحين قتلوا إثر تعرضهم لهجوم مسلح في الحي العربي (شمال الموصل)».
من جانبه، أعلن غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط» أن طائرات التحالف الدولي شنت أمس غارتين على مواقع التنظيم القريبة من منطقة ناوران شمال شرقي الموصل، مضيفا أن «الغارة الأولى دمرت موقعا رئيسيا للتنظيم في مفرق ناوران، ما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين، في حين استهدفت الغارة الثانية قرية الفاضلية القريبة من ناوران وأسفرت عن مقتل 5 مسلحين وتدمير سيارتَي (همر)».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.