زكي في بيروت غداً... والأمم المتحدة تعلن استعدادها «للمساعدة»

TT

زكي في بيروت غداً... والأمم المتحدة تعلن استعدادها «للمساعدة»

يصل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، إلى لبنان، غداً، حيث يعقد محادثات رسمية متصلة بالأزمة مع دول الخليج العربي، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن استعدادها للمساعدة «إذا طلب منها»، في تحرك من قبل الجامعة العربية والأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة الأخيرة.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»، إن السفير زكي يصل إلى بيروت غداً الاثنين، لعقد محادثات مع مسؤولين لبنانيين حول الأزمة الأخيرة. وقالت المصادر إن لقاءات زكي «ستقتصر على اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي».
في غضون ذلك، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مهتم بلبنان كثيراً، ويتابع التطورات، لأنه يعتبر لبنان دولة مهمة في المنطقة، وكشفت عن أن الرئيس نجيب ميقاتي، وجه له دعوة لزيارة لبنان سيجري البحث في تفاصيلها.
وأملت في حديث إذاعي في أن يتم حل الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج، وأشارت إلى «الحاجة لتطبيق الدبلوماسية الناعمة التي تضمن استقرار المنطقة». وقالت فرونتيسكا، إن الأمم المتحدة «مستعدة لتقديم المساعدة إذا طلب منها». وعن حصيلة اللقاءات التي قامت بها، والتي شملت الرئيس ميقاتي والبطريرك الماروني بشارة الراعي، قالت فرونتيسكا إنها تمكنت من تحديد ما يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة لمساعدة لبنان.
وأعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة عن أملها في أن تتمكن الحكومة من تنفيذ برنامجها الإصلاحي، داعية إلى الابتعاد عن الخلافات السياسية واعتماد الحكمة في التعاطي مع الأمور، لأن لدى لبنان فرصة عليه الاستفادة منها عبر الدول الصديقة التي ترغب بدعمه.
وأكدت استعداد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي للتعاون مع وزارة الداخلية للمساعدة في إجرائها، ومتابعة التحضيرات لها. وأشارت إلى لقاء سيعقد الاثنين في وزارة الداخلية للسفراء في هذا الإطار.
وعن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، رأت فرونتيسكا أن فريق التفاوض اللبناني يتمتع بخبرة واسعة، ودعت إلى ضرورة استمرار المفاوضات التقنية، وإبعاد الخلافات السياسية عنها. ودعت لبنان للاستفادة من رغبة الخبراء الدوليين لمساعدة لبنان.
وأعادت التشديد على أهمية الاستمرار بتحقيق شامل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت، لأنه «لا يمكن المضي قدماً بمسار التعافي إن لم ينته التحقيق بسرعة». وقالت إنه يجب إعطاء القضاء فرصة لفرض سلطة القانون وتحديد العدالة، آملة في أن تفصل الجهات السياسية هذه القضايا عن عمل الحكومة، لتتمكن من أن تكون فاعلة «لأننا بحاجة إلى نتائج ملموسة». وحول إمكانية الذهاب إلى تحقيق دولي، أكدت أن ذلك «لا يمكن أن يحصل إلا بطلب من الدولة المعنية وبموافقتها».
ورأت أن حادثة الطيونة جعلت من الجميع مدركين لهشاشة الوضع، وقالت: «نحن بحاجة إلى حكمة وإيجاد أرضية مشتركة للتذكير بأن لبنان بلد تعايش». وشددت فرونتيسكا على أن استراتيجية الدفاع الوطني هي الأولوية بالنسبة للأمم المتحدة التي تعتبر أن الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة «تشكل انتهاكاً لقرار 1701»، وقالت: «المجتمع الدولي يسعى إلى ضمان ثبات استقرار لبنان».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.