{أوقاف} مصر لضبط آلية التبرعات في المساجد

الوزارة منعت أي صناديق وخصصت حساباً بنكياً للمساعدات

TT

{أوقاف} مصر لضبط آلية التبرعات في المساجد

دخل أمس قرار وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد في مصر، بـ«فرض ضوابط جديدة بشأن التبرعات بالمساجد» حيز التنفيذ، وسط تأكيد «الأوقاف» على العاملين في المساجد بضرورة «الالتزام ببنود القرار»، مشددة على «المسألة القانونية لمن يقوم بجمع تبرعات من دون وجه حق».
ووفق «الأوقاف»، فإن القرار «يمنع صناديق التبرعات داخل وخارج المساجد، ويخصص حساباً بنكياً لتلقي أي تبرعات». وقال مصدر مطلع إنه «يلاحظ فوضى كبيرة فيما يتعلق بصناديق التبرعات بالمساجد، وكان لا بد من تشديد الرقابة على تلك الصناديق من قبل الأوقاف».
وسبق أن فرضت «الأوقاف» سيطرتها على المساجد، التابعة لجمعيات «الأصوليين»، ومنعت أي جهة غيرها من جمع أموال التبرعات داخل المساجد، أو في محيطها. كما وحدت خطبة الجمعة لعدم الخوض في أمور سياسية.
وتؤكد «الأوقاف» أن «الحفاظ على المنبر، ونشر صحيح الدين، قضية أمن ديني وقومي»، مشددة على أنه «لا تسامح مع من يخالف التعليمات الصادرة من الوزارة بشأنهما، في ظل إعلاء شأن دولة القانون». وبحسب وزارة الأوقاف، فقد تضمن القرار «تنظيماً دقيقاً للتبرعات، حيث حظر جمع أي أموال أو تبرعات، أو مساعدات نقدية بالمساجد لأي سبب كان، ويمنع منعاً باتاً وضع أي صناديق للتبرعات داخل المسجد، أو خارجه من أي جهة أو أفراد، ويكون التبرع من خلال حساب بنكي لـ(صندوق عمارة المساجد والأضرحة)».
وخاضت السلطات المصرية معارك سابقة لإحكام سيطرتها على منابر المساجد، ووضعت قانوناً للخطابة بقصر الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، فضلاً عن وضع عقوبات بالحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك.
وتعهدت «الأوقاف» كل من يخالف قرارها، مؤكدة أن «مخالفة القرار تُعد خروجاً جسيماً عن مقتضيات الواجب الوظيفي، وتُعرض أي مسؤول أو عامل للمسألة القانونية، سواء كانت جنائية أم مدنية أم إدارية، لما يمثله ذلك من جمع للأموال في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، واستغلال للوظيفة العامة في جمع الأموال من دون وجه حق».
وبحسب القرار الذي أصدره مساء أول من أمس، وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، فإن «رئيس القطاع الديني بالوزارة سوف يصدر قراراً بشأن مساجد النذور، التي يسمح فيها بوضع صناديق النذور على مستوى المحافظات المصرية خلال أسبوعين، مع تحديد عدد هذه الصناديق بكل مسجد، وترقيمها ترقيماً مسلسلاً، وأماكن وضع كل منها بكل مسجد بناء على اقتراح مدير المديرية، وعدم فتحها إلا من خلال اللجان المشكلة، وفقاً للضوابط الموضوعة في هذا الشأن».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».