القبائل تحاصر الحوثيين في مأرب وشبوه

أحرزت تقدما في معاركها لاستعادة الشرعية

القبائل تحاصر الحوثيين في مأرب وشبوه
TT

القبائل تحاصر الحوثيين في مأرب وشبوه

القبائل تحاصر الحوثيين في مأرب وشبوه

ضرب نحو 4 آلاف مقاتل من أبناء القبائل اليمنية طوقا حول محافظة مأرب، وطوقا مماثلا يلف محافظة شبوه من جميع الاتجاهات، مما أدى إلى محاصرة أعداد من الميليشيات الحوثية المسلحة والميليشيات التابعة للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وكشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر متطابقة من داخل المحافظتين اليمنيتين اللتين يختبئ فيهما عدد من عناصر الميليشيات الداعمة للانقلاب في اليمن، والمناهضة للشرعية المتمثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن القبائل الموالية للرئيس الشرعي للبلاد أخذت زمام المبادرة وبدأت التفوق في ميادين القتال. وبحسب المصادر التي تحدثت من شبوه ومأرب، أحرزت القبائل اليمنية تقدما على الأرض في معاركها لاستعادة الشرعية في اليمن، وذلك تحت الغطاء الجوي الذي وفرته لها قوات التحالف التي تقودها السعودية.
وأبلغ «الشرق الأوسط» الشيخ حمد بن صالح بن وهيط، وهو أحد مشايخ قبيلة عبيدة، أن أبناء القبائل أحكموا السيطرة فعلا على قوات تابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية، وأخرى موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقال إن «الميليشيات الحوثية وأتباع علي عبد الله صالح محاصرون بطوق قوامه 4 آلاف مقاتل، يتحلقون حول محافظتي مأرب وشبوه، وهو ما أجبر الانقلابين على طلب الاستسلام، وهو الأمر الذي لن يحدث إلا في حال سلمت الميليشيات العابثة ما معها من أسلحة لأبناء القبائل دون قيد أو شرط».
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ خالد بن غالب الأجدع، أن أبناء القبائل الشرفاء الذين يحاصرون - حاليا - محافظتي مأرب وشبوه منحوا الميليشيات الحوثية الغادرة وأتباع علي عبد الله صالح «ساعات، إما الاستسلام التام، وتسليم ما معهم من أسلحة تخص الدولة بشكل كامل، وإلا فإن الهلاك سيكون مصيرهم المحتوم». في هذه الأثناء، أوضح الدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت، أن حلف القبائل «باشر الزحف المبارك نحو مدينة المكلا للالتحام مع أبناء هذه المدينة ومساندتهم لحماية الممتلكات العامة والخاصة على السواء»، بعد أن سلمت القوات الموالية للرئيس المخلوع المدينة الساحلية لقوى تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن. وبارك المحافظ كل الجهود التي تبذل من قبل أبناء حضرموت جميعا؛ رجالها وشبابها للوقوف صفا واحدا ضد من ينشرون الفوضى والخراب ويشيعون الخوف والرعب في نفوس أبنائها. وقال إن «أبناء حضرموت سيسطرون ملحمة بطولية بتضامنهم وتوحيد كلمتهم». وكان حلف قبائل حضرموت الذي يضم أغلب قبائل المحافظة، قد أعلن في وقت سابق سيطرته على مطار الريان ومدينة الشحر في المحافظة. وقال صالح الدويلة الناطق باسم حلف قبائل حضرموت إن «مدينة الشحر ومطار الريان وعددا من المناطق الواقعة شرق المحافظة باتت تحت سيطرة الحلف». وأكد الدويلة نصب نقاط تفتيش في الطريق المؤدي إلى مدينة المكلا «عاصمة محافظة حضرموت»، فيما أكد سعد بن حبريش رئيس حلف القبائل، العمل على تأمين عاصمة المحافظة ومداخلها، مشيرا إلى أن القبائل ستعمل مع قيادات الأحياء من أبناء القبائل الموجودين لتأمين المدينة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».