ميليشيات «فجر ليبيا» تكشف عن عملية وشيكة لاسترداد العزيزية من قبضة الجيش

إعلان حظر تجول في سرت بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش»

عناصر مسلحة عند نقطة تفتيش في بلدة العزيزية  (ا.ف.ب)
عناصر مسلحة عند نقطة تفتيش في بلدة العزيزية (ا.ف.ب)
TT

ميليشيات «فجر ليبيا» تكشف عن عملية وشيكة لاسترداد العزيزية من قبضة الجيش

عناصر مسلحة عند نقطة تفتيش في بلدة العزيزية  (ا.ف.ب)
عناصر مسلحة عند نقطة تفتيش في بلدة العزيزية (ا.ف.ب)

ارتفع، أمس، عدد القتلى في المعارك بين قوات موالية للجيش الليبي، وميليشيات ما يسمى بعملية «فجر ليبيا» في مدينة العزيزية الواقعة على 30 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس إلى 18 قتيلا. وبينما أعلنت ميليشيات «فجر ليبيا» عن عملية وشيكة لاسترداد العزيزية من قبضة الجيش، فُرض حظر تجول في مدينة سرت شرق العاصمة، بعد اشتباكات عنيفة بين فجر ليبيا وعناصر تنظيم داعش.
وقال مصدر عسكري بغرفة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي إن «قوات جيش القبائل المساندة للجيش خاضت اشتباكات في مدينة العزيزية، وتمكنت من التقدم في عمق المدينة، لكنها تراجعت قليلا جراء كثافة النيران من قبل ميليشيات فجر ليبيا».
في المقابل، كشف المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا عن عملية عسكرية وشيكة ستشنها ميليشيات فجر ليبيا لاستعادة مدينة العزيزية من قبضة الجيش الليبي. وقال المكتب في بيان له إن «سقوط المدينة كان نتيجة تعاون واضح ما بين العائدين لبيوتهم وجيش القبائل»، مشيرا إلى أن ميليشيات فجر ليبيا تصدت للهجوم قبل أن يتحصن بقية المهاجمين في منطقة جنوب غربي مدينة العزيزية.
وأضاف البيان أن «قواتنا تدعو السكان المدنيين لإعادة إخلاء المنطقة استعدادا لاقتحامها في الساعات القليلة المقبلة في حالة ما رفضت تلك العصابات تسليم نفسها وإلقاء أسلحتها»، على حد وصف البيان. وادعى مصدر بغرفة عمليات «فجر ليبيا» بالمنطقة الغربية تقدم قوات جيش القبائل إلى عمق العزيزية ثم تراجعها، وقال إن «القوات المعادية استغلت انسحاب وحدات عسكرية تابعة لنا وهاجمت بشكل مباغت نقاط تمركزنا، لكننا تمكنا من دحر هذه القوات إلى جنوب العزيزية».
وتابع: «كبدناهم قتلى وأسرى»، لافتا إلى أسر أكثر من 14 من عناصر قوات جيش القبائل «تم احتجازهم في مكان آمن»، وأضاف أن حصيلة القتلى في صفوف قواته بلغت 8 بجانب 4 جرحى.
إلى ذلك، قُتلت سيدة وجُرح 3 أشخاص آخرين مساء أول من أمس أثناء استهداف سيارتهم من جيش القبائل بطريق «الضوة» الرابط بين منطقة الأصابعة وبوابة القضامة، المدخل الغربي لمدينة غريان. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مفتاح شنكادة رئيس المجلس العسكري في غريان قوله إن عائلة مكونة من 4 أشخاص تعرضت لقذيفة أطلقتها مجموعة متسللة تابعة لجيش القبائل، مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة 3 أشخاص آخرين من عائلة واحدة تم نقلهم إلى مستشفى غريان المركزي لتلقى الإسعافات اللازمة، وحالتهم مستقرة. ونفى مجلس غريان ما أشيع عن مقتل عادل دعاب قائد القوة الرابعة «درع ليبيا» خلال اشتباكات مع جيش القبائل، أول من أمس، حيث أكد ضياء قشوط مدير إدارة العلاقات والإعلام بالمجلس أن دعاب لم يصب وهو بصحة جيدة، وما زال مع ميليشيات فجر ليبيا في جبهات القتال، كما زعم أن مدينة غريان آمنة وأن الحياة فيها طبيعية. وكانت طائرة حربية تابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة الفريق أول خليفة حفتر، قصفت أمس مدينة غريان قبل أن تتصدى لها المضادات الأرضية.
وتخوض قوات جيش القبائل بجوار كتائب الزنتان الموالية للجيش الليبي التابع للسلطات المعترف بها من المجتمع الدولي في شرق البلاد معارك عنيفة ضد قوات فجر ليبيا، منذ سيطرتها على طرابلس في أغسطس (آب) الماضي في عدة مدن ومناطق جنوب وغرب العاصمة، منها (العجيلات - صبراتة - صرمان – الزاوية).
من جهة أخرى، وقعت، أمس، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين عناصر تنظيم داعش وميليشيات فجر ليبيا بمدينة سرت شرق العاصمة طرابلس، فيما أعلن محمد الحصان آمر الكتيبة 166 التابعة لميليشيات فجر ليبيا والموجودة بمنطقة القبيبة خارج سرت بنحو 20 كيلومترا، عن فرض حظر التجول على سكان سرت من الساعة العاشرة مساء حتى السادسة صباحا. وقال سكان محليون وناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات فجر ليبيا وكتائب مصراتة الموجودة في جهاز النهر الصناعي شرق سرت هاجمت عناصر تنظيم داعش باستخدام صواريخ الجراد، ومدافع الهاوزر، باتجاه مجمع قاعات واجادوجو وجامعة سرت حيث يتمركز عناصر التنظيم.
وأوضحت شبكة سرت الإخبارية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن أصوات الانفجارات تدل على وقوعها في الناحية الجنوبية للمدينة، بالقرب من جامعة سرت، وحي الجيزة العسكرية، ومجمع قاعات واجادوجو.
وتقع سرت، وهي مسقط رأس العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، على بعد 450 كلم إلى الشرق من طرابلس، حيث تخوض الكتيبة 166 مشاة مواجهات مستمرة مع تنظيم داعش، خلفت حتى الآن أكثر من 50 قتيلا و100 جريح في صفوف الطرفين.
إلى ذلك، نفت الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله الثني، مزاعم عن قيام الثني بالإساءة إلى العلاقة مع مصر وفرنسا، في لقاء أجراه خلال زيارته إلى العاصمة التونسية أخيرا.
وعدت الحكومة في بيان لها أن «ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مجرد شائعات وحرب إعلامية الغاية منها الإساءة إلى العلاقة الوطيدة بين الدولة الليبية والأشقاء في مصر والأصدقاء في فرنسا».
وأكدت على أن «مصر تمثل عمقا استراتيجيا للدولة الليبية والشريك الأول في محاربة الإرهاب، لافتة إلى اعتزازها بالعلاقة الطيبة مع فرنسا التي كانت لها وقفة جادة مع الشعب الليبي خلال ثورة السابع عشر من فبراير (شباط).
وأوضحت أنها تسعى بشكل دؤوب إلى بناء العلاقات الطيبة المبنية على الاحترام المتبادل بمحيطها الإقليمي والدولي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.