واشنطن تأسف للوضع الإنساني «المؤلم» في لبنان

ناطق الخارجية نيد برايس قال إن «الجيش اللبناني لاعب مهم في المجتمع» (إ.ب.أ)
ناطق الخارجية نيد برايس قال إن «الجيش اللبناني لاعب مهم في المجتمع» (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تأسف للوضع الإنساني «المؤلم» في لبنان

ناطق الخارجية نيد برايس قال إن «الجيش اللبناني لاعب مهم في المجتمع» (إ.ب.أ)
ناطق الخارجية نيد برايس قال إن «الجيش اللبناني لاعب مهم في المجتمع» (إ.ب.أ)

وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الوضع الإنساني في لبنان بأنه «مؤلم»، ملقياً المسؤولية في ذلك على «سوء الإدارة والفساد» في البلاد. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي لتزويد الشعب اللبناني بالإغاثة الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة.
وكان برايس يرد على أسئلة الصحافيين، إذ قال إن «الظروف الإنسانية أليمة» في لبنان، موضحاً أن الشعب اللبناني «عانى لفترة طويلة جداً من سوء الإدارة والفساد والتضخم والضغوط الاقتصادية الأخرى». وأكد أن «المجتمع الدولي سعى على وجه السرعة إلى التخفيف» من الأزمة. وذكر بالنقاشات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والإماراتي عبد الله بن زايد، أخيراً، بهدف «التأكيد على حاجات الشعب اللبناني، وضرورة بقاء قنوات الاتصال مفتوحة، ونحن نبحث عن طرق للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني».
وأكد برايس أن الولايات المتحدة «لا تتدخل في حكومة لبنان. ما نقوم به هو استخدام الموارد المناسبة لمساعدة شعب لبنان، للتأكد من أنه يمكننا العمل مع المجتمع الدولي لتزويد شعب لبنان بالإغاثة الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة». وقال إن «الجيش اللبناني لاعب مهم في المجتمع اللبناني»، مضيفاً أن «هناك رغبة في رؤية جميع الجهات الفاعلة تضع جانباً أجنداتها الضيقة والتركيز على الحاجات الملحة لشعب لبنان».
وكرر برايس الدعوات من أجل إبقاء القنوات الدبلوماسية «مفتوحة» بين لبنان ودول الخليج بغية «تحسين الظروف الإنسانية». وقال: «إننا نحضّ على أن تظل كل القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين الأطراف لضمان إجراء حوار هادف حول القضايا الملحة التي تواجه لبنان». وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها السعوديين والإماراتيين، وكذلك مع «الفرنسيين الذين اضطلعوا بدور مهم» كي «نفعل كل ما في وسعنا لدعم الشعب اللبناني، ودعم حاجاته الإنسانية المتزايدة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان».
وتجنّب برايس اتخاذ موقف علني من السؤال حول المطالبة باستقالة الوزير اللبناني جورج قرداحي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.