المبعوث الأممي: التصعيد العسكري في اليمن يقوض جهود السلام

المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ (تويتر)
المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ (تويتر)
TT

المبعوث الأممي: التصعيد العسكري في اليمن يقوض جهود السلام

المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ (تويتر)
المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ (تويتر)

دعا المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ طهران إلى دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل لتسوية تفاوضية للنزاع اليمني، محذراً من أن التصعيد العسكري في البلاد يقوض جهود السلام. وأشار غروندبرغ عقب اختتام زيارة قام بها إلى طهران إلى أن جهود السلام مهددة جراء هذا التصعيد الذي يتسبب بخسائر فادحة في أرواح المدنيين بمن فيهم الأطفال، داعياً لخفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن بما في ذلك مأرب.
يأتي ذلك، تزامناً مع وصول المبعوث الأممي الخاص لليمن تيم ليندركينغ للشرق الأوسط في محاولة أخرى للقاء كبار المسؤولين اليمنيين وفي المنطقة، لبحث سبل وقف هجمات الحوثيين على مأرب واستهدافهم للمدنيين.
وشدد هانس غروندبرغ عقب لقائه كبار المسؤولين الإيرانيين وممثلين عن المجتمع الدولي في طهران على الحاجة لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصّل إلى تسوية تفاوضية للنزاع.
وأعرب المبعوث الأممي في بيان وزع على وسائل الإعلام تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، عن قلقه البالغ من التصعيد العسكري في اليمن والذي يتسبب بخسائر فادحة في أرواح المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ويقوّض جهود السلام.
كما أكّد هانس على الحاجة الملحّة إلى خفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن بما في ذلك في مأرب، وناقش خلال الزيارة الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور في اليمن، وأهمية ضمان حرية حركة الأشخاص والسلع إلى البلاد وداخلها.
وأضاف: «السلام والاستقرار في اليمن ينعكسان على المنطقة كلها، أعتزم العمل مع دول المنطقة لمساعدة اليمن على التوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع».
من جانبه، يصل المبعوث الأممي الخاص لليمن تيم ليندركينغ للشرق الأوسط في محاولة أخرى للقاء كبار المسؤولين اليمنيين وفي المنطقة، لبحث سبل وقف هجمات الحوثيين على مأرب واستهدافهم للمدنيين.
كما يضغط ليندركنغ بحسب بيان للخارجية الأميركية على الأطراف لتنفيذ إصلاحات اقتصادية حاسمة وتأمين الواردات وتوزيع الوقود بشكل منتظم.
وقال البيان «يعود المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ إلى الشرق الأوسط بتاريخ 4 نوفمبر (تشرين الثاني) لمواصلة المحادثات مع حكومة الجمهورية اليمنية وممثلين عن المجتمع المدني اليمني ومسؤولين حكوميين إقليميين كبار وشركاء دوليين آخرين».
وتابع: «يواصل المبعوث الخاص وفريقه التركيز على ضرورة وقف الحوثيين هجومهم على مأرب وهجماتهم المتكررة على مناطق مدنية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما سيعيد ليندركينغ التأكيد على التزام الحكومة الأميركية بالعمل مع المجتمع الدولي للضغط على الأطراف لتنفيذ إصلاحات اقتصادية حاسمة وتأمين الواردات وتوزيع الوقود بشكل منتظم واستئناف الرحلات الجوية التجارية إلى مطار صنعاء».
وتأتي زيارة المبعوث الأميركي بعد يومين على لقائه مسؤولين سعوديين بواشنطن على رأسهم محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن، وريما بنت بندر سفير المملكة لدى واشنطن، لمناقشة تعزيز دعم المملكة العربية السعودية للدفاع عن أراضيها من هجمات الحوثيين.
وأوضح السفير آل جابر عقب اللقاء أن الجميع أدان استمرار هجمات الحوثيين على المملكة، والهجوم الحوثي الوحشي على مأرب، ورفضهم لوقف إطلاق النار وزيادة المعاناة الانسانية للشعب اليمني.
وأضاف السفير على حسابه بتويتر «لقد أكدت أفعال الحوثيين الإجرامية للمجتمع الدولي والإنساني أنهم الرافض الوحيد لجهود السلام ووقف إراقة الدماء، وتعمد قتل المدنيين واستهدافهم بالصواريخ والطائرات دون الطيار إيرانية الصنع في مساجدهم ومنازلهم وحتى مخيماتهم التي لجأوا إليها هرباً من استبداد وبطش الميليشيا الحوثية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».