حكومة بنيت تنجح في عبور اختبارها الأول

تمرير مشروع الموازنة بأغلبية 61 نائباً ومعارضة 59

رئيس الوزراء الإسرائيلي وسط أعضاء ائتلافه يتابع التصويت في الكنيست على موازنة 2022 أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي وسط أعضاء ائتلافه يتابع التصويت في الكنيست على موازنة 2022 أمس (إ.ب.أ)
TT

حكومة بنيت تنجح في عبور اختبارها الأول

رئيس الوزراء الإسرائيلي وسط أعضاء ائتلافه يتابع التصويت في الكنيست على موازنة 2022 أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي وسط أعضاء ائتلافه يتابع التصويت في الكنيست على موازنة 2022 أمس (إ.ب.أ)

بعد أيام من المداولات التي استمرت ليل نهار وانتهت فجر أمس، نجحت حكومة نفتالي بنيت، في تمرير مشروع الموازنة العامة بأغلبية 61 ومعارضة 59 نائباً، وعبرت بذلك أول اختبار جدّي لقدرتها على الاستمرار في الحكم. وقد جاء هذا النجاح بفضل تمسك أعضاء الائتلاف بمواقفهم ووحدتهم وفشل المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو في تجنيد متمردين.
وقد لوحظ خلال التصويت أن نواب الائتلاف تصرفوا بثقة في النفس، بينما نواب المعارضة تصرفوا بتوتر أعصاب بارز، لدرجة أن أبرز قائدين، نتنياهو نفسه ورئيس حزب شاس للمتدينين الشرقيين أرييه درعي، صوّتا مع الحكومة ضد حزبيهما. وقد سمح لهما رئيس الكنيست ميكي ليفي، وهو من حزب «يش عتيد» برئاسة يائير لبيد وزير الخارجية، بأن يعيدا التصويت.
وأقرت الهيئة العامة للكنيست موازنة عام 2021، وذلك لأول مرة منذ سنة 2018، حيث أديرت الحكومة في السنوات الأخيرة بميزانية عام 2019 التي أُقرت في عام 2018، وفور الانتهاء من التصويت، في ساعات الفجر من يوم أمس، بدأ التداول في ميزانية عام 2022، بغرض الحفاظ على استقرار سياسي للحكومة حتى نهاية السنة القادمة. وقد حصل خطأ لدى أحد نواب الائتلاف فسقط أحد بنود موازنة 2022، مما أوقف التصويت، لكن رئيسة كتل الائتلاف طمأنت مؤيديها بأن الأمور ستسير على ما يرام.
ويبلغ حجم ميزانية العام الجاري 609 مليارات شيكل (الدولار يساوي 3.12 شيكل)، من ضمنها ميزانيات تسديد الديون واحتياطي معالجة «كورونا». وعملياً تكون الميزانية الأساسية المباشرة، من دون هذين البندين، 433 مليار شيكل. وقد خُصص أكبر قدر من الميزانية لوزارة الدفاع، التي وصل حجمها إلى 78 مليار شيكل رسمياً، مع ضمان احتياطي لتمويل أحداث حربية طارئة بقيمة 4 مليارات إلى 8 مليارات شيكل سنوياً. كما تشمل الميزانية زيادة بنسبة 50% في ميزانيات المستوطنات، التي تحولها وزارة الداخلية لمجالس المستوطنات، بموجب ما أعلنته وزيرة الداخلية اليمينية المتطرفة، أييليت شكيد.
وصوّت جميع نواب المعارضة ضد الميزانية وقانون التسويات المرافق لها، بدعوى أنها «ميزانية للأغنياء تفرض ضرائب جديدة، وتعطي للحركة الإسلامية أموالاً طائلة سيصل قسم منها إلى (حماس)». وصوّت ضد الميزانية أيضاً النواب الستة للقائمة المشتركة للأحزاب العربية برئاسة النائب أيمن عودة، الذين عدّوها «ميزانية الحرب والاحتلال والاستيطان وترسيخ العنصرية».
وصوّت إلى جانب الميزانية جميع نواب الائتلاف الحكومي، باستثناء نائب واحد متمرد هو عميحاي شيكلي الذي كان قد انتُخب ضمن قائمة «يمينا» برئاسة رئيس الوزراء بنيت. وهو كان قد صوّت ضد تشكيل الحكومة الحالية من البداية، اعتراضاً على تحالفها مع «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، وقد رأى في ذلك خيانة لمصوتي الحزب من اليمين الاستيطاني. وأعرب عن شكوكه بأن هذه الحكومة ستنحرف نحو اليسار، وتخوض مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على حل سياسي للصراع يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية. وبسبب موقفه، خرج بنيت بتصريحات أكد فيها أن حكومته لن تفاوض على تسوية للصراع، لأن هناك هوّة في المواقف بين يمين الحكومة ويسارها، وأن عملها في هذا الموضوع سيقتصر على تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين وبناء جسور الثقة.
وقد وضع اليمين المعارض الحركة الإسلامية في مركز هجومه على الموازنة بعد أن نجحت الحكومة في تخصيص ميزانية 55 مليار شيكل موزعة على خمس سنوات لتحسين أوضاع المواطنين العرب (فلسطينيي 48) الذين يعانون من سياسة تمييز عنصري طيلة 74 عاماً. كما هاجمت «القائمة المشتركة» رفاق الأمس في الحركة الإسلامية، واتهمتهم بشق الصف العربي الوطني والانضمام إلى حكومة حرب واحتلال تتنكر للسلام وترفض التسوية السلمية وتأييد ميزانية حرب واستيطان.
وردّ النائب منصور عباس على الاتهامات من الجهتين، فقال إن الليكود بقيادة نتنياهو تفاوض معه وكان على استعداد لمنحه ميزانيات أكبر ولكنه لم يذهب معه لأن نتنياهو غير صادق ويتنكر للوعود. ورد على العرب بقوله: «الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي غير مطروح على جدول أعمال القائمة في هذه المرحلة، لا في إسرائيل ولا في السلطة الفلسطينية، خصوصاً بسبب الانقسام. ونحن انتُخبنا وفق أجندة لخدمة المجتمع العربي ومتابعة قضاياه». وقال إن «بنود الاستيطان في الموازنة موجودة دائماً ولكنّ هذه هي أول مرة يكون فيها حضور بارز للحقوق العربية في المساواة».
وأضاف عباس أن حزبه لم يَحِد عن الثوابت الفلسطينية وحل الدولتين، ولكن هذا الأمر اليوم غير واقعي. ومع ذلك فإنه يريد تثبيت وجوده في الائتلاف، لأنه مقتنع بأنه سيؤثر على سياسة الحكومة في المستقبل أيضاً في الموضوع الفلسطيني.
من جهته، عدّ بنيت نجاح حكومته في تمرير الموازنة، «يوم احتفال وطني لإسرائيل، بكل سكانها الراغبين في رؤيتها دولة ناجحة ومستقرة تحارب الفساد وتعزز الديمقراطية وتواجه العداء في الخارج وتجند دعماً دولياً كبيراً».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.