«داعش خراسان» يعرقل مساعي «طالبان» لإعادة الاستقرار

يضم بضعة آلاف من المقاتلين منهم «خلايا نائمة» داخل كابل

عنصر من «طالبان» يلوح بالسوط أثناء وقوفه أمام منتظرين خارج أحد البنوك لسحب الأموال (د.ب.أ)
عنصر من «طالبان» يلوح بالسوط أثناء وقوفه أمام منتظرين خارج أحد البنوك لسحب الأموال (د.ب.أ)
TT

«داعش خراسان» يعرقل مساعي «طالبان» لإعادة الاستقرار

عنصر من «طالبان» يلوح بالسوط أثناء وقوفه أمام منتظرين خارج أحد البنوك لسحب الأموال (د.ب.أ)
عنصر من «طالبان» يلوح بالسوط أثناء وقوفه أمام منتظرين خارج أحد البنوك لسحب الأموال (د.ب.أ)

تعوق سلسلة اعتداءات دامية ينفّذها عناصر من تنظيم «داعش - ولاية خراسان» في أفغانستان مساعي «طالبان» إلى إعادة إرساء الاستقرار في البلاد. وقُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً؛ بينهم قيادي كبير في «طالبان»، وأصيب 50 آخرون بجروح، الثلاثاء، بهجوم لتنظيم «داعش» استهدف «مستشفى كابل العسكري الوطني»، وسط تصاعد العنف في أفغانستان بين حركة «طالبان» الحاكمة والفصيل المتطرف. ومساء الثلاثاء، تبنّى التنظيم الهجوم عبر قنواته على منصّة «تلغرام»، معلناً أنّ 5 من مقاتلي «داعش» نفّذوا «هجوماً منسّقاً متزامناً» على «مستشفى سردار محمد داود خان العسكري» في كابل.
تأسس تنظيم «داعش» في عام 2014، حين بايع مقاتلون سنة متشدّدون في العراق وسوريا «أبو بكر البغدادي» زعيماً للتنظيم. وسيطر التنظيم بزعامة البغدادي على مساحات شاسعة من العراق وشرق سوريا، لكنّه فقد لاحقاً سيطرته على هذه الأراضي. إلا إنه كان قد تمدد إلى أنحاء أخرى من العالم بما فيها «خراسان»؛ وهي منطقة تضم أنحاء من أفغانستان وإيران وباكستان وتركمانستان. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يضم تنظيم «داعش - ولاية خراسان» من 500 إلى بضعة آلاف من المقاتلين في شمال أفغانستان وشرقها؛ بمن فيهم خلايا نائمة في كابل.
ويُعتقد أن التنظيم يقوده منذ عام 2020 «شهاب المهاجر» الذي يوحي اسمه الحركي بأنه متحدّر من العالم العربي؛ إلا إن أصله لا يزال مجهولاً.
ويعتقد كثر أنه كان قيادياً في تنظيم «القاعدة» أو عضواً سابقاً في «شبكة حقاني» القريبة من «القاعدة». وتسري نظريات كثيرة بشأنه من دون أن يتأكد أي منها.
إلى عام 2020، كان تنظيم «داعش - ولاية خراسان» يخسر نفوذه في ظل سطوة حركة «طالبان» وحملة الغارات الجوية الأميركية ضد التنظيم. لكن يبدو أن وصول القائد الجديد غير المعادلة. ويفيد الباحث في مرصد المواقع المتطرّفة «إكستراكت»، «عبد السيد»، بأن شهاب جدد التركيز على أهمية «حرب المدن والعنف ذي الدلالات». وقال السيّد «رغم أن (طالبان) هي هدفه الرئيسي، فإن تنظيم (داعش - ولاية خراسان) اختار أهدافاً سهلة على غرار الأماكن الدينية والمؤسسات التربوية والأماكن العامة مثل المستشفيات... لبث الخوف من إرهابه». وتبنى التنظيم في 2021 أكثر من 220 هجوماً في أفغانستان؛ بما في ذلك العديد من الهجمات في كابل حيث سيطرت «طالبان» على مقاليد الحكم.
و«طالبان» جماعة سنيّة متطرّفة على غرار تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، إلا إن الحركة تعهدت، في إطار إرسائها نظاماً جديداً في كابل، بحماية الأقلية الشيعية، في حين يعدّ التنظيم أن الشيعة «مرتدّون». وعلى غرار ما حدث في العراق حيث استهدف تنظيم «داعش» الشيعة لإثارة حرب طائفية، يهدد تنظيم «داعش - ولاية خراسان» أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان.
كثر من مقاتلي تنظيم «داعش - ولاية خراسان» سبق أن قاتلوا في صفوف «طالبان» أو جماعات موالية لها، أو يأتون من حركات تمرّد تستلهم مبادئها من تنظيم «القاعدة». لكن استراتيجيات الفصيلين اختلفت. تسعى «طالبان» في عام 2021 إلى حكم أفغانستان وفق تفسيرها للشريعة، فيما تنظيم «داعش - ولاية خراسان» متمسّك بمبايعة «خليفة المسلمين». ويصف المتحدّث باسم «طالبان» التنظيم بأنه «تكفيري»، فيما يعدّ تنظيم «داعش - ولاية خراسان» الحركة عميلة للأميركيين. لكن رغم الخطاب التحريضي بين الفصيلين، فإنه يبقى ممكناً انتقال العناصر من ضفة لأخرى وفقاً لمواقف القادة والفرص السانحة. وبحسب باربرا كيليمن، المحللة في «مركز دراغونفلاي للاستخبارات الأمنية»، سبق أن نجح تنظيم «داعش - ولاية خراسان» في «تجنيد عناصر مستائين من (طالبان) أو يعدّون الحركة كثيرة الاعتدال».
ومنذ 15 أغسطس (آب) الماضي تؤكد حركة «طالبان» للسكان أنها وضعت حداً للحرب وأعادت الاستقرار. إلا إن هجمات تنظيم «داعش» تهدد هذا الخطاب، فيما لا يتردد التنظيم في استخدام الوسائل نفسها التي كانت تعتمدها حركة «طالبان». حالياً لا تحظى «طالبان» في مواجهة خصمها بمساعدة خارجية تذكر، ولا بدعم استخباري واستطلاعي عسكري أميركي. وتلقّت الحكومة الأفغانية المطاحة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية بمئات مليارات الدولارات ومساندة من قوات غربية، لكنها عجزت عن التغلّب على «طالبان» أو تنظيم «داعش - ولاية خراسان». لكن الحركة تعرف عدوّها جيداً. تحظى الحركة بدعم محتمل من مجموعتين تعرفان جيداً تكتيكات تنظيم «داعش - ولاية خراسان». وجاء في تقرير لـ«مركز صوفان»؛ ومقرّه الولايات المتحدة، أن «(طالبان) ستعتمد في مقاتلة تنظيم (داعش - ولاية خراسان) على (شبكة حقاني) و(القاعدة) وأطراف آخرين» للحصول على «دعم على صعيد العديد والخبرات القتالية والمؤازرة اللوجيستية».


مقالات ذات صلة

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري (الثاني من اليمين) يتفقد شارع بوربون في الحي الفرنسي بنيو أورليانز بعد هجوم إرهابي في 1 يناير (أ.ف.ب)

منفذ هجوم الدهس في نيو أورليانز امتلك مواد تستخدم لصنع قنابل

أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن بأن الرجل الذي صدم حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورليانز كان يمتلك في منزله مواد يشتبه في استخدامها لصنع قنابل.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.