مصدر بالجيش الليبي ينفي لـ {الشرق الأوسط} مسؤوليته عن اختراق طائرة حربية للمجال الجوي التونسي

«داعش» يتبنى الهجوم على مصراتة.. والأمم المتحدة تحذر من إفشال الحوار

مصدر بالجيش الليبي ينفي لـ {الشرق الأوسط} مسؤوليته عن اختراق طائرة حربية للمجال الجوي التونسي
TT

مصدر بالجيش الليبي ينفي لـ {الشرق الأوسط} مسؤوليته عن اختراق طائرة حربية للمجال الجوي التونسي

مصدر بالجيش الليبي ينفي لـ {الشرق الأوسط} مسؤوليته عن اختراق طائرة حربية للمجال الجوي التونسي

نفى الجيش الليبي مسؤوليته عن حادث اختراق طائرة حربية ليبية للمجال الجوي التونسي، أول من أمس، في حادثة هي الأولى من نوعها. وقال مصدر عسكري مسؤول مقرب من الفريق خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا من فعلها، نحن نحترم سيادة تونس على مجالها الجوي ولا نفكر في انتهاكه».
وكان سلاح الجو التونسي قد أعلن منع طائرة حربية مجهولة انتهكت المجال الجوي من جهة الجنوب الشرقي، وإجبارها على العودة، فيما أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية المقدم بلحسن الوسلاتي أن الطائرة اخترقت اليوم المجال الجوي التونسي قبل أن ترصدها «رادارات الدفاع الجوي للجيش بينما كانت متجهة من التراب الليبي نحو الحدود الجنوبية الشرقية التونسية».
وأشار إلى أن الطائرة المجهولة كانت على ارتفاع 3000 متر وبسرعة 660 كيلومترا في الساعة ولا تحمل رموز تعارف، موضحا أن طائرة مقاتلة نفاثة مسلحة تابعة للطيران التونسي اعترضت مسار الطائرة المجهولة، وتم إجبارها على مغادرة المجال الجوي بعد أن دخلته بعمق 4 كيلومترات.
وتعتزم وزارة الدفاع التونسية، بحسب الناطق باسمها، تقديم بلاغ للجانب الليبي بالواقعة عبر القنوات الدبلوماسية. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تُعلن فيها تونس قيام طائرة ليبية باختراق مجالها الجوي، بينما التزمت ميليشيات «فجر ليبيا» التي تسيطر على مناطق غرب ليبيا والمتاخمة للحدود مع تونس الصمت ولم تعلن مسؤوليتها عما حدث.
إلى ذلك، وبالدموع، ودع عمر الحاسي، رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، منصبه الذي تسلمه أمس في إجراءات رسمية خلفه الجديد خليفة الغويل، تنفيذا لقرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته بإقالة الحاسي من المنصب، الذي شغله منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وظهر الحاسي باكيا لدى قيامه بتوديع منصبه السابق، بينما أكد خليفة الغويل، الرئيس الجديد للحكومة غير المعترف بها دوليا والتي تسيطر منذ صيف العام الماضي على مقاليد الأمور في العاصمة طرابلس، عقب مراسم تسليم منصبه، أن «الحكومة ماضية دون كلل أو ملل من أجل بناء ليبيا التي ضحى من أجلها الأبطال، وأنه لا رجوع عن مبادئ ثورة السابع عشر من فبراير (شباط)، ولا تفريط في دماء الشهداء». واعتبر الغويل أن «ما تم دليل على الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة»، لافتا إلى توليه رئاسة الحكومة في «مرحلة صعبة ووقت حساس» تمر به ليبيا التي يتربص بها المتربصون ويحاول العبث بأمنها العابثون من الثورة المضادة وأتباعهم والدول الطامعة في ليبيا وفي إفساد ثورتها.
وفي رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي، أكد رغبته في بناء دولة المؤسسات التي لطالما حلم بها كل الليبيين، مشيرا إلى أن حكومته مع الحوار الذي تنطلق مبادئه للحفاظ على ثوابت وأهداف ثورة فبراير، ووفاء لدماء شهدائها.
في المقابل، اكتفى الحاسي وهو يسلم رئاسة الحكومة إلى نائبه الأول بالقول «أتشرف بتسليم مهام رئيس الحكومة، متمنيا له التوفيق والنجاح في خدمة هذا الوطن».
من جهتها، أدانت أمس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الغارات الجوية مؤخرا على مطار الزنتان بغرب البلاد، وحذرت من أن هذه الهجمات المتكررة ستعرض السكان المدنيين والمنشآت المدنية للخطر، كما تقوض جهود الحوار الجارية بغية الوصول إلى حل للأزمة الليبية.
ولفتت البعثة، في بيان لها أمس، كل الأطراف إلى أن الهجمات على المنشآت المدنية قد تشكل جريمة حرب وفق القانون الإنساني الدولي. كما حثت كل الأطراف العسكرية على الامتناع عن اتخاذ إجراءات تزيد من حدة التوتر في وقت تُبذل فيه جهود كبيرة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتم إحراز تقدم نحو التهدئة كما هو الحال في منطقة الهلال النفطي.
وكانت طائرة حربية تابعة لميليشيات «فجر ليبيا» قد استهدفت بلدتي الزنتان والرجبان، حيث قصفت مطار الزنتان المدني، مما تسبب في خسائر بصالة الركاب خلال إحدى الرحلات المتجهة إلى مطار الأبرق شرق ليبيا. كما تسبب القصف الذي شنته الطائرة في تضرر بعض المنازل في الأحياء السكنية بحي تبسان بمدينة الرجبان المجاورة.
في غضون ذلك، أعلنت رئاسة أركان القوات الجوية عن إصابة طائرة عمودية تابعة لمن وصفتها بالميليشيات الإرهابية بمطار مدينة ‫‏زوارة، الذي قالت إنه يستخدم للقيام بعمليات عسكرية ضد قوات الجيش بالمنطقة الغربية. وبعدما شددت على أن سلاح الجو الليبي لن يتوقف عن العمليات، أشارت إلى أنه دمر مواقع تمركز الميليشيات المسلحة الخارجة عن الشرعية جنوب غرب مدينة العجيلات.
يذكر أن طائرات سلاح الجو الليبي الموالى للشرعية في البلاد تشن في المقابل غارات على مواقع لميلشيات «فجر ليبيا»، فيما أسفرت المعارك العنيفة بين كتائب الزنتان وقوات «جيش القبائل» الموالية للجيش الليبي في مدن غرب العاصمة طرابلس، عن مصرع 30 قتيلا وإصابة 40 جريحا.
في السياق ذاته، تبنى تنظيم داعش بنسخته الليبية الهجوم الذي استهدف أول من أمس نقطة تفتيش تابعة لميليشيات «فجر ليبيا»، جنوب مدينة مصراتة غرب البلاد. وقالت تسجيل منسوب إلى التنظيم نشر على الإنترنت «قام جنود الخلافة بالإغارة على نقطة التفتيش، وتم قتل من كان فيها»، بينما قال عضو في المجلس العسكري لمدينة مصراتة التي تبعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس «قتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم مسلح استهدف بوابة بئر دوفان» جنوب المدينة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.