زخم دولي وعربي لعودة الحكومة الانتقالية «فوراً» في السودان

السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا تشجع الحوار والأمن «أولوية مطلقة»

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)
TT
20

زخم دولي وعربي لعودة الحكومة الانتقالية «فوراً» في السودان

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)

شهدت الجهود الدبلوماسية لإعادة الأمور إلى طبيعتها في السودان زخماً كبيراً مع صدور بيان رباعي مشترك من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة يدعو إلى «الاستعادة الكاملة والفورية» للحكومة الانتقالية في البلاد بعد أقل من عشرة أيام من سيطرة الجيش على السلطة.
ويتوّج هذا البيان من الرباعية الخاصة بالسودان جهوداً دبلوماسية واسعة النطاق قادتها الولايات المتحدة وشهدت اتصالات على أرفع المستويات إقليمياً ودولياً لوضع التطورات في السودان تحت السيطرة وإعادة جميع الأطراف إلى الحوار ضمن المؤسسات الانتقالية، ومنها الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، وفي إطار الشراكة مع المؤسسة العسكرية، طبقاً للوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام.
وحسب بيان وزعته وزارة الخارجية الأميركية، أكدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة على موقفها مع شعب السودان، مشددة على «أهمية دعم تطلعاتهم إلى دولة ديمقراطية وسلمية». ولاحظت أن احتجاجات السبت 30 أكتوبر (تشرين الأول) أظهرت عمق التزام الشعب السوداني بدفع العملية الانتقالية في بلادهم إلى الأمام»، معلنة أنها «لا تزال ملتزمة بمساعدتهم على تحقيق هذه التطلعات».
وعبرت الدول الأربع عن «تأييدها القلق البالغ للمجتمع الدولي» من الوضع في السودان، داعية إلى «الاستعادة الكاملة والفورية للحكومة والمؤسسات الانتقالية بقيادة مدنية»، ودعت كل الأطراف إلى «السعي للتعاون والوحدة في الوصول إلى هذا الهدف الحاسم». وشجعت على «إطلاق جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة ورفع حالة الطوارئ»، مؤكدة أن «لا مكان للعنف في السودان الجديد». وأضافت: «نشجع الحوار الفعال بين جميع الأطراف، ونحض الجميع على ضمان أن يكون السلام والأمن لشعب السودان أولوية قصوى».
وأعلنت الدول الأربع أنها «تؤكد على أهمية الالتزام بالوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام كأساس لمزيد من الحوار حول كيفية استعادة وتعزيز الشراكة المدنية - العسكرية الحقيقية لما تبقى من الفترة الانتقالية بانتظار الانتخابات»، معتبرة أن ذلك «سيساعد في ضمان وصول السودان إلى الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي حتى يتمكن من مواصلة الفترة الانتقالية بدعم من أصدقاء السودان وشركائه الدوليين».
وكان المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان حض قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان على إعادة الحكومة التي يقودها المدنيون في البلاد مع استمرار جهود الوساطة لحل النزاع في هذه الدولة العربية الأفريقية. وطالبه بأن يسمح لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك باستئناف عمله وإطلاق المسؤولين الحكوميين والسياسيين المحتجزين.
وقال فيلتمان إن ما حصل «خطف وخيانة لتطلعات الشعب السوداني في بلد ديمقراطي سلمي» بعد أكثر من عامين من انتفاضة شعبية أدت إلى إطاحة الرئيس عمر حسن أحمد البشير. ويتوقع أن يزور فيلتمان إسرائيل لإجراء محادثات بشأن السودان الأحد والاثنين. كما سيسافر إلى السودان في الأيام المقبلة.
في غضون ذلك، أفاد موقع إخباري أميركي بأن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الحكومة الإسرائيلية استخدام علاقاتها الوثيقة مع البرهان لحض الجيش على إعادة الحكومة المدنية.
ولاحظ مسؤولون أميركيون أن إسرائيل بقيت صامتة حتى بعدما نددت الحكومات الغربية بالاستيلاء العسكري في السودان، مما عزز التصور في الخرطوم وواشنطن بأن الإسرائيليين يدعمون البرهان. وأضاف الموقع أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أثار الأسبوع الماضي الوضع في السودان في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وطلب منه تشجيع الجيش السوداني على إنهاء السيطرة العسكرية على المؤسسات المدنية في السودان.
ونسب الموقع إلى مسؤول أميركي أن إدارة بايدن تعتقد أن «عملية التطبيع مع السودان لن تكون قادرة على الاستمرار وسط حالة عدم الاستقرار الحالية في البلاد».



الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.