مسيّرات تركية تقصف «قسد» شرق الفرات

TT

مسيّرات تركية تقصف «قسد» شرق الفرات

نفذت القوات التركية غارات بالطائرات المسيّرة على مواقع تابعة لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على محاور قريبة من منطقة «نبع السلام»، الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل السورية الموالية لها في شرق الفرات. كما نفذت الاستخبارات التركية عملية أمنية في مناطق سيطرة القوات التركية في ريف الرقة الشمالي.
واستهدفت المسيرات التركية مواقعَ في ريف تل أبيض الغربي، وقرب قرية الكوزلية على الطريق بين تل تمر وأبو رأسين في شرق مدينة رأس العين. وذكرت مصادر محلية أن انفجاراً وقع في مستودع للذخيرة في محيط مدينة المالكية بريف الحسكة، مرجحة أن يكون سببه قصف الطائرات المسيرة.
وسبق أن أخلت «قسد» عدداً من مقراتها في المنطقة خشية التعرض للقصف بعد أن صعدت القوات التركية والفصائل الموالية لها من هجماتها وتحركاتها العسكرية في المنطقة في إطار الاستعداد لعملية عسكرية محتملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، هددت بها أنقرة مراراً على مدى الأسابيع الثلاث الماضية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاستخبارات التركية نفذت، أمس (الأربعاء) عملية أمنية في مناطق سيطرة القوات التركية بريف الرقة الشمالي وداخل الأراضي التركي المجاورة لها، استهدفت عناصر مجهولة بعضهم ينتمون لفصائل موالية لأنقرة. وتمكنت من اعتقال عدد منهم، بعد اشتباكات عنيفة، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة.
وربط «المرصد» بين العملية الأمنية التركية وقرار وزارة الحزانة الأميركية الصادر في 28 يوليو (تموز) الماضي بوضع أفراد وكيانات على قائمة العقوبات لتورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا ومحاسبتهم على الجرائم، وشملت جماعة «أحرار الشرقية» واثنين من قادتها أحمد إحسان فياض الهايس الملقب بـ«حاتم أبو شقرا»، ورائد جاسم الهايس الملقب بـ«أبو جعفر شقرا»، لمسؤوليتهم عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات خطف وتعذيب، وقتل السياسية الكردية هفرين خلف في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. فضلاً عن تورط عناصرها في نهب ممتلكات خاصة عائدة لمدنيين، ومنع نازحين سوريين من العودة إلى ديارهم.
في سياق متصل، تحاشى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، التعليق على تهديدات المسؤولين الأتراك بشن عملية عسكرية جديدة ضد مواقع «قسد» شمال سوريا.
وقال كيربي، في رده على سؤال حول موقف الولايات المتحدة من هذه العملية خلال مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية: «هناك الكثير من التكهنات في العمليات العسكرية، وهي خارجة عن سيطرتنا هنا في البنتاغون، لذلك ليس لدي ما أقوله عن التقارير التي تتحدث عن قرب انطلاقها. بالنسبة لما قد يفعله الأتراك أو لا يفعلونه، عليكم التحدث مع المسؤولين في أنقرة حول ذلك».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.