إماما وخطيبا الحرمين: عاصفة الحزم جاءت لمواجهة التمدد الطائفي

أكدا خلال خطبة الجمعة أن قرار خادم الحرمين رد للأمة وحدتها

يمنيون يرفعون العلم السعودي في مظاهرة تأييد لـ {عاصفة الحزم} ضد الحوثيين في مدينة تعز أمس (أ. ف. ب)
يمنيون يرفعون العلم السعودي في مظاهرة تأييد لـ {عاصفة الحزم} ضد الحوثيين في مدينة تعز أمس (أ. ف. ب)
TT

إماما وخطيبا الحرمين: عاصفة الحزم جاءت لمواجهة التمدد الطائفي

يمنيون يرفعون العلم السعودي في مظاهرة تأييد لـ {عاصفة الحزم} ضد الحوثيين في مدينة تعز أمس (أ. ف. ب)
يمنيون يرفعون العلم السعودي في مظاهرة تأييد لـ {عاصفة الحزم} ضد الحوثيين في مدينة تعز أمس (أ. ف. ب)

أكد إماما وخطيبا الحرم المكي والنبوي، أن قرار خادم الحرمين الشريفين ببدء عاصفة الحزم رد للأمة الإسلامية روحها، وجمع الكلمة، ضد التمدد الطائفي الذي يعمد إلى العمل المسلح ونشر الفوضى والقتل.
وشددا على أن المغرضين الذي قالوا إن عمليات عاصفة الحزم قامت على طائفة هو كذب وافتراء، وأنهم عاشوا بجوار السعودية في أمن وأمان ورخاء ولا يزال كثير منهم يعيشون فيها بأمن وأمان وخير وعافية.
وقال الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام، خلال خطبة الجمعة أمس «إن بلاد اليمن حافلة بالعلماء والصالحين أهلها أهل صبر وحكمة وحلم وقناعة وحنكة، حتى بلوا بطلاب دنيا ممن باعوا ذممهم وخذلوا أمتهم فتمالأوا مع العدو على أهلهم وشذّ عن اليمنيين شرذمة باغية تدعمها قوى إقليمية كارهة للعرب حائدة عن الهدى والسنة تهدف إلى بسط هيمنتها على اليمن وجعله منطلقا لنفوذها على بلاد العرب والمسلمين وتحالفت الفئة الباغية مع جماعات باعت وطنها ودينها لاستجلاب مكاسب شخصية أو عائلية على حساب عروبة اليمن وعقيدتها تحركهم وتمولهم في ذلك كتلة شر اعتادت على عداء العرب والمسلمين».
وأوضح آل طالب أن تلك الفئة سعت «لزراعة شوكة في خاصرة الجزيرة العربية مكررة نفس المشهد ونفس الزرع الذي غرسته في الشام ولم يلق العرب والمسلمين من زرعهم هذا خيرا، ولم تردعهم رحمة ولا دين ولم يحترموا مواثيق أو قوانين، بل خرجوا باغين على سلطة نظامية، فلاحقوا الحاكم وحكومته التي عليها أهل اليمن واحتجزوا رئيس الدولة ومن معه من المسؤولين، وحاصروا المدن والقرى، وألحقوا بأهلها صنوف العذاب والهوان والأذى وعاثوا في البلاد قتلا ونهبا وسلبا وسعوا فيها فسادا وإرهابا وتخريبا، ودمروا المساكن والبيوت والمساجد والمدارس والجامعات، وقتلوا المسلمين المسالمين وشردوهم في داخل بلادهم».
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أن أصواتهم تعالت مهددين المنطقة كلها مصرحين بالعدوان على بلاد الحرمين الشريفين ونشر الفوضى والإرهاب في بلاد الأمن والإيمان ومأرز الإسلام والسلام، مشيرا إلى أن السعودية وأشقاءها بمعزل عن هذه الكارثة المحيطة منذ البداية.
وتابع يقول: «سعت السعودية بعقلها وحلمها لإطفاء نار الفتنة وصناعة المبادرات ورعايتها وجمع الفرقاء ودعم الحوار وتجنيب اليمن أن ينزلق في حروب أهلية أو ينفلت في الفوضى والاضطراب وصبرت طويلا وحلمت كثيرا، لكن نداء العقل ضاع في عماية الطائفية واستقوى البغاة في تدخلات الغرباء السافرة الرامية إلى زعزعة المنطقة ونشر الفوضى، وتكرر نقض الوعود وخفر العهود، فلم يعد في القوس منزع، فاجتمعت إرادة الغيورين من أمة الإسلام، فقلدوا أمرهم لله درهم وقيض الله للحوادث الملك الحازم والشجاع العازم خادم الحرمين الشريفين وحارس بلاد العرب والمسلمين وناصر السنة والدين سلمان بن عبد العزيز، فكانت عاصفة الحزم ومرام العزم تخضد شوكة من جلب العدو لدمار ديارهم وأذية جارهم، فابتدأت عاصفة الحزم بسم الله وانطلقت على بركة الله لتقتلع الشر من أسه وتفلق هامة رأسه وتعيد اليمن لليمانيين».
وأكد الشيخ آل طالب أن قرار الملك سلمان كان شجاعا حكيما جاء في أمس الحاجة، ولبى أمنية الأمة المحتاجة قياما بحق الأخوة وحق الجوار واستجابة لنداء الشعب اليمني المسلم وإغاثة للملهوف وحماية للدمار وإنقاذا لبلاد الإسلام من سيطرة المد الصفوي المحتل.
وبين آل طالب أن عاصفة الحزم قد ردت للأمة روحها وأملها وجمعت الكلمة ووحدت الصف وعرفت الأمة بعدوها، داعيا أن تكون فاتحة خير على أمة الإسلام وتجتمع كلمتها وتزداد نصرتها للسنة والدين، مشيرا إلى أن التمدد الطائفي في اليمن هو امتداد لما فعله أصحاب الجرائم في العراق وفي سوريا، إذ إن المد الصفوي الطائفي الذي انتشر في الأمة يعمد إلى العمل المسلح ونشر الفوضى والقتل وكم ذاق الناس على مختلف مذاهبهم في العراق وسوريا من ويلات الحروب التي غذاها هؤلاء وأداروا رحاها تطحن المدنيين من الأطفال والشيوخ والرجال والنساء بلا رحمة ولا شفقة ولا حياء، وإن التصدي إلى المد الطائفي في اليمن واجب على القادرين فهو عدو للدين عدو لأهل بلده وشعبه.
ووجه إمام وخطيب المسجد الحرام خطابا للشعب اليمني: «أمامكم فرصة تاريخية سنحت وأيدي إخوة كرام امتدت وقلوب مليار مسلم تعاطفت فأجمعوا أمركم ورأيكم واحزموا أمركم ووحدوا كلمتكم وغلبوا مصلحة الإسلام والعروبة وكونوا صفا واحدا لاقتلاع الشوك من جسد اليمن المثخن فإن اجتماع الكلمة من أعظم أسباب النصر وطهروا بلادكم من رجس القتلة والمجرمين وطاردوا المخلوع وعصابته الذي أفقر البلاد وظلم العباد».
وخاطب آل طالب الجنود البواسل من المقاتلين والمرابطين داخل اليمن وخارجه قائلا: «أنتم في جهاد ما دمتم تدفعون الباغي ومن وراءه تدفعون الصائل وتجالدون الباطل وتكفون الشر عن بلاد المسلمين، نداء لعامة المسلمين بالالتفاف حول ولاة الأمر من الأمراء والعلماء وجمع الكلمة ووحدة الصف اليوم هو يوم اجتماع الكلمة ووحدة الصف».
من جانب آخر، قال الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي إن الإسلام دخل إلى اليمن في أوائل الهجرة سلما بلا قتال حبا في الإيمان، موضحا أن الطائفة المنحرفة المتآمرة على اليمن تريد أن تغير هوية اليمن ودينه ومكارم أخلاقه وتهين أهله وهي طائفة معروفة بالعدوان والدسائس وقد عرف بالتفصيل من يقف وراءها في داخل اليمن وخارجه وأصبحت أهدافهم ونواياهم مكشوفة للعيان من تخريب وإفساد.
وتابع: «رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز محاربة هذه الشرذمة الخطيرة وأنهم لن يكفوا عن الإفساد، وطلب اليمن من جيرانه ومن دول التحالف التدخل لكف شر هذه الزمرة وإفشال انقلابها على الحكومة المنتخبة، ولبت السعودية النداء ونصرت بلدا جارا مظلوما اغتصبت سيادته وانتهكت حقوق أهله فأنقذ خادم الحرمين الشريفين بلدا جارا مظلوما بهذا القرار الصائب»، مؤكدا أن قرار عاصفة الحزم، جاء في وقت أحوج ما تكون إليه الأمة لكف شر هذه الزمرة التي أضرت بكل شيء.
وأفاد الحذيفي أن المغرضين الذين قالوا إنها حرب على طائفة ما، هو كذب وافتراء، والتاريخ يكذبه، فهم عاشوا بجوار السعودية في أمن وأمان ورخاء ولا يزال كثير منهم يعيشون في أمن وأمان وخير وعافية، وولاة الأمر في هذه البلاد يحاربون المخربين الخونة أيا كانوا.
وشدد الشيخ الحذيفي على أن تحالف عاصفة الحزم جاء، لتعود لليمن سيادته وأمنه واستقراره، وأن ما نزل باليمن هو أعظم المصائب وليتمكنوا بعد اجتماع الكلمة ووأد الفتنة من كل ما فيه خير وصلاح ورقي وازدهار وعز للوطن وأمن واستقرار.
وعدد إمام المسجد النبوي الجرائم التي تقوم بها هذه الطائفة من هدم للجامعات ومؤسسات الدولة، وتشريد للناس وانتهاك للأعراض وسفك للدماء وقطع للسبل وإيقاف لحركة الحياة واعتداء على حدود المملكة وتهديدهم بغزو الحرمين الشريفين، داعيا الشعب اليمني إلى الاتحاد لكف شرهم وشر من يقف وراءهم وإنقاذ هذا القطر من الفتن والأخطار.



السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
TT

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

جاء ذلك في بيان ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد العزيز الواصل، أمام الجمعية العامة بدورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة بشأن فلسطين للنظر بقرارين حول دعم وكالة الأونروا، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الواصل إن التعسف باستخدام حق النقض والانتقائية بتطبيق القانون الدولي أسهما في استمرار حرب الإبادة الجماعية، والإمعان بالجرائم الإسرائيلية في غزة، واتساع رقعة العدوان، مطالباً بإنهاء إطلاق النار في القطاع، والترحيب بوقفه في لبنان، واستنكار الخروقات الإسرائيلية له.

وأكد البيان الدور الحيوي للوكالة، وإدانة التشريعات الإسرائيلية ضدها، والاستهداف الممنهج لها، داعياً إلى المشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية الذي تستضيفه نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.

وشدد الواصل على الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعبّر عن إدانته اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية التي تؤكد استمرارها بانتهاك القانون الدولي، وعزمها على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مشدداً على عروبة وسورية الجولان المحتل.

وصوّت الوفد لصالح القرارين، فجاءت نتيجة التصويت على دعم الأونروا «159» صوتاً، و9 ضده، فيما امتنعت 11 دولة، أما المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، فقد حصل على 158 صوتاً لصالحه، و9 ضده، في حين امتنعت 13 دولة.