أتلتيكو مدريد يعود إلى «أنفيلد» بذكريات مثيرة ومروعة لجماهير ليفربول

زيارة الفريق الإسباني أحدثت ضجة بنتيجتها وحضور الجماهير رغم تفشي «كورونا»

لاعبو ليفربول وأتلتيكو مدريد قبل اللقاء الذي دار في أجواء مثيرة للجدل (غيتي)
لاعبو ليفربول وأتلتيكو مدريد قبل اللقاء الذي دار في أجواء مثيرة للجدل (غيتي)
TT

أتلتيكو مدريد يعود إلى «أنفيلد» بذكريات مثيرة ومروعة لجماهير ليفربول

لاعبو ليفربول وأتلتيكو مدريد قبل اللقاء الذي دار في أجواء مثيرة للجدل (غيتي)
لاعبو ليفربول وأتلتيكو مدريد قبل اللقاء الذي دار في أجواء مثيرة للجدل (غيتي)

كانت العاصمة الإسبانية مدريد تعاني من الانتشار السريع لفيروس كورونا بحلول الحادي عشر من مارس (آذار) 2020، وأغلقت مدارسها وعلقت أعمال برلمانها الإقليمي وجميع الأحداث التي يشارك فيها أكثر من 1000 شخص. وكان الدوري الإسباني الممتاز قد قرر إقامة مبارياته من دون جمهور، وتم تأجيل نهائي كأس ملك إسبانيا بين أتلتيك بلباو وريال سوسيداد إلى أجل غير مسمى.
ومع ذلك، كان 3 آلاف من مشجعي أتلتيكو مدريد من بين 52 ألفاً و267 مشجعاً داخل ملعب «أنفيلد» في تلك الليلة، حيث أقاموا في فنادق بمدينة ليفربول، وسافروا عبر وسائل النقل العام، واحتفلوا في حانات ومقاهي ليفربول بعد أن نجح فريقهم في الإطاحة بالفريق الإنجليزي حامل اللقب من دوري أبطال أوروبا.
واليوم يعود أتلتيكو مدريد إلى ملعب «أنفيلد» للمرة الأولى منذ مباراة إياب دور الستة عشر التي شهدت آخر «تجمع جماهيري» في كرة القدم الإنجليزية، قبل أن تؤدي إصابة المدير الفني الإسباني لفريق آرسنال مايكل أرتيتا - وليس التدخل الحكومي - إلى توقف أنشطة كرة القدم بشكل مفاجئ لمدة ثلاثة أشهر.
وفي اللحظات التي تسبق انطلاق المباراة بين ليفربول وأتلتيكو مدريد في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا اليوم، من المؤكد أن وسائل الإعلام ستركز بشكل كبير على حادثة عدم قيام المدير الفني لأتلتيكو مدريد، دييغو سيميوني، بمصافحة نظيره في ليفربول الألماني يورغن كلوب، بعد نهاية مباراة الذهاب على ملعب «واندا ميتروبوليتانو».
لقد حدثت ضجة بعد المباراة التي فاز فيها ليفربول على أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل أسبوعين، عندما انطلق سيميوني، كعادته دائماً، مباشرة نحو نفق الملعب فور إطلاق حكم المباراة لصافرة النهاية، متجاهلاً يد كلوب الممدودة لمصافحته. ولم يتصافح المديران الفنيان أيضاً في 11 مارس (آذار) 2020، لكن لأسباب أكثر جدية من الكره المعلن من جانب المدير الفني لأتلتيكو مدريد للإجراءات الروتينية «القسرية» التي تحدث بعد نهاية كل مباراة! وسبق أن أعلن سيميوني عن رفضه لمثل هذه المصافحات الهزلية التي تحدث بين مدير فني في قمة سعادته بعد فوز فريقه ومدير فني آخر يشعر بإحباط شديد بعد خسارة فريقه.
يتذكر بيبين ليندرز، مساعد المدير الفني لليفربول، ما حدث خلال مباراة ليفربول وأتلتيكو مدريد في 2020 قائلاً: «لم يكن أحد منا يعرف كيف سيكون تأثير الوباء على عالم كرة القدم أو العالم كله، لكنني أتذكر أننا أجرينا مناقشات في ذلك الوقت حول ما إذا كان من المناسب أن يأتي مشجعو أتلتيكو مدريد أم لا».
ويضيف: «أتذكر أننا تحدثنا قبل المباراة عن أننا لن نصافح أحداً بعد المباراة. وأتذكر أن صديقاً ليورغن كلوب اتصل به وطالبه بضرورة ألا يصافح سيميوني بعد نهاية اللقاء. ربما يكون هذا جيداً بعد ما حدث الأسبوع الماضي! كنا نعلم أن شيئاً ما كان خاطئاً تماماً، وشعرنا أنه ربما لم يكن من الصواب السماح لمشجعي أتلتيكو مدريد بالحضور إلى ملعبنا في ذلك الوقت».
ويعترف ليندرز بأن استعدادات ليفربول لتلك المباراة لم تتأثر بالتهديد المتزايد للفيروس، وإذا عدنا إلى الصفحات الرياضية في ذلك اليوم فسنجد أنها تحدثت عن غياب أليسون بيكر بسبب الإصابة وتحذير كلوب لاعبيه من ارتكاب أي أخطاء أمام أتلتيكو مدريد القوي. لكن خلف الكواليس، كان المدير الفني لليفربول قد بدأ يشعر بالقلق بشكل متزايد.
وقال كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لإيفرتون آنذاك والذي تحدث مع كلوب بعد ذلك بأيام: «لقد أخبرني بأن الاستمرار في اللعب في مثل هذه الظروف هو عمل إجرامي. وأعتقد أنه كان محقاً تماماً». كان عدم الارتياح واضحاً للغاية على وجه المدير الفني الألماني عندما خرج من نفق ملعب «أنفيلد» قبل انطلاق المباراة، ووبخ المشجعين الذين انحنوا واقتربوا منه.
يقول ليندرز: «قال يورغن كلوب إن هذه هي المباراة الأولى التي أشرف عليها وهو في حالة مزاجية سيئة لا تناسب لعبة كرة القدم. لقد كنت مقتنعاً بأننا سنتمكن من تحقيق الفوز والعبور للدور التالي، تماماً كما كنت مقتنعاً بقدرة فريقنا على تجاوز برشلونة عندما حققنا الفوز على الفريق الإسباني بأربعة أهداف دون رد في الدور قبل النهائي في العام السابق».
ويضيف: «لكن ما حدث كان غريباً حقاً. ربما أكون مهووساً بكرة القدم جداً، ومهووساً جداً بنادينا ومهووساً جداً بالنتيجة، لكنني كنت قلقاً حقاً بشأن ما كان يحدث في إيطاليا من تزايد حالات الوفيات، ولم أكن قادراً على تخيل أن ذلك لن يأتي إلينا بعد ذلك، لكن هذا هو السبب في أننا نتعامل باحترافية أيضاً، حيث واصلنا العمل بكل جدية في ظل هذه الظروف الصعبة. وفي التدريبات، حاولنا حقاً إعداد الفريق بأفضل ما نستطيع، وكان استعدادنا ممتازاً».
لكن عمل مساعد المدير الفني لليفربول لم ينتهِ بعد الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد في تلك المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث أرسل للاعبي الفريق مقاطع فيديو لأدائهم الفردي لكي يقوموا بتحليلها خلال فترة الإغلاق. يقول ليندرز بابتسامة: «إذا لم تفُز، فسيكون هناك رد فعل وسيتم إخبار اللاعبين بما قدموه في المباراة. لم يكن من السهل على عدد من اللاعبين التعامل مع هذه الأوضاع الغريبة، لكن إذا كنت ترغب في تحقيق أشياء جيدة فسيتعين عليك أن تكون صادقاً مع نفسك».
ويكشف التقرير الأولى عن تعامل الحكومة مع الوباء في بداية انتشاره، أحد أسوأ إخفاقات الصحة العامة في تاريخ المملكة المتحدة، وفقاً للنتائج التي قادها وزيران سابقان من المحافظين، فالتأثير المدمر هو السماح باستمرار إقامة مبارايات كرة القدم. ويقول التقرير: «الأحداث التي ربما أدت إلى نشر الفيروس استمرت - مثل مباراة كرة القدم بين نادي ليفربول وأتلتيكو مدريد في 11 مارس (آذار)/ اليوم الذي صنفت فيه منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا على أنه وباء - في ظل حضور جماهيري يصل إلى أكثر من 50 ألف متفرج، ومهرجان شلتنهام للخيول خلال الفترة بين 10 و13 مارس (آذار)، الذي جذب أكثر من 250 ألف شخص».
وأضاف التقرير: «أشار تحليل لاحق إلى وقوع 37 و41 حالة وفاة إضافية على التوالي في المستشفيات المحلية بعد هذه الأحداث. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت تلك الوفيات نتيجة الحضور الجماهيري لهذه الأحداث نفسها أو الأنشطة المرتبطة بها مثل السفر أو التجمع في الحانات».
لا تشك عائلة ريتشارد موسون في أن وفاة الرجل البالغ من العمر 70 عاماً قد جاءت نتيجة حضوره مباراة أتلتيكو مدريد، وكانت هذه العائلة من بين أولئك الذين يدعون إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن إقامة هذه المباراة بحضور جماهيري. وأصيب موسون، وهو مشجع دائم لليفربول وكان يحرص على أداء التمرينات الرياضة في صالة الألعاب الرياضية مرتين في الأسبوع، بفيروس كورونا بعد أسبوعين من المباراة وتوفي بعد فترة قصيرة من وضعه على جهاز التنفس الصناعي.
وقال نجله، جيمي، لصحيفة «ليفربول إيكو»: «لقد كان يسير في الطريق نفسها إلى مقعده في ملعب أنفيلد لمدة 50 عاماً، عبر ستانلي بارك ومتجاوزاً مشجعي الفريق الزائر في الطريق المؤدية إلى ملعب أنفيلد. إننا نعلم أنه سار عبر مشجعي أتلتيكو مدريد الذين تجمعوا خارج الملعب وهو في طريقه إلى مقعده. لقد أصيب بفيروس كورونا بعد أسبوعين بالضبط من تلك المباراة ولم يذهب إلى أي مكان آخر».
وأضافت ماري، زوجة موسون: «كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجراً عندما اتصلت بسيارة الإسعاف. كنت محطمة وأنا ألقي نظرة من النافذة على السيارة التي تأخذ الرجل الذي تزوجته منذ 50 عاماً، والذي لم يعد إلى المنزل مرة أخرى. كانت المرة الوحيدة التي رأيته فيها مرة أخرى لكي أقول له وداعاً عبر الفيديو. لقد كان الأمر مروعاً. وحتى جنازته لم يحضرها أكثر من 10 أشخاص».
وكان بيتر ميدلمان، الذي يشتري تذاكر موسمية لحضور مباريات ليفربول منذ 36 عاماً، أيضاً من بين الجمهور في ملعب «أنفيلد» في تلك الليلة. وبصفته سكرتيراً إقليمياً لاتحاد التعليم الوطني في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، فقد ساعد في تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي، والنظافة الإضافية وخطط العمل من المنزل لفريق مكون من 35 فرداً في بولتون قبل أسبوع واحد من إعلان رئيس الوزراء، بوريس جونسون، عن الإغلاق الوطني في 23 مارس (آذار). وقبل اثني عشر يوماً أمام أتلتيكو مدريد، سادت حالة من الشك وعدم اليقين بشأن قدرة القيادة الحكومية على التعامل مع الموقف كما ينبغي.
يتذكر ميدلمان ما حدث قائلاً: «كنا جميعاً نعلم أن شيئاً ما كان مقبلاً. لكن كان من الصعب إدارة مخاوفك ضد نهج العمل المعتاد في أماكن أخرى. كان رئيس الوزراء يتفاخر في ذلك الوقت بمصافحة الناس في المستشفى ويقول إنه يتعين علينا أن نستمر في ذلك».
ويضيف: «لم أتفاجأ من المضي قدماً وإقامة المباراة، وسأكون كاذباً إذا قلت إنه كانت لدي شكوك بشأن الذهاب إلى ملعب المباراة في تلك الليلة، لكنني كنت أجلس في المدرج الرئيسي، والشخص الذي كان يجلس بجواري كان قادماً من ألمانيا، وعرفنا أنه كان هناك 3000 مشجع من أنصار أتلتيكو مدريد في المدينة كانوا على اتصال إلى حد كبير بموظفي الفنادق والمطاعم والحانات ولم يكن لديهم خيار آخر».
ويتابع: «في الأيام التي تلت ذلك، تساءلت عن الحكمة وراء السماح بإقامة المباراة في الوقت الذي تعلم فيه السلطات بوضوح مدى سوء الوضع في مدريد. ولو منعت السلطات جماهير الفريق الزائر من حضور المباراة، لكان ذلك إجراءً عقلانياً».
ويختتم حديثه قائلاً: «لو كنا نعرف آنذاك ما نعرفه الآن، فأنا متأكد من أنه كان سيتم تأجيل هذه المباراة، لكن في الوقت نفسه كان هناك تهور بشأن اتباع سياسة مناعة القطيع التي اتبعتها الحكومة. ولو كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه يعلم ما نعلمه الآن لقام بتأجيل المباراة من أجل حماية الجماهير. لكن للأسف، دفع الناس حياتهم ثمناً لذلك».



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».