السلطة ترفض «المقايضة» مع البناء في المنطقة «ج»

الأمم المتحدة: ارتفاع نسبة الهدم والاستيلاء على منازل الفلسطينيين هذا العام

هدم 4 محلات تجارية قيد الإنشاء للمواطن فلسطيني في دير قديس غرب رام الله (وفا)
هدم 4 محلات تجارية قيد الإنشاء للمواطن فلسطيني في دير قديس غرب رام الله (وفا)
TT

السلطة ترفض «المقايضة» مع البناء في المنطقة «ج»

هدم 4 محلات تجارية قيد الإنشاء للمواطن فلسطيني في دير قديس غرب رام الله (وفا)
هدم 4 محلات تجارية قيد الإنشاء للمواطن فلسطيني في دير قديس غرب رام الله (وفا)

رفض الفلسطينيون «المقايضة» الإسرائيلية المتعلقة بالبناء في مناطق «ج» في الضفة الغربية، بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية، السماح ببناء 1300 وحدة سكنية فلسطينية في هذه المناطق، بعد أيام من دفع خطة لبناء 3000 وحدة استيطانية في المستوطنات في المنطقة نفسها.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن البناء في المناطق المصنفة «ج» حق لأبناء شعبنا وحدهم لا يخضع للمساومة أو المقايضة. وأضافت في بيان: «إن الحكومة الإسرائيلية وفي ادعاء تضليلي جديد، تحاول تسويق مصادقتها الشكلية على بناء 1300 وحدة سكنية في المناطق المصنفة (ج) كمكرمة ومِنّة سخية تصبغها على الفلسطينيين، بهدف محاولة امتصاص الإجماع الدولي الرافض للاستيطان وقرارها ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في المنطقة ذاتها، ولشرعنة عمليات تعميق وتوسيع الاستيطان في طول الضفة الغربية المحتلة وعرضها بما فيها القدس الشرقية».
وأكدت الخارجية أن الحديث بالمعنى العملي، لا يتجاوز إعطاء رخص بناء لعشرات المنازل الفلسطينية، المشيدة أصلاً، أو في طور البناء التي كانت مهددة بالهدم في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عمليات البناء الاستيطاني والتهويد والاستياء على منازل وأراضي الفلسطينيين. وشددت على رفضها هذه «المقايضة» الإسرائيلية الاستعمارية. وقالت إن المناطق المصنفة (ج) «هي عمق استراتيجي للدولة الفلسطينية من جميع النواحي، وبدونها لا معنى لأي جهود إقليمية ودولية لتطبيق مبدأ حل الدولتين»، وأن تصنيفات (أ، ب، ج) سقطت ولم تعد قائمة منذ عام 1999 مع انقلاب إسرائيل الكامل على الاتفاقيات الموقعة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد صادقت على بناء 1303 وحدة سكنية فلسطينية في المنطقة «ج» بالضفة الغربية، في خضم إدانات دولية بشأن بناء المستوطنات في المنطقة نفسها. وتم منح الموافقات النهائية لحوالي 170 وحدة فقط. وتقع المنازل المعنية في خربة عبد الله يونس، وهي قرية صغيرة بالقرب من برطعة، قضاء جنين شمال الضفة، فيما تم تقديم الوحدات السكنية المتبقية البالغ عددها 1233 إلى مرحلة التخطيط المتوسطة، وهي عملية قد تستغرق شهوراً أو حتى سنوات.
وبالإضافة إلى وحدات برطعة، تشمل الخطط تطوير 430 وحدة في بير الباشا واللبّن الشرقية، بالقرب من جنين كذلك، وحوالي 233 وحدة في المسقوفة في منطقة طولكرم شمالاً، و270 للمعصرة قرب بيت لحم جنوباً، وتم تطوير 200 وحدة أخرى في قرية الدقيقة، وهي قرية رعي صغيرة في جبال جنوب الخليل.
ومقابل ذلك، شُطب من جدول الأعمال خطة للاعتراف بقرية خلة سكاريا الفلسطينية، المكونة من 50 منزلاً بالقرب من مستوطنة «غوش عتصيون» وسط الضفة الغربية، بين بيت لحم والخليل، بعد رفض قادة المستوطنين لذلك. والموافقة على البناء الفلسطيني، جاء بعد أسبوع من المصادقة على نحو 3000 وحدة استيطانية، وقد تم منح حوالي 1800 موافقات نهائية، بينما بقيت 1200 منها في مرحلة التخطيط المتوسط. وفي المنطقة «ج» توجد المستوطنات ومساحات أراضٍ واسعة ممنوع فيها البناء وطرق خاصة بالمستوطنين.
ونادراً ما توافق إسرائيل على البناء الفلسطيني في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى لجوء الفلسطينيين إلى البناء بدون تصاريح، تهدمه إسرائيل لاحقاً.
وبين الأعوام 2016 و2018، وافقت إسرائيل، مثلاً، على 21 فقط من أصل 1485 طلباً فلسطينياً للحصول على تصاريح بناء في المنطقة ج، أي بنسبة 0.81 في المائة. وفي عام 2019، وافق مجلس الوزراء الأمني - من حيث المبدأ - على 700 تصريح بناء للفلسطينيين، لكن عدداً قليلاً جداً من تصاريح البناء هذه قد صدرت بالفعل، ومقابل ذلك استمر العدم بلا هوادة.
مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في فلسطين، قال أمس، إن الاحتلال صعّد عمليات هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، ليرتفع العدد بنسبة 21 في المائة خلال العام الحالي. وأوضحت «أوتشا»، في تقرير أن «معدل الهدم والاستيلاء على منازل الفلسطينيين في أرضهم المحتلة منذ عام 1967، ارتفع بنسبة 21 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020».
وجاء في التقرير أن عدد المشرّدين الفلسطينيين نتيجة الهدم والاستيلاء على منازلهم، ارتفع بنسبة 28 في المائة خلال الفترة. وقدر التقرير الأممي عدد المنشآت الفلسطينية التي استولت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، بحوالي 311 منشأة، «إما بدون سابق إنذار، أو بإعطاء المالكين مهلة قصيرة المدى، باستخدام العديد من الأوامر العسكرية التي تحول دون قدرة الأشخاص على الاعتراض المسبق على القرار».
ولفت التقرير إلى أن عدد الأصول (منشآت اقتصادية)، التي تم هدمها أو الاستيلاء عليها، ارتفع بنسبة 96 في المائة تقريباً في عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.