النفط يقفز رغم «الاحتياطيات الصينية»

الكويت والعراق يدعمان اتفاق زيادة الإنتاج

النفط يقفز رغم «الاحتياطيات الصينية»
TT
20

النفط يقفز رغم «الاحتياطيات الصينية»

النفط يقفز رغم «الاحتياطيات الصينية»

قفزت أسعار النفط يوم الاثنين بفعل توقعات بطلب قوي واعتقاد بأن مجموعة أوبك+ لكبار المنتجين لن تتعجل زيادة الإنتاج، وهو ما ساعد في ارتداد السوق عن خسائرها الأولية التي أثارها سحب نادر من احتياطيات الوقود في الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
وعند الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش، كانت عقود خام برنت القياسي العالمي مرتفعة 1.22 دولار، أو 1.5 بالمائة، عند 84.94 دولار للبرميل بعد أن سجلت عند أدنى مستوى لها في الجلسة 83.03 دولار. وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.09 دولار، أو 1.13 بالمائة، إلى 84.66 دولار للبرميل بعد أن هبطت في وقت سابق إلى 82.74 دولار.
وأعلنت الإدارة الوطنية للأغذية والاحتياطيات الإستراتيجية في الصين يوم الأحد عن الإفراج عن احتياطيات البنزين والسولار، فيما وصفه بعض مراقبي السوق بأنه أول بيان من نوعه تعيه الذاكرة.
وتعد هذه خطوة من بين عدد من المحاولات التي تقوم بها بكين لتهدئة ارتفاع أسعار السلع الأساسية الذي قلص هوامش ربح الشركات المصنعة. وأفرجت الصين في وقت سابق من العام عن سلع أخرى من الاحتياطيات، بما في ذلك إفراج نادر عن النفط الخام والمعادن الأساسية، لتهدئة الأسعار.
وقال سنجيك تي، المحلل في شركة إس أي إيه للاستشارات ومقرها بكين: «إن ترشيد إنتاج النفط يجب أن يكون أكثر شيوعا من الإفراج عن احتياطيات النفط»، لكن مثل هذه التحركات لا يتم تأكيدها عادة في بيانات رسمية. وقال إن خطوة الأحد قد تكون المرة الأولى التي تعلن فيها بكين الإفراج عن منتجات نفطية.
وفي غضون ذلك، أعربت الكويت والعراق عن تأييدهما للتمسك بخطط زيادة إنتاج النفط 400 ألف برميل يوميا في اجتماع لأوبك+ يوم الخميس، وذلك في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة مجددا لمزيد من الإمدادات لكبح ارتفاع الأسعار.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير النفط الكويتي محمد الفارس القول يوم الاثنين إن بلاده تدعم خطة زيادة الإنتاج التي قال إنها ستكون كافية لتأمين إمدادات مناسبة من الخام بما يحقق التوازن في السوق العالمية.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو) قد قالت يوم السبت إن البلاد تعتقد أن زيادة الإنتاج وفق ما هو مخطط له بالفعل كافية لتلبية الطلب وتحقيق الاستقرار في السوق.
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن يوم السبت الدول الرئيسية المنتجة للطاقة في مجموعة العشرين التي لديها طاقة فائضة، على زيادة الإنتاج لضمان انتعاش اقتصادي عالمي أقوى. وجاء تصريح بايدن في إطار مسعى واسع النطاق من البيت الأبيض للضغط على أوبك وحلفائها لزيادة الإمدادات.
ورفضت السعودية أكبر المنتجين في أوبك بالفعل دعوات لمزيد من إمدادات النفط من المنظمة، قائلة إن سوق النفط بها إمدادات جيدة. وقال بنك آي.إن.جي الاثنين: «بخلاف احتمالية عودة السوق إلى الفائض العام المقبل، فإن العامل الآخر الذي تراعيه المجموعة هو الضبابية بشأن ما إذا كان من الممكن عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق ومتى». وقالت إيران الأسبوع الماضي إن المحادثات مع ست قوى عالمية لمحاولة إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 ستستأنف بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني).



الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».