افتتاحية خضراء قوية لنوفمبر في الأسواق

رغم ترقب قرار الفيدرالي

بورصة نيويورك (أ.ب)
بورصة نيويورك (أ.ب)
TT
20

افتتاحية خضراء قوية لنوفمبر في الأسواق

بورصة نيويورك (أ.ب)
بورصة نيويورك (أ.ب)

فتح المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وناسداك عند مستويات مرتفعة غير مسبوقة يوم الاثنين بقيادة مكاسب لسهم تسلا وأسهم شركات الطاقة في بداية أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية، بالإضافة إلى تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي المحتمل صوب إبطاء مشتريات السندات.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 14.09 نقطة بما يعادل 0.04 بالمائة إلى 35833.65 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 5.24 نقطة أو 0.11 بالمائة إلى 4610.62 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 42.87 نقطة أو 0.28 بالمائة إلى 15541.26 نقطة. كما سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعات قياسية، لتستهل نوفمبر (تشرين الثاني) بزخم قوي على خلفية نتائج أعمال إيجابية، وجاء أفضل أداء لأسواق منطقة اليورو في التعاملات المبكرة. وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8 بالمائة بحلول الساعة 0829 بتوقيت غرينتش، متجاوزا أعلى مستوى له على الإطلاق الذي بلغه في منتصف أغسطس (آب).
وتتدعم المعنويات العالمية بدفعة ما بعد الانتخابات في اليابان واستقرار أسعار الفحم في الصين. وارتفع المؤشران داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي بنحو 0.8 بالمائة، بينما زاد المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4 بالمائة فحسب.
وانخفض سهم بنك باركليز البريطاني اثنين بالمائة بعد أن قال إن الرئيس التنفيذي جيس ستالي سيتنحى عن منصبه بعد تحقيقات جهات تنظيمية بشأن علاقاته مع جيفري إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية.
وفي آسيا، بلغت أسعار الأسهم اليابانية أعلى مستوى لها في شهر، مدعومة بتوقعات استقرار الحكومة والمزيد من التحفيز المالي بعد أن فاز الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء فوميو كيشيدا بأغلبية في الانتخابات البرلمانية.
وحقق المؤشر نيكي أكبر مكاسبه في أكثر من أربعة أشهر بزيادة 2.61 بالمائة إلى 29647 نقطة، وهو أعلى مستوياته منذ أواخر سبتمبر (أيلول). وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.18 بالمائة، ليصل إلى أعلى مستوى له في شهر عند 2044.72 نقطة.
واحتفظ الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ بزعامة كيشيدا بالأغلبية في مجلس النواب في انتخابات برلمانية أجريت الأحد، ومن المتوقع أن يطرح ميزانية إضافية لدعم الشركات المتضررة من الجائحة.
وفي غضون ذلك، لم تشهد أسعار الذهب تغيرا يذكر الاثنين، حيث أبقى الدولار القوي المعدن الأصفر تحت الضغط، بينما ينتظر المستثمرون بحذر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) بعد أن أظهرت بيانات ارتفاعا آخر في التضخم.
وبحلول الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش جرى تداول الذهب عند 1783.01 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن انخفض 1.5 بالمائة لأقل مستوى في أكثر من أسبوع يوم الجمعة. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 بالمائة إلى 1784.801 دولار للأوقية.
وقال جيفري هالي كبير محللي أسواق آسيا والمحيط الهادي في أواندا: «سيتوخى مستثمرو الذهب المزيد من الحذر لأنهم محاصرون منذ فترة طويلة فوق مستوى 1800 دولار، حتى لو انخفض الدولار وارتفعت أسعار الذهب».
واستقر الدولار قرب أعلى مستوى فيما يزيد على أسبوعين الذي سجله يوم الجمعة، ما يجعل الذهب أقل جاذبية للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة 0.2 بالمائة إلى 23.80 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 0.9 بالمائة إلى 1026.58 دولار للأوقية. ونزل البلاديوم 0.3 بالمائة إلى 1996.57 دولار للأوقية.



ترمب يخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي ويثير مخاوف الركود

متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي ويثير مخاوف الركود

متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

شهدت الجلسة الافتتاحية لسوق الأسهم الأميركية، يوم الثلاثاء، ارتفاعاً ضعيفاً بعد خسائر حادة، يوم الاثنين، مع تنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد وإمكانية الدخول في حالة ركود بسبب حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وهو ما قال محللون إنه قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية وتباطؤ اقتصادي.

هذا الانخفاض الكبير في «وول ستريت» دفع ترمب إلى اتخاذ قرار بلقاء رؤساء أكبر الشركات الأميركية التي تراجعت قيمتها السوقية في الأيام الأخيرة، في محاولة لتهدئة المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم ودخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود بسبب حالة عدم اليقين بشأن سياسة فرض الرسوم الجمركية.

ومن المقرر أن يحضر نحو 100 من الرؤساء التنفيذيين اجتماع المائدة المستديرة للأعمال في واشنطن، وهي مجموعة مؤثرة من الرؤساء التنفيذيين من شركة «أبل» إلى «جيه بي مورغان تشيس وشركاه» إلى «وول مارت»، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الكبرى التي التقى بها ترمب مساء الاثنين في البيت الأبيض.

وقد أصيبت الأسواق المالية بحالة من الفزع بعد تصريحات ترمب لشبكة «فوكس نيوز» يوم الأحد التي اعترف فيها بأنه سيكون هناك بعض الألم الاقتصادي الناجم عن سياساته لفرض الرسوم الجمركية، وأشار إلى أنه ستكون هناك فترة انتقالية قد تستغرق بعض الوقت وتعود الأسواق مرة أخرى إلى الانتعاش. ورفض الإجابة عما إذا كانت سياساته الاقتصادية ستتسبب في الركود، قائلاً إنه لا يستطيع التنبؤ. وكان ترمب في خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي قد أشار إلى ضرورة الاستعداد لاضطراب اقتصادي قصير الأجل.

وحافظ ترمب على موقفه بشأن فرض الرسوم الجمركية قائلا للصحافيين يوم الأحد: «إن الرسوم الجمركية ستكون أعظم شيء قمنا به على الاطلاق كدولة وستجعل بلادنا غنية مرة أخرى».

وحاول البيت الأبيض تهدئة المخاوف بعد تصريحات ترمب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي للصحافيين إنه منذ انتخاب ترمب، استفاد قادة الصناعة من أجندته الاقتصادية «أميركا أولا» التي تتضمن الرسوم الجمركية وإلغاء القيود التنظيمية وإطلاق العنان لمشاريع الطاقة التي ستخلق آلاف الوظائف الجديدة. وحقق الرئيس ترمب نمواً تاريخياً في الوظائف والأجور والاستثمار في ولايته الأولى، ومن المقرر أن يفعل ذلك مرة أخرى في ولايته الثانية.

متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)

الاثنين الأحمر

لكن أسواق الأسهم التي كانت تبحث عن الاطمئنان وتترقب خطوات البيت الأبيض لتجنب الركود، أصيبت بالارتباك بسبب حالة عدم اليقين، وبدأت الأسهم الأميركية تتجه نحو الهبوط خلال الأسبوع الماضي وسط مخاوف من حدوث ركود نتيجة إصرار ترمب على فرض هذه الرسوم وإشعال حرب تجارية. وتزايدت موجة القلق مع حرب إدارة ترمب على البيروقراطية الفيدرالية، وطرد الآلاف من الموظفين الفيدراليين وتجميد المنح للمقاولين.

وشهد يوم الاثنين أكبر هبوط أدى إلى محو كل المكاسب التي حققتها سوق الأسهم على وقع التفاؤل بانتخاب ترمب، وسجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أسوأ يوم له منذ سبتمبر (أيلول) الماضي وانخفض بنسبة 2.7 في المائة. وخسر مؤشر «داو جونز» الصناعي حوالي 2.08 في المائة. وكانت أسهم شركات التكنولوجيا هي الأكثر تضرراً، حيث سجل مؤشر «ناسداك» أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ عام 2022 وأدى إلى محو تريليون دولار في قيمته السوقية. وتحولت المؤشرات إلى اللون الأحمر في إشارة إلى الانخفاض، ما أدى إلى زيادة المخاوف.

وأظهر انخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات حالة عدم اليقين والقلق بشأن معدلات النمو الاقتصادي. وينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي لمعرفة ما إذا كان التضخم سيظل عنيداً.

وهبطت أسهم «إنفيديا» 5 في المائة، وهبطت عملة «البتكوين» إلى 87 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، كما ارتفع مؤشر التقلب (فيكس) وهو مقياس الخوف في وول ستريت - إلى أعلى مستوياته، وكان الخوف الشديد هو المحرك وراء الانخفاضات في الأسواق.

شعار «تسلا» في إحدى وكالات بيع السيارات في برلين (د.ب.أ)
شعار «تسلا» في إحدى وكالات بيع السيارات في برلين (د.ب.أ)

إيلون ماسك يخسر

شهدت أسهم شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية أسوأ يوم تداول لها منذ سبتمبر 2020 وانخفضت بنسبة 15 في المائة بعد سبعة أسابيع متتالية من الخسائر منذ تولي الرئيس التنفيذي لـ«تسلا» إيلون ماسك دوراً رئيسياً في الأبيض مع الرئيس ترمب. ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي خسرت أسهم «تسلا» أكثر من 50 في المائة من قيمتها منذ ذلك الحين وبلغت خسائرها نحو 800 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وطالما تفاخر الرئيس ترمب في ولايته الأولى بالإنجازات الاقتصادية واستخدم الاقتصاد والأوضاع الاقتصادية كسلاح في حملته الانتخابية العام الماضي لإقناع الناخبين أن ولاية وسياسات جو بايدن تسببت في خسائر للاقتصاد، وأنه سيكون الأقدر على قيادة البلاد لخفض التضخم وخفض الأسعار وخفض الضرائب وتحقيق «انتعاشه اقتصادية» غير مسبوقة في الأسواق المالية.

وتفاعلت أسواق المال مع هذه الوعود الانتخابات، وتفاءل المستثمرون بأن سياسات الرئيس الجمهوري الجديد ستميل إلى تحفيز النمو وتخفيف الضغوط التضخمية، وعلى إثر هذا التفاؤل، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عشية تنصيب الرئيس ترمب بنحو 3 في المائة وارتفع تفاؤل الشركات الصغيرة إلى مستوى قياسي بلغ 41 نقطة وحطمت عملة «البتكوين» التوقعات وارتفعت إلى مستوى قياسي، كما تحسنت مؤشرات أخرى اقتصادية، وهو ما سماه المحللون «تأثير ترمب». وقبل عشرين يوماً فقط كانت سوق الأسهم الأميركي في أعلى مستوياتها على الإطلاق وبدا أن الاقتصاد الأميركي ينمو بوتيرة ثابت ولم يكن هناك مخاوف من ركود اقتصادي.

لكن بعد مرور 50 يوماً فقط من ولاية ترمب، تبدّد تفاؤل المستثمرين، وارتجفت الأسواق تحت وطأة قراراته الاقتصادية، إذ تسارعت وتيرة الانحدار في أسواق المال بمجرد شروعه في تنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، رغم كونهما من أقرب الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. كما فرض رسوماً إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية، مؤكداً أن مزيداً من الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الثاني من أبريل (نيسان) المقبل. وكرر ترمب في تصريحاته أن هذه الرسوم يمكن أن تكون أداة تفاوض فعالة، مشيراً إلى أنها ستضمن تحقيق التوازن التجاري مع الدول التي تفرض رسوماً أعلى على المنتجات الأميركية.