فصائل موالية لأنقرة تواصل «الاستعداد للمعركة»

مقاتلون معارضون مدعومون من تركيا خلال مناورات شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون مدعومون من تركيا خلال مناورات شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

فصائل موالية لأنقرة تواصل «الاستعداد للمعركة»

مقاتلون معارضون مدعومون من تركيا خلال مناورات شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون مدعومون من تركيا خلال مناورات شمال سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

تصدت فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا، لمحاولة تسلل جديدة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، بريف حلب شمال سوريا، ما أدى إلى وقوع قتلى في صفوفها، في وقت قصفت قوات تركية مواقع عسكرية للفصائل الكردية شمال حلب. وقال قيادي في غرفة عمليات «الفتح المبين»، التابعة لفصائل المعارضة السورية المسلحة، إن «فصائل المعارضة، أحبطت ليلة الأحد - الاثنين، عملية تسلل نفذتها عناصر من قوات النظام والميليشيات الإيرانية على محور بسرطون بريف حلب الغربي، وجرى على أثرها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة، قُتل خلالها عنصران من قوات النظام، وجُرح آخرون».
وأضاف: «قُتل عنصر لقوات النظام قنصاً، من قبل فصائل المعارضة، على محور منطقة معرة موخص، جنوب إدلب، تزامن مع قصف متبادل بقذائف المدفعية وقذائف الهاون مع قوات النظام، على محاور بينين والبارة والفطيرة، جنوب إدلب. ولفت إلى أنه تم رصد وصول رتل عسكرية لقوات النظام، يضم نحو 30 آلية بينها راجمات صواريخ ودبابات، من منطقة السفيرة بريف حلب، إلى محيط مدينة سراقب ومعرة النعمان جنوب وشرقي محافظة إدلب».
من جهته، قال الرائد يوسف الأحمد، وهو المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات «عزم» التابعة لـ«الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة: «جرت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، خلال الساعات الأخيرة الماضية، بين فصائل المعارضة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، على محاور كفرخاشر شمال حلب، إثر محاولة تقدم مجموعات تابعة للأخيرة نحو مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، ترافق مع قصف مدفعي من قبل القوات التركية على مواقع تابعة لـ(قسد) في منطقة تل رفعت شمال غربي حلب». وأضاف: «تم رفع الجاهزية القتالية للفصائل المقاتلة، على محاور المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الكردية بريف حلب الشمالي، بعد استكمال التحضيرات العسكرية وتعزيز المواقع القتالية المتقدمة بأعداد كبيرة من المقاتلين المدربين والآليات العسكرية، استعداداً لشن عملية عسكرية ضد الأخيرة، دون الإشارة إلى توقيت البدء بالمعركة».
وفي سياق آخر، قصفت قوات النظام والميليشيات الإيرانية بالمدفعية الثقيلة، مناطق في جبل الزاوية جنوب إدلب، وريف حلب الغربي، ما أسفر عن إصابة 6 مدنيين بجروح خطيرة.
وقال الناشط أدهم الحسن في ريف إدلب، إن قوات النظام جددت قصفها بقذائف المدفعية المتطورة على مناطق الفطيرة وكنصفرة وفليفل والبارة في جبل الزاوية جنوب إدلب، ما أسفر عن إصابة 6 مدنيين بجروح خطيرة، تم إسعافهم إلى المشافي. وأضاف أن قصفاً مدفعياً مماثلاً مصدره قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في الفوج 46 بالقرب من مدينة أتارب، استهدف قرى كفرعمة وكفرتعال بريف حلب الغربي، أدى إلى إصابة 3 أطفال بجروح، ترافق مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء. وفي سياق منفصل، عبر أطفال سوريون نازحون في المخيمات، شمال غربي سوريا، عن شكرهم وامتنانهم لـ«يوتيوبر» جمع مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين، بعد بث حي استمر مدة 28 ساعة، من خلال رسم صورته من قبل رسام سوري على إحدى الخيام في مخيمات الشمال السوري، وتجمع حولها عدد من الأطفال السوريين، وجهوا خلال ذلك رسالة مكتوبة بجانب الصورة جاء فيها (تحية من أطفال مخيمات الشمال السوري إلى أبو فلة)، وسط حالة من الفرح والسرور والامتنان له.
وكان اليوتيوبر الكويتي «أبو فلة»، قام بحملة خيرية تهدف إلى مساعدة النازحين السوريين مع قدوم فصل الشتاء، بعد أن قطع على نفسه عهداً بمساعدة 5779 عائلة، بعد وصول قناته على يوتيوب لـ20 مليون متابع.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.