موسكو تكشف تفاصيل عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق

أول تعليق عسكري روسي بعد «تفاهمات» بوتين وبنيت

دخان يتصاعد من ريف دمشق بعد قصف إسرائيلي يوم السبت الماضي (أ.ب)
دخان يتصاعد من ريف دمشق بعد قصف إسرائيلي يوم السبت الماضي (أ.ب)
TT

موسكو تكشف تفاصيل عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق

دخان يتصاعد من ريف دمشق بعد قصف إسرائيلي يوم السبت الماضي (أ.ب)
دخان يتصاعد من ريف دمشق بعد قصف إسرائيلي يوم السبت الماضي (أ.ب)

حمل التعليق الروسي الأول على الغارات الإسرائيلية الأخيرة قبل يومين على مواقع في دمشق، إشارات جديدة إلى استياء موسكو من مواصلة تنفيذ إسرائيل غارات على مواقع حكومية سورية.
وكشف بيان أصدرته قاعدة «حميميم» الروسية تفاصيل عن الغارة ونتائجها، لكنه تجنب تأكيد التصريحات الإسرائيلية حول استهداف الهجوم مواقع تابعة لإيران، واكتفى بإشارة إلى أن القصف استهدف منشآت للجيش السوري.
وأفاد ناطق عسكري بأن قوات الدفاع الجوي السورية دمرت صاروخين من أصل ثمانية أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية خلال ضربتها في ريف دمشق الجنوبي.
ووفقاً لنائب مدير مركز حميميم للمصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية، فاديم كوليت، فإنه «في يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) من الساعة 12:25 إلى 12:28، قامت 4 مقاتلات تكتيكية تابعة للقوات المسلحة الجوية الإسرائيلية من طراز (إف 16) بتوجيه ضربة من داخل إسرائيل قرب منطقة مرتفعات الجولان ومن دون الدخول إلى المجال الجوي السوري». وزاد الناطق أن المقاتلات أطلقت 8 صواريخ موجهة من طراز «ديليله» على منشآت تابعة لقوات الدفاع الجوي للجمهورية العربية السورية واقعة على بعد 20 كلم غرب دمشق و12 كلم شمال غربي دمشق.
وقال كوليت إنه بنتيجة الهجوم «تم تدمير صاروخين بالوسائل الدورية لقوات الدفاع الجوي السورية باستخدام منظومة صاروخية مضادة للطائرات بوك - إم». وأفاد بأن الضربة أسفرت عن أضرار مادية غير كبيرة للبنية التحتية وإصابة عسكريين اثنين من القوات المسلحة السورية.
وعكس البيان العسكري الروسي عدم قناعة موسكو بالذريعة التي قدمتها إسرائيل للهجوم، علماً بأن تل أبيب كانت قد أشارت إلى أن غاراتها استهدفت منشأة تابعة لإيران جرى فيها التحضير لنقل أسلحة متطورة إلى لبنان.
لكن الأبرز أن هذا البيان يعد التعليق الأول على المستوى العسكري الروسي لمجريات ميدانية وقعت بعد محادثات الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع الماضي في سوتشي.
وكانت موسكو أشارت قبل وبعد المحادثات إلى أن ملف الغارات الإسرائيلية على سوريا يشكل عنصراً خلافياً، خصوصاً بسبب استهداف مواقع تابعة للحكومة السورية. في حين لم تعلق موسكو نهائياً على استهداف مواقع إيرانية أو تابعة للمجموعات المسلحة الحليفة لطهران.
وكان بوتين أشار خلال اللقاء إلى «ملفات خلافية كثيرة بين موسكو وتل أبيب في سوريا»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن «لدى الطرفين نقاط تلاقٍ مهمة في سوريا».
وفي مقابل تكتم الكرملين على نتائج المحادثات، والاكتفاء بإشارة إلى أهمية اللقاء وبأنه كان ناجحاً، فقد تعمدت الحكومة الإسرائيلية نشر تفاصيل عن تفاهمات جديدة بين بوتين وبنيت تشكل تكريساً للتفاهمات مع رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو.
ووفقاً لبيان للناطق بلسان رئيس الوزراء، فإن الرئاسة الروسية خصصت للقاء ساعتين، لكنه امتد إلى 5 ساعات. وعكس ذلك حرص الطرفين على بحث التفاصيل وإيجاد آليات مشتركة لكسر الجمود الذي أصاب العلاقات بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن «هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول من اللقاء قد تحقق، وهو بناء علاقات وطيدة مع بوتين، تؤكد له أن تغيير رئيس الحكومة في إسرائيل لن يضرّ بالعلاقات والتعاون بين البلدين».
وأضافت أن بنيت «حرص على نقل رسالة لبوتين مفادها أنه توجد للبلدين مصلحة مشتركة في العمل ضد الإرهاب المتطرّف الذي تعد إيران سنداً له وممولاً لأذرعه، وليس فقط في سوريا بل في كل دول المنطقة ويعد تهديداً لكل دول الشمال، بما فيها أوروبا».
ووفقاً لتسريبات الحكومة الإسرائيلية التي لم تؤكدها مصادر روسية، لكنها حظيت بانتشار واسع على صفحات وسائل الإعلام الحكومية الفيدرالية، فإن التفاهمات الجديدة التي توصل إليها بنيت وبوتين، تتضمن حل الخلاف حول الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، ما شكل تراجعاً روسياً محدوداً عن مواقف سابقة، لأن روسيا كانت اتهمت إسرائيل في الشهور الأخيرة بـ«المبالغة والقيام بغارات غير ضرورية»، وطالبتها بإبلاغها مسبقاً وفي وقت مناسب عن هذه الضربات قبل وقوعها، واعتبرت «الغارات على رموز ومواقع النظام السوري تخريباً للجهود الروسية في فرض الاستقرار هناك».
ووفقاً للمصادر، تعهد بنيت بإعطاء الروس «معلومات أكثر دقة وفي وقت أطول قبل تنفيذها». كما تعهد بأن تصبح الضربات أكثر موضعية وألا تستهدف هذه الغارات البنى التحتية ورموز الحكومة السورية. واتفق الطرفان وفقاً للتسريبات على مواصلة العمل على إبعاد إيران والمجموعات الحليفة لها عن الحدود الإسرائيلية.
وقالت هذه المصادر إن الرئيس الروسي وافق على استئناف عمل لجنة التنسيق العسكرية بين الطرفين، التي يقودها نائبا رئيسي أركان الجيشين، بوتيرة أعلى، وتفاهما على دراسة الاقتراح الروسي «لإقامة طاقم مشترك مع إسرائيل، لمواجهة خطر الطائرات المسيرة التي باتت تشكل تهديداً على المنطقة برمتها».
على صعيد آخر، أعلن كوليت في إيجاز صحافي، أن مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» نفذوا 9 عمليات قصف في منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غربي سوريا.
وقال إنه «تم تسجيل 9 عمليات إطلاق نار من مواقع تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي في منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينها 4 في محافظة حلب و3 في محافظة إدلب وعملية قصف واحدة في محافظة اللاذقية وأخرى في محافظة حماة».



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.