على الجميع احترام ما يقدمه مويز مع وستهام

أثبت نجاحاً يستحق التقدير في ولايته الثانية مع الفريق وخطأ الجماهير الغاضبة والمحبطة لحظة تعيينه

مويز ارتقى بوستهام من مصاف الفرق التي تعاني إلى منافس على مراكز المقدمة (رويترز)
مويز ارتقى بوستهام من مصاف الفرق التي تعاني إلى منافس على مراكز المقدمة (رويترز)
TT

على الجميع احترام ما يقدمه مويز مع وستهام

مويز ارتقى بوستهام من مصاف الفرق التي تعاني إلى منافس على مراكز المقدمة (رويترز)
مويز ارتقى بوستهام من مصاف الفرق التي تعاني إلى منافس على مراكز المقدمة (رويترز)

أحدثت ولاية ديفيد مويز الثانية مع وستهام إرباكاً لمشاعر الجماهير الغاضبة والمحبطة في وقت تعيينه، وربما لتوقعاته الخاصة أيضاً بشأن ما يمكن تحقيقه، لكن النجاحات الكبيرة في الفترة الأخيرة تؤكد أنه مدرب يستحق التقدير.
كتب شخص أحمق في هذه الصفحات قبل عامين يقول: «لقد تغيرت كرة القدم بشكل هائل في العقدين الماضيين منذ أن بدأ ديفيد مويز مسيرته التدريبية للمرة الأولى. وبالتالي، فإن هذا الرجل لا يطور الفرق التي يتولى تدريبها كثيراً، كما لا يحط من قدرها كثيراً، لكنه بكل بساطة سيتواجد في عالم التدريب، حتى يصبح من الصعب عليه مواكبة التطورات الجديدة. إنه لن يأخذك في الاتجاه الخطأ لأنه لا يأخذك إلى أي اتجاه من الأساس!».
ونظراً لأن وستهام يونايتد يحتل حالياً المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الثورة الثقافية الهائلة التي غيرت الأجواء داخل النادي وجعلته يشارك في المسابقات الأوروبية، اتضح أن أحدنا – أنا أو هو – قد ارتقى إلى منصب لم يكن مؤهلاً له بشكل واضح، وهذا الشخص هو أنا بكل تأكيد، وليس ديفيد مويز، وهو ما يعني أنني كنت مخطئاً تماماً عندما حكمت على مويز بهذه الكلمات القاسية.
ومع ذلك، فالمرء يتعلم طوال حياته، رغم أنه للوهلة الأولى ليس من الواضح على الفور ما هي الدروس التي يجب أن نتعلمها من ولاية مويز الثانية مع وستهام، والتي حقق خلالها نجاحاً مذهلاً لم يتحد فقط مشاعر معظم الجماهير التي كانت رافضة لعودته، بل تحدى أيضاً توقعات مويز نفسه لما كان يريد تحقيقه مع الفريق. فهل كان هذا دليلاً على أنه كان مديراً فنياً جيداً طوال الوقت؟ وأن المسار الوظيفي الذي قاده من مانشستر يونايتد إلى ريال سوسيداد إلى سندرلاند إلى وست هام، ثم إلى وستهام مرة أخرى، كان مجرد وهم؟ أم أن هناك شيئاً أكثر دقة وتعقيداً يحدث هنا؟
لكن يتعين علينا أن نتذكر أن كرة القدم عودتنا دائماً أنه عندما يحقق أي مدير فني عدداً من الانتصارات فإنه يوصف بأنه عبقري ولا مثل له، وإذا تعرض لعدد من الهزائم فإنه يوصف بأنه غبي ولا يفقه شيئاً في عالم التدريب! وإذا تراجع وستهام ووصل إلى المركز التاسع في جدول الترتيب، فإن الصفات نفسها التي تجعل الجميع يشيد بمويز الآن ستتحول إلى عيوب وأخطاء: انضباطه التكتيكي، وسلوكه الواقعي، والتناوب بين اللاعبين في مباريات الدوري الأوروبي. هذه هي طبيعة كرة القدم التي نعرفها جميعاً.
لكن الشيء المثير للفضول حقاً فيما يتعلق بالعديد من الأحكام في مسيرة مويز التدريبية هو أنها كانت أحكاماً أوتوماتيكية وبدون أي تفكير. فمنذ توليه قيادة مانشستر يونايتد في عام 2013 خلفاً للمدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون الذي أوصى بتعيينه، كان يبدو أن هذا المسار يسير في اتجاه واحد فقط. وحتى لو كنت لا تزال تُصنف مويز كمدير فني جيد، فإن عودته إلى القيادة الفنية لوستهام بعد 19 شهراً فقط من رحيله واعتباره غير مناسب للفريق، كانت محبطة من جميع الجوانب. لقد شاهدنا جميعاً هذا الفيلم من قبل وانتهى بهزيمة مذلة وكارثية أمام بيرنلي بثلاثية نظيفة وتسريب قصص حول غضب اللاعبين من قرار مويز بحظر المايونيز من مقصف النادي!
في الحقيقة، يجب أن تكون هذه نقطة البداية لأي تقييم نزيه وعادل لعمل مويز في وستهام، لأن الجميع كانوا يتوقعون فشل مهمته مع النادي منذ البداية؛ لذا، ربما يكون أحد أسباب عدم الإشادة بالنجاحات التي حققها مويز مع وستهام في الفترة الأخيرة يتمثل في أن تحليل هذه النجاحات بالتفصيل سيعني أن الكثيرين منا كمحللين قد أخطأوا كثيراً في تحليلاتهم لما يمكن أن يقدمه المدير الفني الاسكتلندي. في الواقع، من المحتمل أن يتضمن ذلك إعادة النظر بالكامل في كيفية تقييمنا للمديرين الفنيين، بل والتخلص من العديد من الأفكار المسبقة التي لدينا حول سبب نجاح أو فشل المديرين الفنيين.
ويمكن بسهولة أن يقوم الشخص بتغيير رأيه بشأن ما يقوم به مويز، فيقول مثلاً إنه أصبح يحاول جعل الحصص التدريبية أكثر إمتاعاً، وإن عمله كمراقب تقني في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد جعله أكثر اطلاعاً على الخطط الفنية والتكتيكية، وأن تركيزه الدءوب على الكرات الثابتة قد جعل وستهام أحد أفضل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الأمر. قد يكون هذا صحيحاً وقد يكون أحد الأسباب التي أدت إلى نجاح مويز مؤخراً مع وستهام، لكن على الجانب الآخر يرى آخرون أن العمل اليومي تحت قيادة مويز ممل وأنه لا يعمل بطريقة علمية مدروسة لتحسين مستوى اللاعبين، وربط خطوط الفريق المختلفة مع بعضها البعض كما ينبغي.
وهنا تكمن المشكلة: فرغم كل حبنا للتوقعات، فإن كل هذا لا يعني الكثير، ولا يعني أن مانشستر يونايتد، على سبيل المثال، كان يجب أن يمنح مويز المزيد من الوقت، ولا يعني أن وستهام أخطأ عندما أقاله من منصبه في عام 2018، ولا يعني ذلك أنه يستحق فرصة أخرى مع نادٍ كبير يشارك في دوري أبطال أوروبا. وفي نفس الوقت، ربما كان المدير الفني الألماني توماس توخيل هو الرجل غير المناسب لبروسيا دورتموند في عام 2017، لكنه الرجل المناسب لتشيلسي الآن. وبالتالي، فإن الدرس المستفاد من كل هذا هو أن التدريب يعتمد على العديد من العوامل والظروف المختلفة والتوقيت السليم والتآزر والتشجيع، وقبل كل شيء مجموعة اللاعبين الموجودين في النادي.
وأخيراً، فإن كل ما يمكننا قوله على وجه اليقين هو أن مويز قد نجح أخيراً وبعد خمس سنوات تقريباً من المعاناة، في تحقيق نجاح كبير وأن يحظى بقدر كبير من التقدير والإشادة بما يقدمه. وربما يكون هذا كافياً جداً في الوقت الحالي!



تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.