تحرك عربي لتعزيز سياسات التصدير إلى الأسواق الدولية

جهود لتعزيز التجارة البينية ودعم المرأة في عملية الإنتاج

«المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة» تدعم سياسات حركة الصادرات العربية إلى العالم (الشرق الأوسط)
«المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة» تدعم سياسات حركة الصادرات العربية إلى العالم (الشرق الأوسط)
TT

تحرك عربي لتعزيز سياسات التصدير إلى الأسواق الدولية

«المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة» تدعم سياسات حركة الصادرات العربية إلى العالم (الشرق الأوسط)
«المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة» تدعم سياسات حركة الصادرات العربية إلى العالم (الشرق الأوسط)

تحركت المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة، إحدى أذرع البنك الإسلامي للتنمية، من أجل بناء قواعد قوية لأنظمة التجارة في العالم العربي، لتمكينهم من الدخول إلى نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف، معلنة عن دعم المرأة العربية لتلعب دوراً محورياً في قطاع التجارة.
يأتي تحرك المؤسسة الإسلامية في نطاق إدارتها لبرنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية «الافتياس 2.0» الذي اختتمت جلساتها الخميس المنصرم في مقر البنك الإسلامي للتنمية بجدة، والذي تسعى من خلاله المؤسسة إلى أن تدفع بقطاع التجارة وتحريره في الدول العربية بشكل سريع يمكنها من الوصول إلى الأسواق العالمية.
وقال هاني سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة، رئيس مجلس إدارة برنامج (الافتياس 2.0)، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يبحث عنه البرنامج ويركز عليه بشدة هو دعم الدول العربية لكي يكون لديها أنظمة وسياسات وبرامج واستراتيجيات للتصدير واضحة، مشيراً إلى أن هذا عامل مهم يساعد في استفادة الدولة وبشكل غير مباشر من حجم التجارة البينية، لذلك يجري العمل على تمكين الدول من تصدير كافة منتوجاتها للأسواق بكل سهولة وفقاً للمواصفات العالمية.
وعن المتوقع الوصول إليه مع تنفيذ برامج التجارة، قال رئيس مجلس إدارة برنامج «الافتياس» إن البرنامج العشري الثاني الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي كان يهدف للوصول إلى 25 في المائة للتجارة البينية بين الدول العربية بحلول 2025، ونحن نعمل على أن تتحسن نسبة التجارة البينية بين الدول لتصل على أقل تقدير إلى 20 في المائة خلال الأعوام المقبلة.
وحول الخطوات القادمة، قال سنبل لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس سيبدأ في استقبال الطلبات من الدول لتنفيذ البرامج المعتمدة وتمكين الدول العربية من كافة الفرص الممكنة للاستفادة من المشاريع التي سيجري اعتمادها حسب المعايير والشروط المتفق عليها، لافتاً إلى أنه جرى وضع الأسس للوثائق الأساسية للبرنامج، وكل ما يلزم من آليات لإطلاقه بعد التوافق من الجميع لكافة ما عرض.
وتابع أنه بعد عملية استقبال الطلبات من الدول العربية سيجري على الفور مراجعة كل طلب على حدة من كافة الدول الراغبة في الدعم، ومن ثم تبدأ اللجان المتخصصة للقيام بمهامها في هذا الجانب.
ورغم التأثيرات الخارجية الناتجة عن جائحة «كورونا»، فإن مجلس إدارة «الافتياس» نجح في تعبئته ثلثي الموارد المطلوبة والمقدرة بـ40 مليون دولار، لتنفيذ البرنامج الثاني من الافتياس، ولم يتوقف في عملية تعبئة الموارد مع حشد المانحين من خارج المنطقة ومساهمة بقية الدول العربية خلال الفترة القادمة لدعم البرنامج بشكل قوي يمكنه من تنفيذ برامجه المختلفة لتنمية التجارة العربية.
ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت كافة الدول تدخل ضمن منظومة الدعم، قال سنبل، إن التوجه من إدارة المجلس هو العمل على تغطية أكبر عدد من الدول، خصوصاً أن المرحلة الأولى بلغ فيها عدد الدول المستفيدة من البرنامج 19 دولة، مشيراً إلى أن هناك مشاريع إقليمية وأخرى وطنية، كما أن التحرك يعتمد على نوع الطلب من كل دولة وفق الآليات التي نعمل عليها والتي نسعى من خلالها أن تستفيد كل الدول من البرنامج.
ولفت سنبل إلى أن ما يميز البرنامج هو الشمولية والتي من خلالها يرتكز على فئات جديدة غير التي سبق التعامل معها والتي تشمل دعم المرأة في العالم العربي وأن يكون لها دور في التجارة وزيادة فرص العمل، كذلك الشباب لا بد أن يستفيد من البرامج المقدمة سواء في التدريب أم رفع الكفاءات لهم، مع ضرورة العمل على تخفيف الآثار الناجمة من جائحة «كورونا».
وقدم المشاركون في ختام اجتماعهم، الشكر للدول المانحة «السعودية، مصر، موريتانيا، والجزائر»، كذلك المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والبنك الإسلامي للتنمية، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وصندوق تنمية التجارة، مشددين على أن البرنامج يركز على تحسين بيئة التجارة الدولية في المنطقة العربية وجعلها أكثر كفاءة وشمولية، وخلق فرص العمل والمساهمة في التنمية المستدامة، كما يهتم البرنامج في الأساس بالعمل من أجل الدخول إلى الأسواق الخارجية، وإزالة القيود على التجارة للسلع، والخدمات وتعزيز شمولية التجارة للفئات الأقل حظاً مثل الشباب والمرأة.
يُذكر أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC) أشرفت على تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج الافتياس بين عامي 2013 و2018، بهدف دعم التجارة في المنطقة العربية التي تشكو ضعفاً كبيراً مقارنة بالتجمعات الإقليمية الأخرى في العالم، كما استجابت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في مطلع عام 2019 لطلب الأمين العام لجامعة الدول العربية بتفعيل قرار القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في بيروت عام 2019، والذي دعا المؤسسة لإعداد وإطلاق المرحلة الثانية من برنامج الافتياس.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».