أكثر من نصف الأطفال البريطانيين لا يستخدمون الشوكة والسكين

TT

أكثر من نصف الأطفال البريطانيين لا يستخدمون الشوكة والسكين

كشفت دراسة حديثة أجريت في بريطانيا لاستطلاع آراء آباء أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات أن أكثر من نصف الآباء البريطانيين (54 في المائة) يعترفون بأن أطفالهم لا يستخدمون الشوكة والسكين بشكل صحيح في أثناء تناولهم للوجبات.
وغالباً ما يتخلى 60 في المائة من الأطفال عن جميع أدوات المائدة، ويتناولون الطعام بأيديهم، فيما يتناول 55 في المائة الطعام بأصابعهم باستمرار. وكشفت الدراسة أن ما يقرب من الربع (23 في المائة) من أطفال المملكة المتحدة يلعقون السكين، على الرغم من مطالبتهم بعدم القيام بذلك، في حين أن ما يقرب من الخمس يلعقون الصحن كلما سنحت لهم الفرصة.
ووجدت الدراسة التي أجرتها مؤسسة «Doddl» أن 28 في المائة من الآباء يعترفون بأن أطفالهم يتحدثون دائماً وأفواههم ممتلئة، وهو ما كان الآباء يُنهرون لفعله عندما كانوا في مثل سن أبنائهم.
ويزعم خمسة وثلاثون في المائة أن أطفالهم كثيراً ما يرفضون المجيء إلى الطاولة عندما يدعوهم الأهل للطعام، ويقر 36 في المائة أن أطفالهم دائماً ما يغادرون الطاولة دون أي إذن، على الرغم من أن الأبوين لم يفعلا ذلك أبداً عندما كانا صغاراً.
لذا، ليس من المستغرب أن يعترف 3 من كل 10 آباء (28 في المائة) بأن آداب مائدة أطفالهم باتت مزعجة، حيث يشعر 31 في المائة بالتوتر المستمر بشأن مقدار الفوضى التي يسببها أطفالهم في وقت الوجبات.
ووجدت الدراسة أن 23 في المائة من الأمهات والآباء غالباً ما يشعرون بالحرج عندما يأكلون بالخارج في مطعم مع أطفالهم، واعترف خمسة (20 في المائة) بأنهم يتجنبون تناول الطعام في المطاعم لهذا السبب.
وكشف البحث أيضاً أن الأوقات قد تغيرت منذ أن كان آباء اليوم صغاراً، حيث زعم 69 في المائة أن لديهم نهجاً أكثر ليونة مع أطفالهم عندما يتعلق الأمر بالسلوك على مائدة العشاء. ويتناول 38 في المائة فقط من الأطفال الخضراوات، على الرغم من أن غالبية الآباء كانوا يلتزمون بذلك في مثل سنهم، مما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجه الآباء في تشجيع أطفالهم على اتباع نظام غذائي صحي متنوع.
وعلى الرغم من ذلك، فإن 76 في المائة من الأمهات والآباء يقدمون لأطفالهم الحلوى، بغض النظر عما يتناولونه في الطبق الرئيسي. وينتظر 80 في المائة من الأطفال الحلوى بعد كل وجبة.
وأفاد أكثر من نصف الآباء والأمهات الذين شملهم الاستطلاع، البالغ عددهم 1500 (54 في المائة)، بأنهم يجدون أن غالبية أوقات الوجبات العائلية صعبة للغاية، بينما يعترف 15 في المائة بأن كل وجبة تمثل كابوساً.
واعترف 46 في المائة بأنهم سمحوا لأطفالهم بمشاهدة التلفزيون على الطاولة، وأكثر من الثلث (35 في المائة) يسمحون لأطفالهم باللعب بجهاز لوحي أو هاتف خلال تناول الوجبات لجعل العملية برمتها أكثر سلاسة.
وفي هذا الصدد، قالت ستايسي زيميلز، اختصاصية تغذية الأطفال ومعالجة النطق، إن «هذا البحث يسلط الضوء على مدى صعوبة أوقات الوجبات بالنسبة لكثير من الآباء، ولسبب وجيه، لأن الشاشات المحمولة شغلت مكان وقت تناول وجبات الأسرة في كثير من العائلات. ونتيجة لتلاشي القدوة، وعدم تناول الأطفال للطعام مع عائلاتهم، فقد يكونون أقل استفادة من نظام غذائي متنوع، ولم يعد لديهم ما يدلهم على كيفية استخدام أدوات المائدة.
«الخبر السار هو أن إجراء بعض التغييرات البسيطة يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً. إن تناول الطعام معاً وسط الأسرة باستمرار، وإطلاع الصغار على كيفية تناول الطعام باستخدام الأواني المناسبة للعمر المصممة للأيدي الصغيرة، سيؤدي إلى نتائج إيجابية حول مائدة العشاء، وتقليل الفوضى»، كما يؤكد البحث الذي كشف أيضاً أن 41 في المائة من الآباء المرهقين يعترفون بأنهم تركوا أطفالهم يفعلون ما يريدون في وقت العشاء لأن الأمر لا يستحق المعركة أو الجدل.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.