«الوطني الحر» و«أمل» يتبادلان اتهامات بالسعي لإطاحة الانتخابات

TT

«الوطني الحر» و«أمل» يتبادلان اتهامات بالسعي لإطاحة الانتخابات

اتهم «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، الأكثرية النيابية بالسعي للإطاحة بالانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 27 مارس (آذار) المقبل، قبل أن ترد عليه «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، استكمالاً للسجال الحاصل بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي، على خلفية الانقسام في المجلس النيابي حول موعد الانتخابات النيابية، وتلويح «التيار» بالطعن عليها.
وقالت الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحُر» عقب اجتماعها الدوري برئاسة باسيل، في بيان، إن «تفخيخ قانون الانتخاب على الشكل الذي أصرت عليه الأكثرية النيابية في الجلسة التشريعية الأخيرة، لا يمكن فهمه إلا في سياق وجود رغبة جامحة لدى البعض بتعريض العملية الانتخابية لمخاطر متعددة وصولاً لتطيير الانتخابات التشريعية». ورأت أن «التلاعب الحاصل في قانون الانتخاب، خصوصاً في مسائل المقاعد الستة المخصصة للمنتشرين والبطاقة الممغنطة وتاريخ إجراء الانتخابات، يأتي من خارج المنطق والدستور».
وقالت الهيئة السياسية: «ما يزيدنا يقيناً الآلية التي اتُّبعتْ في إدارة الجلسة التشريعية والتي انطوت على مخالفة دستورية وقانونية فاضحة، إن لناحية هتك مادة دستورية ميثاقية وكيانية من خلال تفسيرها بطريقة اعتباطية وعشوائية وانتقائية، الأمر غير الجائز دستوراً بوجود نص صريح وواضح يحدد الأكثرية النيابية اللازمة للتصويت على رد رئيس الجمهورية لأي قانون بـ٦٥ صوتاً، وإن لناحية اقتصار مناقشة رد رئيس الجمهورية على بندي المقاعد الستة وتاريخ إجراء الانتخابات، والإصرار على إسقاط البند الثالث المتعلق بالبطاقة الممغنطة».
وقال «التيار» إن «كل ذلك يؤكد أن ثمة فريقاً أكثرياً متناغماً في مجلس النواب وعند خطوط التماس المفتعلة، يعمل على التلاعب الفاضح بهذا الاستحقاق الدستوري، وهو ما لا يمكن للتيار أن يقبل به أو يتهاون فيه مهما علا صراخهم فجوراً على شاشات التلفزة».
كما واصل «التيار» هجومه على «حركة أمل» و«القوات اللبنانية» متهماً الطرفين بالقيام «بمقايضة غير أخلاقية يستميت في سبيلها ثنائي تواطؤ الطيونة»، بحسب ما تسمي حركة أمل و«القوات». وأكد أن «استكمال التحقيق العدلي في انفجار المرفأ حتمي بعيداً عن أي استنسابية أو تسييس، تماماً كما جلاء الحقيقة في مجزرة الطيونة بما يؤدي إلى محاسبة مسببيها ومرتكبيها على حد سواء». وقال إن تحقيق هذا الأمر «لا يجوز أن يمنع الحكومة من العمل والإنجاز لمعالجة المشاكل المعيشية ووقف الانهيار وتحقيق الإصلاحات المطلوبة».
وردت «حركة أمل» على بيان الهيئة السياسية لـ«التيار الوطني الحر»، في بيان، أشارت فيه إلى أنه «مرة جديدة يعود تيار الأزمة والتضليل إلى نغمته حول عقدة الصلاحيات والمخالفات الدستورية، في محاولة للهروب من مأزقه وللتعمية على نواياه في إعاقة وتطيير الانتخابات النيابية، ويعمل على استخدام موقع رئاسة الجمهورية لتغطية مشاريعه ومواقفه الملتبسة، وهذا ما لم يعد ينطلي على أحد». وقالت إن «بيان الرئاسة حول تبرير المخالفة الدستورية الفاضحة التي تستوجب محاسبة مرتكبيها في منع إجراء الانتخابات الفرعية لأكثر من سنة ونصف السنة واستخدام هيئة غب الطلب للاستشارات والتشريع بتوجيه من جريصاتي القصر، لا يعني إلا شيئاً واحداً وهو أنه ينطبق على كل انتخابات مقبلة وفي محاولة من الرئاسة للتبرير المسبق لما ينوي التيار القيام به، وهذا ما لن نسمح به، مصرين على إجراء الانتخابات في أوقاتها المحددة في القانون وكما أقرت».
وطالبت التيار بأن «يسأل ماذا سمع فخامة رئيس البلاد من البطريرك الراعي؟ وماذا قال له عن ما جرى مع الرئيس بري؟ وكلام البطريرك على باب القصر الجمهوري هو ردنا على هذا».
وعن الاتهام بالتواطؤ مع «القوات» في أحداث الطيونة، قالت «أمل»: «سخافة طرح المقايضة لن نرد عليها لأنكم تعرفون أنكم تكذبون على أنفسكم والناس في محاولة لإثارة الفتنة وتحريف الوقائع ولن تنجحوا».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).