«العدل الأميركية» تتوصل إلى تسوية بدفع 88 مليون دولار تعويضات لأهالي «ضحايا كراهية»

TT

«العدل الأميركية» تتوصل إلى تسوية بدفع 88 مليون دولار تعويضات لأهالي «ضحايا كراهية»

بعد 6 أعوام على حدوث الجريمة، توصلت السلطات الأميركية إلى تسوية مالية تقضي بموجبها بدفع 88 مليون دولار لأهالي ضحايا جريمة الكراهية التي قُتل خلالها 9 أشخاص من الأميركيين السود، في كنيسة بولاية ساوث كارولاينا 2015. وكانت عائلات الضحايا وبعض الناجين، قد رفعوا دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية بتهمة القتل الخطأ والإصابات الجسدية. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أمس، عن التسوية في حادثة إطلاق النار الجماعي داخل الكنيسة، واصفةً إيّاها بأنها «جريمة كراهية مروّعة تسببت في معاناة لا تُحصى لعائلات الضحايا والناجين». وأفاد بيان العدل بأنه تم التوصل إلى تسوية تدفع بموجبها التعويضات، موضحةً على لسان ميريك غارلاند وزير العدل الأميركي، أنه «منذ يوم إطلاق النار، سعت وزارة العدل إلى تحقيق العدالة للمجتمع، أولاً من خلال عملية قضائية ناجحة لجريمة الكراهية، واليوم من خلال تسوية الدعاوى المدنية». وقالت وزارة العدل، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التسوية تحل مطالبات أسر التسعة الذين قُتلوا في إطلاق النار، وخمسة آخرين كانوا داخل الكنيسة في ذلك الوقت، لافتةً إلى أن التعويضات تتراوح بين 6 ملايين و7.5 مليون دولار لأفراد أسر الضحايا التسعة، و5 ملايين دولار لكل من الناجين الخمسة.
وقالت إليانا بينكني، ابنة قِسّ قُتل داخل الكنيسة: «لن يعوِّض أي مبلغ حياة والدي»، لكن التسوية ستسمح للعائلة «بالتأكد من أن إرثه لن يزول». وأضافت: «هذه خطوة في الاتجاه الصحيح للحكومة لمواصلة الاعتراف بالأميركيين الأفارقة الذين يفقدون حياتهم بشكل يومي». ووصف باكاري سلرز، محامي المدعين، القرار بأنه «يمثل واحدة من كبرى التسويات لمجموعة من قضايا الحق المدني في تاريخ هذا البلد».
وتستند التسوية إلى مزاعم بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان مهملاً ولم ينجح في منع بيع مسدس من تاجر أسلحة لمطلق النار ديلان روف، المحظور قضائياً من امتلاك سلاح ناري. وروف البالغ 27 عاماً الذي قال الادعاء إنه أطلق النار لإشعال «حرب عرقية» حُكم عليه بالإعدام بعد إدانته بتنفيذ المجزرة داخل كنيسة إيمانويل الميثودية في تشارلستون، وهي واحدة من أقدم الكنائس الأميركية الأفريقية في جنوب الولايات المتحدة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».