«مهرجان بيروت للرقص المعاصر».. فرقه العالمية تحتل 3 مسارح لأسبوعين

ينتظره آلاف المتفرجين سنويًا بعد أن أصبح الأهم من نوعه في المنطقة

عرض الافتتاح «طرب» لمهرجان بيروت للرقص المعاصر
عرض الافتتاح «طرب» لمهرجان بيروت للرقص المعاصر
TT

«مهرجان بيروت للرقص المعاصر».. فرقه العالمية تحتل 3 مسارح لأسبوعين

عرض الافتتاح «طرب» لمهرجان بيروت للرقص المعاصر
عرض الافتتاح «طرب» لمهرجان بيروت للرقص المعاصر

للسنة الحادية عشرة على التوالي، يعود «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» (بايبود) الذي ينتظره عشاقه، وتتوافد الجموع الغفيرة لمتابعة فرقه المدعوة التي باتت بحكم العادة، من بين الأمهر عالميا.
الخيارات الموفقة للمهرجان، في دوراته السابقة، لم تجعله يحد من طموحاته، فقد تغيرت إدارته هذه السنة، وانتقلت من المؤسس عمر راجح إلى رفيقة دربه ميا حبيس، رغبة في تجديد الرؤية وأساليب العمل.
وقد عقد مؤتمر صحافي في بيروت، مؤخرا، تحدثت فيه حبيس عن عشر فرق يستضيفها المهرجان هذا العام، بعد أن توطدت صلاته الدولية، حيث سيستقبل أعمالا ذات مستوى رفيع، من بلجيكا، والسويد، وهنغاريا، وبريطانيا، وألمانيا، وهولندا، وفرنسا، وسويسرا، بدءا من الحادي عشر من أبريل (نيسان) الحالي، وحتى السادس والعشرين منه، ستتوزع عروضها على مدار أسبوعين، على ثلاثة مسارح هي «المدينة»، و«بيريت» و«مونتاني»، بالإضافة إلى ذلك تنظم ندوات اختصاصية وحوارات مع فنانين.
وعلى هامش مهرجان «بايبود» ستقام الدورة الرابعة لـ«ملتقى ليمون للرقص العربي المعاصر»، كما جرت العادة، وإن اقتصرت استضافة الفنانين العرب لهذا العام على «الملتقى» دون إدراج عروض عربية في البرنامج.
الافتتاح سيكون مع فرقة «7273» الآتية من سويسرا، وعملها البديع «طرب» المستوحى من الروح الصوفية، حيث يشارك على «مسرح المدينة» في أمسية يفترض أن تكون حاشدة، 12 راقصا لمدة 55 دقيقة في أداء لوحات، تخلط بين أشكال من الرقص متنوعة، لكنها تبدو وكأنها لا تتغير، رغم التنويعات المتلاحقة، لتصب في النهاية في خانة الانتشاء الروحي على الطريقة الصوفية.
ويشهد الثاني عشر من أبريل العرض الجديد للمصمم تيري سميتس، الذي يحمل عنوان «ثورة» أو «ريفولت»، لفرقته «ثور» البلجيكية التي أسسها عام 1990 وحصدت من حينها نجاحات متوالية. خمسون دقيقة من الرقص الجامح للشابة نيكولا ليهي، على «مسرح المدينة» تقدم خلالها صورة مجازية بالجسد، عن القيود الصارمة التي تتعذب تحت وطأتها المرأة، ومعاناتها في رحلتها إلى الحرية والانعتاق.
ومن ألمانيا، يقدم الراقص والمصمم جيفنا فان دينتر، الذي يعمل بين استوكهولم وبرلين، مع زميله تياغو غراناتو المتنقل بين البرازيل وأوروبا، على مسرح بيريت في أقل من ساعة، حوارا جسديا إيقاعيا، يولد مساحة من التجانس شبه الاندماجي، لرجلين احترفا التصميم والرقص معا وقررا مزاوجة أسلوبيهما في عرض مفاهيمي يستحضر الحواس، ويحمل عنوان «هذا مجسد»، وذلك يوم 15 أبريل الحالي.
ومن بريطانيا وعلى «مسرح المدينة» في 17 أبريل، يشاهد جمهور المهرجان عرض «شروق» للراقص والمصمم البديع أكاش أوديدرا، الذي تدرب على أنماط الرقص الهندي الكلاسيكي مثل الـ«كاتاك» و«البهارات ناتيام». هذا العرض الذي يدوم سبعين دقيقة على مسرح المدينة، في الثامن عشر من أبريل، له نفحة شرقية وصوفية نفاذة، وفيه توليفات عصرية وروحانية تستحق المشاهدة. وهو مجموعة من «السولويات» شاركت في تصميمها أسماء لامعة، مثل سيدي لاربي شرقاوي، وراسل ماليفانت وأكرم خان، مع إضاءة ومؤثرات، تضيف إلى أجواء العرض نكهته الخاصة.
ويتضمن برنامج المهرجان عرضا من السويد في 19 أبريل، هو نتاج تجربة بين ثلاثة مصممي رقص، يتحاورون في الحياة، ونقلوا صراعهم الفني الذي ينشأ بينهم أثناء العمل، من أجل اتخاذ القرارات إلى المتفرجين. ألون مارشال، سيمون تانغي وروجير سالا رينر، نراهم يتصارعون على الخشبة رقصا لإثبات مصداقية ما يطرح ويقترح كل منهم، لينشأ في النهاية عرض حواري فني. ويرى المتفرج على «مسرح المدينة» تحولات أجساد هؤلاء الرجال المتواصلة، وكيف يشكلون مع بعضهم فضاءات تعبيرية خيالية.
جان مارتينز من بلجيكا، الذي يخلط بين فن الحكواتي والفن المفاهيمي، له عرض في «مسرح مونتني» يوم 22 أبريل بعنوان «أود تو ثي اتنت»، عبارة عن سولو راقص صممه ليؤديه بنفسه، بعد تصميمه لأعمال شبه «دوغمائية وجازمة»، حيث يشكل هذا العرض الجديد فسحة حرة للعب. عبارة عن بورتريه شخصي أو كولاج، يخلط بين الأصالة، والتلاعب، والانتعاش، وحس الفكاهة، والشجن، وكلها تشكّل مجموعة من التناقضات تؤطّر حركة مارتينز. في هذا العرض أيضا يقف مارتينز أمامك بكل بساطته، ويدعوك لإلقاء نظرة على حاسوبه وعلى ما يجري في رأسه.
أما «هل بدأت بقبلة؟»، فهو عنوان العرض المجري القصير الذي يدوم أقل من نصف ساعة على «مسرح مونتني» للمصممين والراقصين المعروفين روزانا هريبار وغريغور لوستيك، اللذين يعملان معا منذ سنوات وحصلا على جوائز محلية ودولية تكريما لعروضهما المبدعة. عمل يمزج بين التانغو والفكاهة لينحت على الخشبة لوحات عن الصلات الإنسانية والعلاقات الفردية، وما يتلمسه الإنسان من محيطه.
وبما أن لبلجيكا حصة الأسد فإنها ممثلة أيضا بعرض «سويت بيبي سويت» الذي يقدم يوم 23 على «مسرح بيريت» لجان مارتينز، حيث يرى المتفرج عرضا حول الحب التملكي هذه المرة، وانسجامية لافتة بين الحركة والصور والنصوص. وخلال ساعة من الوقت، تتمدد حياةٌ بأكملها على الخشبة. هذا العرض هو طقس يزاوج بشكل حداثي الساذج بالحسي بالرقيق بالألم دون أن يخلو في الوقت نفسه من المواجهة وشيء من الراحة.
العرض الفرنسي يوم السبت 25 على «مسرح المدينة» لفرقة «سني كوا نون» مع كريستوف بيرانجيه وجوناثان برنلاس ديسكور، وهما مصمما رقص يسخّران جهودهما لصالح كتابة فريدة لخشبة المسرح، عبر اعتماد خيارات غالبا ما تكون جذرية. العرض غريب ومستوحى من ظاهرة «exuviae» التي تعبر عن سلخ أو قشر الجلد أو الأجنحة لدى الفقاريات (الأسماك، الزواحف، البرمائيات، الطيور). هنا تكمن نقطة انطلاق الخلق التي تضع تحديات للعرض. يبدأ كل شيء في حمام من الشمع الساخن ذي سوائل شفافة تتحول تدريجيا إلى جسد حي حيواني. تشكل مادة الشمع جوهر هذا العرض. الشمع هو الخيط الذي يربط تفاصيل السرد. وتضبط عملية تحوّل الشمع إلى كتلة جامدة إيقاع الرقص، فتخضعه لتحولات كثيرة وترتقي به ليصبح ساميا. على الخشبة، يقدم موسيقيان مادة صوتية ضبابية وملموسة في الوقت ذاته.
أما عرض الختام الإسباني الذي يقدم على «مسرح المدينة» يوم السبت 26، والذي يحمل عنوان «فليتليس» وما يوحي به من طيران، فهو للراقص والمصمم المعروف بميوله التصويرية والبصرية إلياس أغيري، الذي اعتمد في البدء تقنيات رقص الشارع واستوحى الطبيعة لا سيما الحشرات، وحاز العديد من الجوائز المهمة. عرضه في بيروت يجمع العبث بإيماءات الجسد والرقص لإطلاق العنان لخيال شخصية بنيت حول مفهوم «الطائر الذي لا يستطيع الطيران»، فإذا به يعود إلى عالمه الخيالي لإعادة ابتكار الطبيعة بطرق جديدة وغير معهودة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».