«الشرق الأوسط» تزور أول مركز طبي تونسي لمعالجة مرض ألزهايمر في أفريقيا والشرق الأوسط

مراكز مماثلة يتوقع افتتاحها في السعودية والكويت ولبنان والجزائر والمغرب

«الشرق الأوسط» تزور أول مركز طبي تونسي لمعالجة مرض ألزهايمر في أفريقيا والشرق الأوسط
TT

«الشرق الأوسط» تزور أول مركز طبي تونسي لمعالجة مرض ألزهايمر في أفريقيا والشرق الأوسط

«الشرق الأوسط» تزور أول مركز طبي تونسي لمعالجة مرض ألزهايمر في أفريقيا والشرق الأوسط

لم يكن من الصعب الوصول إلى أول مركز طبي لمعالجة الزهايمر على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، فبمجرد سؤال أحد المارة كانت إشارته واضحة أنه في مكان هادئ على الجانب الأيمن من الشارع. كان الموعد محددا وكانت مسؤولة الاستقبال في استقبالنا وعلى الفور توجهنا إلى الدكتورة عفاف الهمامي مديرة هذا المركز الطبي المتخصص في علاج أحد الأمراض التي باتت منتشرة بكثرة في صفوف التونسيين.
في البداية أعلمتنا الدكتورة عفاف الهمامي أنها كانت تعمل في فرنسا في مجال البحوث الطبية بإحدى المؤسسات المتعددة الجنسيات قبل أن تقرر العودة إلى تونس وافتتاح هذا المركز بشراكة مع هياكل مختصة من الولايات المتحدة الأميركية وذلك خلال منتصف شهر يناير (كانون الثاني) 2014.
وبشأن هذا المرض، قالت الهمامي إنه يصيب المخ ويتقوى بصفة تدريجية، يتسبب في حصول نقص في الوظائف العقلية وفي فقدان الذاكرة، إلى درجة يصبح معها العمل الاجتماعي والوظيفي غير ممكن، إضافة إلى عدم القدرة على التركيز أو التواصل مع الآخرين. وأضافت أن هذا المرض الذي ينعكس سلبا على المريض وعلى عائلته نتيجة العبء المادي والمعنوي الذي يتسبب فيه، وليس للمرض علاج، إلا أن علاجات خاصة يمكن توفيرها وتتيح الحد من تطور هذا المرض. وعن أعراض هذا المرض، أفادت أنها تتمثل بالخصوص في النسيان والاكتئاب وعدم الإدراك والإحساس بالمكان والزمان، وأوضحت أن أسباب هذا الداء متعددة إلا أن سببه الفعلي لم يتم تحديده بعد. وعبرت عن أملها في أن يتم ضم مرض الزهايمر إلى لائحة الأمراض المزمنة مثله مثل السكري وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
وتعد تونس اليوم أكثر من 30 ألف مصاب بمرض الزهايمر. وتفيد التوقعات بأن هذا العدد قد يتجاوز 60 ألف حالة مع حلول سنة 2020 مع زيادة هرم السكان وارتفاع عدد المسنين. ويعاني 10 في المائة من التونسيين الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر من أمراض الخرف.
وبشأن فكرة تأسيس هذا المركز الطبي المتخصص في تونس، قالت الدكتورة عفاف الهمامي أن فترة إنجاز هذا المشروع دامت سنتين بكلفة إجمالية ناهزت 500 ألف دينار تونسي (نحو 250 ألف دولار أميركي). وسيمكن المركز توفير وظائف عمل لـ50 متخصصا طبيا وشبه طبي خلال السنة الأولى تزداد تدريجيا خلال السنوات التالية. وأوضحت أن فكرة إنجاز هذا المركز نابعة من عدم توفر هيكل مختص في علاج الزهايمر والتكفل بمرضاه في تونس.
ويفتح المركز أبوابه أمام عدد من الأطباء المختصين في الطب العام وطب الأعصاب والشيخوخة والطب النفسي وغيرها من الاختصاصات التي تمكن من توفير العلاج المناسب والمتكامل للمريض.
وأشارت مديرة هذا المركز الطبي المتخصص في علاج الزهايمر إلى أن الأطباء والممرضين ومختلف الاختصاصات الطبية تتوجه إلى المريض والعائلة أثناء فترة العلاج ويبقى المركز في علاقة دائمة مع عائلة المريض للتعرف على مختلف خصوصياته الحياتية المفيدة في نجاح العلاج. وأضافت أن المركز الطبي يتكفل بالمرضى خلال ساعات اليوم فقط (مركز طبي نهاري) ويرجعه إلى أهله نهاية اليوم للحفاظ على الاندماج في المحيط العائلي. وتتكلف حصة العلاج اليومي والتكفل الطبي والحياتي بنحو 100 دينار تونسي (نحو 60 دولارا أميركيا).
وبشأن الصعوبات التي لاقتها في إدارتها لهذا المركز الطبي، قالت د. الهمامي إن عدم توفر الأرضية المناسبة للعمل في هذا الاختصاص الطبي وضعف التقاليد في هذا الباب ونظرة المجتمع الدونية لمن ضعفت ذاكرته، زادت مهمة العمل صعوبة، ولكن النتائج التي تحققت خلال ظرف زمني وجيز هي التي دفعت الجميع لمواصلة العمل وإنجاح هذه التجربة.
وبسؤالها عن إمكانية بعث مراكز أخرى في تونس والعالم العربي، قالت الهمامي أن المركز الطبي التونسي لمعالجة الزهايمر يعتبر مركزا نموذجيا وهو محط أنظار عدة مؤسسات دولية كبيرة تسعى لدخول هذا المجال. وأكدت أن عدة دول عربية ستدخل نفس التجربة في القريب العاجل ومن بينها المملكة العربية السعودية والكويت ولبنان والجزائر والمغرب، وليبيا في حال استقرار الأحوال السياسية بها، إضافة إلى تركيا.
وأسرت لنا الدكتورة عفاف الهمامي أن المركز الطبي لمعالجة الزهايمر لا يمكن أن نقارنه بمراكز المسنين الحكومية التي تؤوي كبار السن ولا تجوز المقارنة بينهما على حد تعبيرها. ولهذا السبب تضيف محدثتنا أنها رفضت تسلم بعض كبار السن لأن أفراد عائلاتهم حاولوا التخلص منهم فحسب، وتفادي أعباء الاهتمام بهم وليس تلقي العلاج.
وحول دور الاختصاصيين الطبيين الساهرين على علاج المرضى، قالت أميرة المصمودي الأخصائية النفسية في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إن معالجة مرض الزهايمر والتكفل به تمكن من تأخير المرض من 10 إلى 20 سنة. وأضافت أن المعالجة تعتمد على ما هو موجود من طاقات لدى المصابين بالمرض وليس الإمكانات التي فقدوها بسبب المرض. وعن نظرة العائلة التونسية إلى المصابين بمرض الزهايمر، أشارت إلى اتهام بعض العائلات لأفرادها المصابين بأن العملية من تدبيرهم للتنصل من المسؤوليات العائلية. وقالت إن بعض المرضى يصابون بالاكتئاب والاضطرابات السلوكية بسبب إحساسهم أنهم باتوا عالة على الآخرين بعد أن كانوا أفرادا فاعلين في محيطهم العائلي والمهني.
وقالت إن المركز لا يقتصر على الدور العلاجي فحسب، بل يتجاوز هذا الأمر إلى الوقاية وتوعية المريض وأيضا عائلته. وقالت إن من بين من يتلقون العلاج رؤساء مؤسسات ومسؤولين سابقين من الحجم الثقيل على حد تعبيرها.
وفي السياق ذاته تحدثت «الشرق الأوسط» إلى مروى القيزاني (مساعدة على الحياة) عن تراجع مستويات الإصابة بشكل كبير بعد فترة وجيزة من العلاج، وقالت إن بعض الحالات الواردة إلى المركز الطبي كانت لا تقبل على الحياة بشكل عام وترفض الحديث مع الآخرين وفي غضون أيام قليلة شهدت حالاتهم تحسنا ملحوظا.
وبشأن قدومها إلى مركز معالجة الزهايمر وظروف العمل والإحاطة بالمرضى، أكدت القيزاني أن ممارسة العمل في هذا المركز تتجاوز حدود تعاطي مهنة طبية إلى الاهتمام بوضعيات إنسانية في حاجة إلى المساعدة. وهذا الاهتمام هو الذي يؤدي على حد قولها إلى التعافي بسرعة ومحاولة إدماج المصابين من جديد في الحياة العامة.
في نهاية الزيارة، سألنا الدكتورة عفاف الهمامي عن سر سيطرة العنصر النسائي على معظم المواقع الطيبة داخل مركز معالجة الزهايمر، فأكدت أن هذه ظاهرة عامة في مختلف البلدان فالعناية بالمرضى وطول البال والصبر طباع متوفرة لدى المرأة قبل الرجل. وقالت هذا الأمر موجود كذلك في الولايات المتحدة الأميركية وليس بدعة تونسية. وأضافت قولها «لا تحمل هما فبعض المتكفلين بالمرضى قد يصابون بالمرض قبل مرضاهم»!



آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
TT

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي» الذي يقام تحت رعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، تحت عنوان «جودة العلاج القائم على البحث العلمي والابتكار»، الذي تنظمه كل من جامعة المستقبل وجامعة الملك عبد العزيز، وتستمر فعالياته خلال يومي السبت والأحد في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة.

أهداف المؤتمر

ضمن لقاءات حصرية لملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، أوضح الدكتور محمد صالح الشتيوي رئيس جامعة المستقبل رئيس المؤتمر - أن المؤتمر العالمي السادس للجودة والطب النبوي القائم على الأدلة يحمل شعار «آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي لتحسين حلول الرعاية الصحية وجودة الحياة ومستقبل صناعة الأدوية»، وأنه يوفر منصة مبتكرة وشاملة لعرض أحدث الأبحاث والتطورات المتعلقة بمفاهيم العلاج والوقاية والتشخيص والتعامل مع مختلف الأمراض، باعتبارها نهجاً شاملاً لتحسين جودة الحياة.

شعار المؤتمر

وعن أهداف المؤتمر، صرحت لـ«صحتك» الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني نائبة رئيس المؤتمر - رئيسة اللجنة العلمية - مديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بأن المؤتمر «السادس» يهدف إلى تقديم رؤية شاملة للأبحاث العلمية المبتكرة وبراءات الاختراع، وتطبيقاتها، وتأثيرها على رفع مستوى الصحة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه الأبحاث في دعم صناعة الأدوية لتحقيق اقتصاد حيوي ومستدام.

وأضافت أن هذا المؤتمر يُعد من أهم المؤتمرات البحثية، حيث يستضيف أكثر من 52 طبيباً وباحثاً وعالماً متميزاً من 34 جامعة محلية ودولية. كما يمثل فرصة كبيرة ومرجعاً قيماً للباحثين وطلاب الدراسات العليا للاستفادة من خبرات هؤلاء العلماء. وسيتم عرض أكثر من 200 ورقة بحثية منشورة في مجلات علمية معتمدة و13 براءة اختراع. وسيغطي البرنامج مواضيع متعددة لتحسين جودة الحياة.

وصرح الدكتور سليم بن صالح السليم، مساعد رئيس الجامعة للبحث العلمي وخدمة المجتمع، جامعة المستقبل - رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر - بأن المؤتمر يعمل على رفع الوعي الصحي من خلال الأبحاث العلمية في مختلف المجالات والتخصصات الطبية، ويهتم بتعزيز استراتيجيات تطوير ثقافة البحث الابتكاري باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك توزيع جوائز لأفضل الباحثين. وسيتم مناقشة الرؤية المستقبلية للاستفادة من الأبحاث المبتكرة وبراءات الاختراع لاكتشاف الأدوية، وصولاً إلى اقتصاد حيوي مستدام، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال البحث العلمي.

أبرز الدراسات والابتكارات العلمية

* اكتشاف تراكيب جديدة مشتقة من الإبل. يستعرض، في المؤتمر، البروفسور أ.د. شاكر موسى، أستاذ علم الصيدلة ومؤسس شركة نانو فارماسيوتيكالز في نيويورك، خبرته في تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار، وحليب الإبل، ولاكتوفيرين لتطوير أدوية فعالة، بما في ذلك منتجات مثل تمر العجوة، والمسك، والحبة السوداء.

كما يستعرض تطوير أدوية مبتكرة مستوحاة من مكونات الإبل لعلاج الأمراض المزمنة، كتطوير هيبارين منخفض الوزن الجزيئي وغير مضاد للتخثر لعلاج فقر الدم المنجلي، والذي أثبت فعالية أعلى من العلاجات التقليدية بفضل آليات عمله المتعددة. يعمل هذا الدواء كمضاد للمنجلية ومضاد للتخثر، مما يساهم في منع أو حل أزمات الخلايا المنجلية بشكل سريع.

كما أظهر دمج الجزيئات متناهية الصغر من الهيبارين ولاكتوفيرين الموجود في حليب الإبل توافراً حيوياً عالياً عند الاستخدام الفموي، مما يعزز فاعليته في علاج الخلايا المنجلية والسرطان والأمراض الالتهابية والمعدية.

* الذكورة والأنوثة بين التصحيح والتغيير. يقدم البروفسور أ.د. ياسر صالح جمال، استشاري وأستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر استعراضاً للفروق بين تصحيح الجنس وتغيير الجنس، مع تقديم تعريف دقيق لكل منهما وتسليط الضوء على الآثار المترتبة عليهما. كما سيوضح الرؤية الإسلامية تجاه كلا المفهومين، مدعومة بالأدلة المستمدة من النصوص الشرعية والمبادئ الإسلامية، مع تسليط الضوء على الموقف الشرعي لهذه القضايا الدقيقة، وتوفير تحليل شامل للأسباب التي تبرر الرؤية الإسلامية وتدعمها.

* الطب النبوي والطب التجديدي: رؤية جديدة في العلاج. تستعرض البروفسورة أ.د. صباح صالح مشرف، استشارية وأستاذة الجراحة التجميلية وباحثة في الكرسي العلمي للتطبيقات العلاجية في الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، خلاصة خبرتها السريرية الممتدة لأكثر من 14 عاماً في علاج التهاب المفاصل المزمن باستخدام الحقن داخل المفصل لميكروغرافت الدهون الذاتية التي تحتوي على الخلايا الجذعية، التي أثبتت فعاليتها كعلاج تجديدي يساهم في تحسين الحالات المزمنة وإصلاح الأنسجة التالفة، مع تعزيز قدرات الجسم الطبيعية في الشفاء وتجديد الأنسجة، وبأقل تدخل جراحي ممكن.

الطب النبوي يبرز كونه مصدر إلهام لهذه الأساليب، حيث يشير إلى وجود خلايا جذعية في الأنسجة الدهنية، مثل شحم ذيل الأغنام الذي استخدم لعلاج عرق النسا. كما يُذكر وجود هذه الخلايا في حليب الأم، إضافة إلى تسليط النصوص النبوية الضوء على الإعجاز في خلق الإنسان من عظمة العصعص (العجز).

تقدم هذه التجربة نموذجاً عملياً يدمج بين التراث النبوي والطب الحديث، مما يفتح آفاقاً جديدة للعلاج ويعزز من فهمنا للعلاقة بين العلوم الحديثة والممارسات النبوية التقليدية.

قيمة التمور ومياه زمزم الطبية

* التمر: كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة. تقدم البروفسورة أ.د. سعاد خليل الجاعوني، أستاذة أمراض الدم والأورام وأمراض دم الأطفال بكلية الطب، ومديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، تحليلاً شاملاً للبيانات المتعلقة بالقيمة الغذائية والطبية للتمور وبذورها.

تحتوي التمور على مجموعة واسعة من المغذيات الهامة مثل الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والألياف، والمعادن، مما يمنحها خصائص دوائية واعدة. تشمل هذه الخصائص مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب، ومضادات السكري، وخصائص مضادة للميكروبات والسرطان، بالإضافة إلى دورها في حماية الكبد، والكلى، والجهاز العصبي.

تشير نتائج الدراسات إلى أن نخيل التمر يُعد حجر الزاوية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة. كما أن القيمة الغذائية والخصائص الدوائية للتمور تدعم تطوير أغذية وظيفية ومكملات غذائية تعزز الصحة العامة. علاوة على ذلك، يمكن أن تُستخدم مستخلصات التمور كمكونات طبيعية بديلة للأدوية الصناعية، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج العديد من الأمراض بطرق آمنة وفعالة.

* حقائق طبية وعلمية عن ماء زمزم مبنية على الأدلة. سيقدم البروفسور أ.د. حامد متولي قسم الأحياء، كلية العلوم التطبيقية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة - في المؤتمر خريطة علمية متكاملة لمعرفة أثر ماء زمزم الوقائي والعلاجي في الإنسان والحيوان والنبات. حيث أثبتت التجارب المختبرية الأولية أن المستخلصات الطبيعية المنتجة باستخدام ماء زمزم كمذيب للمواد الفعالة قد أعطت مؤشرات ونتائج واعدة لفاعلية هذه المستخلصات الطبيعية وزيادة في قدرتها العلاجية. يتوقع فريق الدراسة إضافة مساهمة كبيرة للمجتمع البحثي في مجال المستخلصات الدوائية من منتجات طبيعية باستخدام ماء زمزم والمتفردة فيه المملكة العربية السعودية، مما يزيد من فرص الاستثمارات في هذا المجال لإنتاج مركبات دوائية عالية الكفاءة العلاجية.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في إزالة السموم من المعادن الثقيلة. ستقدم الدكتورة زهرة خليفة، استشارية طب الأسرة، دكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة - مملكة البحرين - في المؤتمر عرضاً عن تأثير المعادن الثقيلة على صحة الإنسان، مع تقييم الأدلة المتوفرة حول فعالية العلاج بالحجامة الرطبة كاستراتيجية محتملة لإزالة السموم، حيث تعتمد أساليب إزالة السموم التقليدية بشكل رئيسي على التدخلات الغذائية والطبية.

إن التلوث بالمعادن الثقيلة الناتج عن التلوث البيئي يشكل تهديداً كبيراً لصحة الإنسان. تتراكم المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والكادميوم، والزئبق، والزرنيخ في الجسم عبر الجهاز التنفسي، أو الطعام، أو التعرض المباشر. ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه العناصر السامة إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات الجهاز العصبي، والكلى، والنمو.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في تخفيف الألم. سيقدم الدكتور محمد سعد المحياوي، أستاذ مشارك واستشاري علم الالتهابات والمناعة، بكلية الطب، جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر دراسة محكمة لتقييم فوائد الحجامة الرطبة على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة. خلصت الدراسة إلى أن الحجامة الرطبة يمكن اعتبارها علاجاً تكاملياً وفعّالاً لتخفيف الألم وتحسين حياة المرضى، ما يعزز من دورها بوصفها خياراً طبياً شاملاً للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن.

تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار وحليب الإبل

قوة الصمغ العربي

* القوة الطبيعية للصمغ العربي: تعزيز الصحة وطول العمر. تستعرض البروفسورة أ.د. أميمة صابر، خبيرة أمراض الجهاز الهضمي والكبد للأطفال بجامعة الخرطوم، أهمية الصمغ العربي كبريبايوتك طبيعي لتعزيز الصحة وطول العمر. ويُعد الصمغ العربي البريبايوتك الطبيعي الوحيد المعروف، وقد اعترفت بسلامته إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

تشمل فوائده الصحية تقليل مخاطر أمراض القلب، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وإدارة الوزن، وعلاج أمراض الكلى المزمنة، والسكري، والحساسية الغذائية، والعدوى. يعزز الصمغ العربي صحة الأمعاء ويحسن المناعة، مما يجعله غذاءً وظيفياً أساسياً.

تعتمد التوصيات على أبحاث حول تكوين الصمغ العربي، توزيعه، ودوره في مواجهة أمراض نمط الحياة الناتجة عن التلوث البيئي والجيني. استخدمه سكان أفريقيا الأصليون لعقود لتحسين الصحة وإطالة العمر، مما يبرز قيمته بوصفه علاجاً طبيعياً مبتكراً.

* تأثير الثيموكينون على تكوين الأسنان. تقدم الدكتورة هنادي عبد الله الوافي استشارية أسنان الأطفال بكلية البترجي الطبية بجدة - في المؤتمر نتائج الدراسة التي تثبت تأثير الثيموكينون (TQ)، المكون النشط في الحبة السوداء (Nigella sativa)، على تكوين الأسنان (Odontogenesis) في خلايا لب الأسنان البشرية الطبيعية. وتهدف الدراسة إلى تقييم تأثير الثيموكينون على كفاءة ارتباط الخلايا، ومعدل تكاثرها، وتكوين الأسنان من خلال قياس نشاط إنزيم الفوسفاتيز القلوي (ALP) ومستوى تعبير بروتين السيالوبروتين الخاص بالعاج (DSP).

* تأثير زيت الحبة السوداء على أعراض «كوفيد - 19» الخفيفة. سيقدم الدكتور عبد الرحمن عماد كوشك، أستاذ مشارك في العقاقير والطب النباتي قسم المنتجات الطبيعية والطب البديل كلية الصيدلة، جامعة الملك عبد العزيز بجدة - في المؤتمر دراسة أجريت في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، استهدفت تقييم فعالية زيت الحبة السوداء في تسريع التعافي من «كوفيد - 19» الخفيف. أظهرت النتائج أن نسبة التعافي في المجموعة العلاجية بلغت 70 في المائة، مقارنة بـ45 في المائة في المجموعة الضابطة، مع وقت تعافٍ أقصر (9.9 يوم مقابل 11.6 يوم). احتاج 3 مرضى من المجموعة الضابطة إلى دخول المستشفى مقارنة بمريض واحد في المجموعة العلاجية. خلصت الدراسة إلى أن زيت الحبة السوداء يعزز التعافي ويقلل احتمالية دخول المستشفى، مما يدعم إمكانيته كونه علاجاً داعماً فعالاً لـ«كوفيد - 19» الخفيف.

وهكذا، فإن المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي يُعد منصة استثنائية تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تسلط الضوء على حلول علمية مبتكرة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض ودعم التنمية المستدامة.

* استشاري طب المجتمع.