قرار حوثي بفصل 200 موظف يعملون في القناة التعليمية بصنعاء

TT

قرار حوثي بفصل 200 موظف يعملون في القناة التعليمية بصنعاء

في حين تواصل ميليشيات الحوثي حملتها لتغيير المناهج الدراسية وفقاً لاعتبارات مذهبية، كشفت مصادر في وزارة الخدمة المدنية بصنعاء، عن أن الميليشيات بدأت في إحلال عشرات الآلاف من أتباعها كموظفين في مؤسسات الدولة المسيطرة عليها بعد أن قررت فصل أكثر من 130 ألف موظف بحجة الإحالة للتقاعد، وذلك بعد أن قامت بفصل عشرات الآلاف بحجة الغياب أو الانتقال إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
في هذا السياق، أفادت مصادر تعليمية لـ«الشرق الأوسط»، بأن ميليشيات الحوثي التي تعاني من عجز في تمويل الكتاب المدرسي الذي تم تغيير معظم محتواه إلى محتوى يكرس المذهبية، وتمجيد فكر ورموز قادة الميليشيات، فرضت على الطلاب دفع قيمة الكتب الدراسية، ودفعت بكميات كبيرة منها إلى السوق السوداء بعد أن أوقفت توزيعها مجاناً كما كانت تعمل الحكومات المتعاقبة في اليمن منذ ستينات القرن الماضي.
وقالت المصادر، إن ميليشيات الحوثي وعبر وزارة التربية التي يقودها يحيى الحوثي شقيق زعيم الميليشيات، ونائبه القاسم الحمران، وهو صهر زعيم الميليشيات تواصل عملية تغيير المناهج الدراسية وإحلال عناصرها بدلاً عن المعلمين الذين يتم فصلهم.
المصادر بينت، أن الآلاف من المعلمين وبعد أن قطعت الميليشيات رواتبهم ذهبوا للبحث عن أعمال أخرى لإعالة أسرهم، حيث يعمل بعضهم في البناء والآخرون في سيارات الأجرة أو في محال تجارية، في حين فرّ آخرون إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية؛ خوفاً من الاعتقال بسبب رفضهم الانقلاب وتدريس مناهج تكرس الطائفية والسلالية.
وبحسب المصادر، سارعت الميليشيات إلى إحلال عناصرها بدلاً عنهم، كما عمدت إلى التضييق على الآخرين، حيث تقوم بصرف رواتب شهرية لمن يعمل معها وتحرم الآخرين حتى يضطرون إلى لانقطاع ويتم استبدالهم.
وفي واحدة من أبرز هذه الممارسات، كشفت وثائق وزّعها موظفون في وزارة التربية عن قيام شقيق قائد الميليشيات بتنفيذ واحدة من أكبر عملية الفرز الطائفي لوظائف الدولة العليا والدنيا، حيث أنهى خدمة أكثر من مائتي موظف في القناة التعليمية وديوان عام الوزارة وإحلال عناصر الميليشيات بدلاً عنهم، بعد أن حرمهم من رواتبهم مثل بقية موظفي الدولة بمناطق سيطرة الجماعة منذ أعوام عدة، وقال الموظفون، إن الاستهداف كان شمولياً؛ إذ تم إقصاء وتهميش كل من لا تربطه صلة بالميليشيات.
وفي مدينة إب (170 كم جنوب صنعاء)، قال أولياء أمور لطلاب يدرسون في مدرسة النهضة الثانوية (أكبر مدرسة في المدينة)، إن مدير المدرسة، ويدعى قاسم الأسطى، قام بفصل بعض الطلبة الذين لم يحضروا احتفالية ذكرى «المولد النبوي» الذي أقيم في المدينة بعد أن اتهمهم بالكفر هم وآباءهم.
وبحسب المصادر، فإن مدير المدرسة أقدم على فصل الطلبة بسبب عدم حضورهم فعاليات الحوثيين الخاصة بالمولد النبوي، ورفضهم العقوبة التي فرضت عليهم بإصلاح عدد من المقاعد الدراسية والطاولات، حيث كانت الميليشيات ألزمت مديري المدارس بإحضار كل الطلبة إلى تلك الفعاليات، والتأكد في الموقع من الحضور والغياب، ومعاقبة من يغيب إذا ما أراد مديرو المدارس الاحتفاظ بمواقعهم.
وفي اتجاه آخر، وبينما تواصل ميليشيات الحوثي التصعيد العسكري ورفض مقترحات إحلال السلام، توقعت الأمم المتحدة حدوث زيادة مقلقة في مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام الحالي. وبحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن اليمن لا يزال يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 20.7 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.