باسيل يهاجم «أمل» و«القوات» بعد مساعي الراعي لحل أزمة الحكومة

نائب في كتلة بري اتهمه بـ«أخذ البلد نحو الخراب»

TT

باسيل يهاجم «أمل» و«القوات» بعد مساعي الراعي لحل أزمة الحكومة

عقد الهجوم الذي شنه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على «حركة أمل» و«القوات اللبنانية»، المساعي التي بذلها البطريرك الماروني بشارة الراعي باتجاه إيجاد حل للأزمة الحكومية عبر مخرج قانوني ينهي أسباب عدم اجتماع الحكومة، وهو ما أعاد الأمور إلى المربع الأول، بحسب ما قالت مصادر نيابية في «الثنائي الشيعي».
وهاجم باسيل «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، و«القوات اللبنانية» التي يرأسها سمير جعجع من غير أن يسميهما، قائلاً في تغريدة له: «عندما تحدثت عن تواطؤ ثنائي الطيونة قامت القيامة. هذا التواطؤ شاهدناه في الشارع على دم الناس وفي مجلس النواب على قانون الانتخاب وحقوق المنتشرين». وأضاف «سنشاهد هذا التواطؤ قريباً في المجلس النيابي وفي القضاء على ضحايا انفجار المرفأ والطيونة سوية». وختم باسيل تغريدته بالقول: «لا لطمس الحقيقة بأكبر انفجار شهده لبنان والعالم مقابل تأمين براءة المجرم».
وقالت مصادر «الثنائي الشيعي» إن هذا الموقف عقد المبادرة التي حملها البطريرك الراعي إلى رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة أول من أمس، ووافق عليها الرؤساء الثلاثة. وتقضي المبادرة التي تعالج المسألة دستورياً، بأن يستعيد المجلس النيابي دوره عبر محاكمة الوزراء السابقين المُدعى عليهم من قبل المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، أمام «المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء»، وهو حل وافق عليه الرؤساء الثلاثة بحسب ما قال البطريرك الراعي خلال جولته عليهم أول من أمس، وذلك يعد مخرجاً مقبولاً للأزمة التي تنامت أخيراً، وعطلت مجلس الوزراء عن الانعقاد.
وفي مؤشر على تداعيات تغريدة باسيل، رد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية النائب علي بزي في بيان على ما جاء في تغريدة باسيل بالقول: «هدف كل تغريداتك الإطاحة بالتوافق الذي تم بين الرؤساء وغبطة البطريرك وأخذ البلد نحو الخراب».
وقبل تصريح باسيل، سادت أجواء إيجابية تجاه الحل الذي طرحه الراعي، عبر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد زيارته رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، حيث أمل أن تبصر مبادرة الراعي النور قريبا «وتؤدي إلى حل مسألة توقف عمل مجلس الوزراء وعودته إلى الالتئام». وأعلن ميقاتي «إننا حريصان، رئيس الجمهورية وأنا، على أن نعود جميعا إلى طاولة مجلس الوزراء، كي يكون البحث على هذه الطاولة لإيجاد الحلول المطلوبة، ولكن الأهم اليوم هو تنقية الأجواء، وأن يتم تصحيح المسار القضائي وتنقيته بالكامل، وفق القوانين المرعية وأحكام الدستور».
وكانت الأجواء الإيجابية انسحبت على آخرين، أبرزهم نائب رئيس مجلس النواب ايلي إلفرزلي الذي قال إن مبادرة الراعي «أتت في مكانها وزمانها وكسرت الجمود القاتل في الواقع السياسي وفتحت كوة في جدار الأزمة». ولفت إلى «أهمية الأسلوب الذي سيتبع لبلوغ الأهداف المرجوة، كما إلى أشار إلى أهمية توافق الرؤساء الثلاثة»، مشددا على أن «الذهاب إلى المسار الدستوري هو أمر في غاية الأهمية»، وأمل في حديث إذاعي في أن «تسلك هذه المبادرة الطريق اللازم لإيجاد حل للوضع المتخبط».
بدوره، أعرب النائب فريد هيكل الخازن بعد زيارته الراعي في بكركي أمس، عن ارتياحه للجولة التي قام بها البطريرك على المسؤولين السياسيين وقال: «ارتحت لكونه تمكن من التوصل إلى مخرج لهذه الأزمة»، لافتاً إلى أنه «مخرج قانوني ودستوري، يقدر أن ينقل البلد من جحيم النار إلى بر الأمان ويأخذ البلد خلال الأشهر الستة المقبلة إلى الانتخابات النيابية التي تحدد الأحجام السياسية في البلد والمعادلة السياسية والتوازنات السياسية التي ستحكم البلد في المرحلة المستقبلية».
ولا يزال السجال بين «التيار الوطني الحر» و«حركة أمل» متواصلاً على خلفية التباينات حول موعد الانتخابات النيابية. وقالت كتلة «التنمية والتحرير» أمس إنها «تأسف لأن يفوت البعض عن سابق إصرار وترصد فرصة تاريخية على اللبنانيين طال انتظارهم لها، وهي إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي يتضمن كوتا نسائية وتخفيض سن الاقتراع إلى 18 عاما، يرتكز على النسبية ولبنان دائرة واحدة أو كحد أدنى المحافظات التاريخية كدوائر انتخابية مع مجلس للشيوخ يراعي التمثيل الطائفي». وأضافت «أما وقد اختار المجلس النيابي والحكومة الذهاب إلى الاستحقاق الانتخابي استناداً إلى القانون الحالي، فإننا نؤكد تمسكنا واستعدادنا لإنجاز هذا الاستحقاق الوطني الدستوري في المهل والمواعيد التي سيتم التوافق عليها وستواجه الكتلة أي محاولة تحت أي حجة للتأجيل أو التمديد».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».