«داعش» يوسع رقعة نفوذه إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق بعد أشهر من محاصرته

مقاتلو «الحر» و«أكناف بيت المقدس» اشتبكوا مع «داعش» لمنعه من السيطرة على المخيم

صورة تعود لأبريل العام الماضي تظهر موظفي وكالة الأونروا يوزعون الأغذية على سكان المخيم المحاصر من قبل النظام
صورة تعود لأبريل العام الماضي تظهر موظفي وكالة الأونروا يوزعون الأغذية على سكان المخيم المحاصر من قبل النظام
TT

«داعش» يوسع رقعة نفوذه إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق بعد أشهر من محاصرته

صورة تعود لأبريل العام الماضي تظهر موظفي وكالة الأونروا يوزعون الأغذية على سكان المخيم المحاصر من قبل النظام
صورة تعود لأبريل العام الماضي تظهر موظفي وكالة الأونروا يوزعون الأغذية على سكان المخيم المحاصر من قبل النظام

قالت مصادر المعارضة السورية في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن مقاتلين من تنظيم «داعش»، تسللوا إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق قادمين من منطقة الحجر الأسود المتاخمة، وسيطروا على عدد من أحيائه، بعد اشتباكات مع قوات «أكناف بيت المقدس»، وهي بمعظمها قوات فلسطينية.
ويعد هذا التقدم أول تمدد لتنظيم داعش جنوب دمشق، منذ 9 أشهر، إذ ظهر التنظيم في الغوطة الشرقية، الصيف الماضي، قبل أن يطرده مقاتلو «جيش الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، خلال معارك محدودة اندلعت في الغوطة، ما أجبر مقاتلي «داعش» على الانسحاب إلى جنوب دمشق، والالتزام في مناطق يلدا وببيلا «الحجر الأسود».
وسيطرت مئات من قوات «داعش» على أربعة شوارع في مخيم اليرموك ظهر أمس، بعد محاصرة مقاتلي «أكناف بيت المقدس» في مقراتها، كما قالت المصادر، مشيرة إلى أن «الهجوم كان مباغتًا وجاء من الغرب»، وأسفر عن سيطرة التنظيم على شارع مشفى فلسطين، وشارع آخر إلى جانبه يطلق عليه اسم «الشارع رقم 15»، وذلك بعد يومين على مقتل الناشط الفلسطيني يحيى الحوراني المقرب من حركة حماس، في عملية قال ناشطون، إن تنظيم داعش يقف وراءها.
وأكد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا أنور عبد الهادي لوكالة الصحافة الفرنسية «اقتحام مقاتلي داعش مخيم اليرموك»، مشيرًا إلى أنهم «استولوا على غالبيته»، لافتًا إلى أن «القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله».
وأشار ناشط فلسطيني داخل المخيم إلى «معارك اندلعت صباح اليوم (أمس) مع كتائب أكناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الأسود المجاور».
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم من طرف، ومقاتلي فصيل إسلامي من طرف آخر في الشوارع الواقعة عند أطراف المخيم»، لافتا إلى «معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم في المخيم»، لافتًا إلى «تزامن الاشتباكات مع قصف لقوات النظام على مناطق في مخيم اليرموك والحجر الأسود في جنوب دمشق».
وأكدت المصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن هذا الحضور «هو أول وجود فعلي للتنظيم المتشدد في جنوب دمشق، منذ معارك معه قادها مقاتلون من الجيش السوري الحر في شهر يوليو (تموز) الماضي، أجبر عشرات المقاتلين التابعين للتنظيم على البقاء في الحجر الأسود، بعد طردهم من حي التضامن المحاذي ومحاصرة حي الحجر الأسود». وكانت بدأت معركة طرد «داعش» من الغوطة الشرقية أواخر يونيو (حزيران) الماضي، حين أصدرت الهيئة الشرقية الموحدة بيانًا دعت فيه المقاتلين إلى الانشقاق. وبدأت معركة طردهم من مناطق واسعة في الغوطة على خلفية اتهامهم بتنفيذ عمليات تفجير بالسيارات المفخخة، بينها سيارة انفجرت في دوما.
ميدانيًا، أشارت مصادر المعارضة إلى أن القتال في مخيم اليرموك «تواصل بعد ظهر أمس»، مشيرة إلى أن مقاتلين تابعين للجيش السوري الحر، وآخرين فلسطينيين، «اشتبكوا مع قوات (داعش)، في محاولة لمنعه من السيطرة على كامل المخيم». وقالت إن مقاتلي «أكناف بيت المقدس» المقربة من حركة حماس «خاضوا معارك مع التنظيم إلى جانب مقاتلين تابعين للجيش الحر، في حين لم تسجل مشاركة فاعلة لتنظيمات إسلامية حاضرة في المخيم»، أبرزها «جبهة النصرة». ونقل مكتب «أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي أبو وسام الزعبي، قوله إن اشتباكات وقعت بين عناصر التنظيم ومقاتلي كتائب أكناف بيت المقدس المعارضة داخل المخيم وعلى أطراف شارع 30، وذلك بعد اقتحام عناصر التنظيم لمركز تابع لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية - حماس واعتقال من فيه. وأشار الزعبي إلى أن المخيم تعرض للقصف بقذائف هاون محلية الصنع، أطلقها عناصر التنظيم المتمركزين في حي الحجر الأسود المجاور والخاضع لسيطرته، بالتزامن مع قصف بقذائف هاون أطلقتها القوات النظامية المتمركزة في شارع نسرين المحاذي للمخيم، أسفرت عن مقتل ناشط إعلامي أثناء تغطيته الاشتباكات الدائرة، وجرح تسعة من الكادر الطبي لمشفى فلسطين.
وبعد الظهر، أفاد ناشطون بتراجع حدة الاشتباكات، مع انسحاب مقاتلي «داعش» من الجزء الجنوبي من المخيم.
ويعاني المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من عام من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية تسبب بنحو مائتي وفاة. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفا قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد إلى نحو 18 ألفا.
وفي يونيو 2014، تم التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف إجراءات الحصار.



15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)
القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)
TT

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)
القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة غير القانونية من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وحده، حيث أوجد المهربون طرقاً بديلة للوصول بدلاً من الطرق الرئيسية السابقة.

وفي حين أعلنت القوات الحكومية في محافظة لحج (غرب عدن) اعتراض زورقين يحملان العشرات من المهاجرين من «القرن الأفريقي»، بمن فيهم المهربون، أظهرت بيانات وزعتها المنظمة الدولية للهجرة أن مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها رصدت وصول 15400 مهاجر إلى اليمن خلال شهر يناير الماضي.

ومع ذلك أكدت المنظمة أن هذا العدد يمثل انخفاضاً كبيراً بنسبة 25 في المائة عن العدد الإجمالي المبلغ عنه في الشهر السابق، حيث وصل إلى اليمن أكثر من 20 ألف مهاجر. ووفق هذه البيانات، فإن غالبية المهاجرين (89 في المائة) وصلوا إلى السواحل اليمنية قادمين من جيبوتي، بينما غادر البقية (11 في المائة) من المواني الصومالية. ووصل جميع المهاجرين المغادرين من جيبوتي إلى مديرية ذباب بمحافظة تعز، بالقرب من باب المندب، وعددهم (13642 مهاجراً)، فيما وصل البقية إلى سواحل محافظة شبوة، شرق عدن.

رغم الانتهاكات وسوء المعاملة استمر تدفق المهاجرين من «القرن الأفريقي» (إعلام حكومي)

وطبقاً للبيانات الأممية، وصل إجمالي عدد الوافدين منذ يناير 2024 إلى76297 مهاجراً. ومن بين إجمالي المهاجرين المسجلين لدى المنظمات الأممية، كان هناك 21 في المائة من الأطفال، و22 في المائة من النساء، و57 في المائة من الرجال.

وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، كان معظم المهاجرين من حملة الجنسية الإثيوبية (98 في المائة)، بينما كان 2 في المائة فقط من الرعايا الصوماليين.

أرقام تقديرية

وإذ لم يتم تسجيل وصول أي مهاجرين إلى لحج خلال هذه الفترة، أعيدت أسباب ذلك «على الأرجح» إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة لمكافحة التهريب منذ أغسطس (آب) 2023 في سواحل المحافظة، التي كانت أهم طرق تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال السنوات السابقة.

وسجلت آلية «مراقبة التدفق المعنية بتتبع النزوح في اليمن»، التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، وصول المهاجرين على طول الحدود الساحلية الجنوبية للبلاد وعودة المواطنين اليمنيين من الخارج، لتحديد أنماط الهجرة وتوفير تقديرات كمية للسكان المهاجرين غير النظاميين الذين يدخلون البلاد.

الحملة الأمنية أوقفت تدفق المهاجرين الأفارقة عبر محافظة لحج (إعلام حكومي)

ومع ذلك، نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن «سجل مراقبة التدفق» لا يرصد جميع تدفقات الهجرة إلى البلاد، لكنه يوفر رؤى إرشادية حول اتجاهات الهجرة بناءً على العدد الإجمالي المعروف للمهاجرين الذين يصلون على طول الحدود الساحلية والبرية التي تتم مراقبتها خلال فترة إعداد التقرير.

وبدءاً من نهاية سبتمبر (أيلول) 2024، تمكنت المنظمة الدولية للهجرة من الوصول إلى ساحل مديرية «ذوباب» في محافظة تعز، مما سمح لها بتغطية أفضل للقادمين من السواحل الجيبوتية.

وهذا الطريق لم يكن معروفاً من قبل، ولم يكن المهربون يستخدمونه، حيث كانوا يفضلون الذهاب نحو منطقة رأس العارة في سواحل محافظة لحج قبل الحملة الأمنية التي نفذتها القوات الحكومية.

وبينت منظمة الهجرة الدولية أن تغطيتها لهذه المنطقة الجديدة ستترجم إلى زيادة في إجمالي عدد الوافدين، خصوصاً أولئك الذين كانوا بعيدين عن الرصد.