اكتشاف بقايا نجم ينتمي لبدايات الكون

TT

اكتشاف بقايا نجم ينتمي لبدايات الكون

على الأرض تسمى الهياكل القديمة التي تنتمي لحيوانات عاشت قبل ملايين السنين بـ«الأحافير»، ولم يجد علماء الفلك أفضل من هذا المصطلح لوصف نجم غير عادي للغاية يعتقدون أنه من بقايا أحد النجوم الأولى في الكون، وتم الإعلان عن ذلك في العدد الأخير من دورية «رسائل مجلة الفيزياء الفلكية».
ويقع النجم، المسمى (AS0039)، في مجرة «النحات القزمة» على بعد نحو 290 ألف سنة ضوئية من النظام الشمسي، ويحتوي على أقل تركيز من المعدن، وخصوصاً الحديد، من أي نجم يتم قياسه خارج مجرة درب التبانة، ويعتقد الباحثون أن هذا دليل على أن البقية هي سليل مباشر لأحد أقدم النجوم في الكون، ووجدوا أن النجم الأصلي كان من الممكن أن يكون نحو 20 كتلة شمسية، ومن المحتمل أن يكون قد مات في «الهايبرنوفا»، وهو انفجار نجمي أقوى من 10 إلى 100 مرة من المستعر الأعظم العادي.
ويقول مايك إروين، عالم الفلك بجامعة كامبريدج في إنجلترا والمؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره موقع «لايف ساينس»: «قد يكشف هذا الاكتشاف عن معلومات جديدة حول النجوم الأولى للكون».
ويتم تصنيف جميع النجوم إلى ثلاث مجموعات متميزة، بناءً على التركيب الكيميائي أو الفلزية، ونجوم المجموعة الأولى مثل الشمس ومعظم النجوم الأخرى في الكون المرئي، تحتوي على نسبة عالية من المعادن، وخصوصاً الحديد، أما نجوم المجموعة الثانية، مثل (AS0039)، فهي أكثر ندرة، وهذه النجوم فقيرة بالمعادن، أما نجوم المجموعة الثالثة فهي خالية تماماً تقريباً من المعادن.
ويقول إروين إنه رغم أن نجوم المجموعة الثالثة لم يتم اكتشافها مطلقاً، فإن علماء الفلك يعرفون أن النجوم الأولى التي ولدت في الكون كان من الممكن أن تكون نجوم المجموعة الثالثة.
ويضيف: «عندما وجدنا AS0039. اندهشنا من مدى فقره بالمعادن، حتى بالمقارنة مع النجوم الأخرى في المجموعة الثانية، حيث يحتوي على أقل تركيز للمعادن مقارنة بأي نجم تمت دراسته خارج مجرتنا».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».