معارضون يتهمون إردوغان بالسعي لصرف النظر عن الاقتصاد بطرد سفراء 10 دول

معارضون يتهمون إردوغان بالسعي لصرف النظر عن الاقتصاد بطرد سفراء 10 دول
TT

معارضون يتهمون إردوغان بالسعي لصرف النظر عن الاقتصاد بطرد سفراء 10 دول

معارضون يتهمون إردوغان بالسعي لصرف النظر عن الاقتصاد بطرد سفراء 10 دول

قال معارضون سياسيون للرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تعليماته بطرد سفراء 10 دول غربية حليفة لأنقرة كانت محاولة لصرف الأنظار عن متاعب تركيا الاقتصادية، بينما عبّر محللون عن أملهم في تجنب طردهم.
وقال إردوغان، أمس (السبت)، إنه أمر باعتبار السفراء العشرة «أشخاصاً غير مرغوب فيهم» لمطالبتهم بالإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا، الذي ينفق من ثروته في أوجه الخير. وإلى الآن لم تنفذ وزارة الخارجية التركية تعليمات الرئيس التي ستتسبب، في حال تنفيذها، في أعمق خلاف مع الغرب خلال حكم إردوغان المستمر منذ 19 عاماً.
وتتزامن الأزمة الدبلوماسية مع مخاوف المستثمرين من انخفاض قياسي في قيمة الليرة التركية، بعد أن دفعت ضغوط من إردوغان استهدفت تحفيز الاقتصاد البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة بواقع 200 نقطة أساس في الأسبوع الماضي.
وتراجعت الليرة التركية بالفعل، وسجلت مستوى منخفضاً قياسياً جديداً في التعاملات الآسيوية المبكرة بلغ 1.6 في المائة، إلى 9.74 مقابل الدولار، في تطور أرجعه المصرفيون إلى تصريحات الرئيس إردوغان. وفقدت الليرة ربع قيمتها تقريباً حتى الآن هذا العام.
وقال كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، إن إردوغان «يجرّ البلاد بسرعة إلى الهاوية».
وقال على «تويتر»: «السبب في هذه التحركات ليس حماية المصالح الوطنية، بل إيجاد أسباب مصطنعة لتخريب الاقتصاد».
وكافالا الذي يسهم في تمويل كثير من منظمات المجتمع المدني محبوس منذ 4 سنوات بتهمة تمويل احتجاجات في أنحاء البلاد عام 2013 والضلوع في انقلاب فاشل عام 2016. وينفي كافالا الاتهامات، ويستمر حبسه على ذمة المحاكمة.
وقال يافوز أجير علي أوغلو، نائب زعيم حزب الخير المعارض: «شاهدنا هذا الفيلم من قبل. عد في الحال إلى أجندتنا الحقيقية ومشكلة هذا البلد الأساسية وهي الأزمة الاقتصادية».
وقال إردوغان إن السفراء وقحون، وليس لهم الحق في المطالبة بالإفراج عن كافالا، مشدداً على أن القضاء التركي مستقل.
واستغرب سنان أولجين، رئيس مركز الأبحاث «إيدام»، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، وهو دبلوماسي تركي سابق، التوقيت الذي اختاره إردوغان، لأنه جاء في الوقت الذي تسعى فيه تركيا إلى إعادة رسم سياستها الخارجية بعيداً عن وقائع التوتر في السنوات الأخيرة.
وقال على «تويتر»: «ما زلت آمل ألا تمضي أنقرة في هذا (الأمر)» الذي وصفه بأنه إجراء غير مسبوق بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
ومضى يقول: «تعمل مؤسسة السياسة الخارجية بجد لإيجاد صيغة أكثر قبولاً (للعدول عن الطرد). لكن الوقت ينفد».
ولم يمضِ إردوغان قدماً على الدوام في تنفيذ تهديداته.
ففي عام 2018 قال إن تركيا ستقاطع السلع الإلكترونية الأميركية، وكان ذلك خلال نزاع مع واشنطن. لكن مبيعات السلع الإلكترونية الأميركية لتركيا لم تتأثر. وفي العام الماضي، دعا الأتراك إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب ما قال إنها أجندة الرئيس إيمانويل ماكرون المعادية للإسلام، لكنه لم يفعل ذلك.
وقال مصدر دبلوماسي إن قراراً بشأن السفراء يمكن أن يُتخذ في اجتماع الحكومة غداً (الاثنين)، وإن التهدئة ممكنة في ضوء المخاوف من التداعيات الدبلوماسية المحتملة. وسبق أن قال إردوغان إنه سيجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين في روما مطلع الأسبوع المقبل.
وفي بيان مشترك، صدر يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول)، دعا سفراء كل من كندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج والسويد وفنلندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة إلى حل عادل وسريع لقضية كافالا وإلى «إطلاق سراحه فوراً». واستدعت وزارة الخارجية التركية السفراء العشرة، ووصفت البيان بأنه ينم عن عدم الإحساس بالمسؤولية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».