البنتاغون يدرس تخفيف معايير التعيين في الخدمة العسكرية

في الوظائف التي تتطلب مهارة تكنولوجية أو الوظائف التي تتعلق بأمن الإنترنت

البنتاغون يدرس تخفيف معايير التعيين في الخدمة العسكرية
TT

البنتاغون يدرس تخفيف معايير التعيين في الخدمة العسكرية

البنتاغون يدرس تخفيف معايير التعيين في الخدمة العسكرية

بعد تصريح آشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، بأن الجيش بحاجة إلى اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل التنافس مع الشركات الأميركية على الأفراد المؤهلين الأكفاء، قرر يوم الاثنين فتح الباب أمام تخفيف صرامة بعض معايير وشروط التعيين، خصوصا في الوظائف التي تتطلب مهارة تكنولوجية أو في الوظائف التي تتعلق بأمن الإنترنت. وقال كارتر في خطابه أمام طلبة مدرسته الثانوية السابقة في ضواحي فيلادلفيا، إن الجيش قد يتساهل في ما يتعلق بشرط السن، ويسمح لأشخاص أكبر سنا في منتصف حياتهم المهنية بالالتحاق به، أو يقدم فرص تسديد قروض الطلبة لجذب الطلبة الذين أنهوا دراستهم الجامعية. ولم يتم الكشف حتى هذه اللحظة سوى عن تلك التفاصيل الضئيلة، لكن كارتر أكد أن الجيش بحاجة إلى أن يكون أكثر مرونة من أجل تعيين أفراد أكفاء والاحتفاظ بهم. وتمثل هذه الفكرة، التي تتوافق إلى حد كبير مع الطريقة المدنية المتبعة في التعيين، تحولا في العقلية العسكرية الصارمة، التي تمنح قيمة كبيرة لمعايير محددة. وكذلك تجدد الجدل حول موافقة الأجهزة والهيئات على تقديم تنازلات في تعيين أشخاص ارتكبوا جرائم أقل، أو تصرفوا على نحو غير لائق، أو أعمارهم أكبر من الأعمار التي تقرها اللوائح الحالية، أو يعانون من مشكلات بدنية أخرى تمنعهم من الالتحاق بالجيش.
ويرى كارتر أن تعيين الأفراد والاحتفاظ بهم يمثلان تحديين كبيرين أمام جيش أنهى لتوه حربين، ويواجه اضطرابات في مختلف أنحاء العالم. وقال كارتر في خطابه في فورت درام بنيويورك الموجه لجنود الفرقة «10 ماونتن» إنه يعلم أن لديهم اختيارات كثيرة وهم يفكرون في الوظائف المستقبلية. وسأل جنود الفرقة، الذي سيتم نشر بعضهم في جنوب أفغانستان: «هل نحن قادرون على المنافسة؟ هل نحن قادرون على الاستمرار؟». كذلك أعلن للمرة الأولى أنه سيتم نشر بعض جنود الفرقة في العراق في وقت لاحق من الصيف الحالي، والعدد المحتمل هو 1250. وأضاف كارتر أن وزارة الدفاع بحاجة إلى التجديد والابتكار، والتفكير «خارج الصندوق ذي الجوانب الخمسة» في إشارة إلى وزارة الدفاع.
وأشار بشكل خاص إلى الوظائف المتعلقة بمجال الإنترنت باعتبارها مجالا يمكن أن يتم فيه تخفيف صرامة المعايير. ويشكو قاد عسكريون منذ مدة طويلة من صعوبة جذب عاملين محترفين في مجال الإنترنت والاحتفاظ بهم لأنهم يستطيعون جني مزيد من المال في القطاع الخاص. مع ذلك ليست هذه هي المرة الأولى التي تفكر فيها الأجهزة في التخفيف من القيود من أجل جذب مزيد من العاملين.
وبين عامي 2006 و2007، زاد الجيش بشكل كبير عدد الذين تخلوا عن سلوكهم السيئ، خصوصا في القوات الخاصة، بسبب صعوبة تلبية زيادة الطلب على نشر القوات في العراق وأفغانستان. لذا سمحت الأجهزة العسكرية لعدد أكبر من الأفراد ممن لهم سجلات إجرامية، يتضمن بعضها جنايات، بالالتحاق بها من أجل الوصول إلى العدد المطلوب من العاملين. وفي بعض الحالات، كانت الأجهزة تتغاضى عن شرط السن، وتسمح لأشخاص أعمارهم أكبر من المنصوص عليها بالالتحاق بالجيش أو العودة إليه.
ومع استمرار الحروب، وزيادة حالات الانتحار، والانتهاكات الجنسية، وغيرها من أشكال السلوك غير اللائق، بين أفراد الخدمة العسكرية، بدأ القادة العسكريون في التساؤل بشأن وجود علاقة بين ذلك وبين تخفيف صرامة شروط ومعايير التعيين. وكذلك يفكر كارتر في إدخال بعض التغييرات من أجل ضمان جذب الجيش لأفضل وأذكى الأفراد، ومن بين تلك التغييرات برامج لتسديد ديون الطلبة وتحسين أنظمة التقاعد، والترقية، والتقييم، واتخاذ مزيد من الخطوات لإتاحة مزيد من فترات الراحة لأفراد الخدمة العسكرية.
وكان هناك كثير من المناقشات مؤخرا بشأن السماح لأفراد الخدمة العسكرية بالمشاركة في برامج «401»، لأن 80 في المائة من الأفراد الذين يلتحقون بالخدمة لا يبقون بها لمدة كافية تسمح لهم بالحصول على مزايا التقاعد. وأخبر كارتر الجنود في فوت درام أنه «يفكر مليا» في توفير هذا النوع من البرامج للذين يغادرون الجيش قبل قضاء 20 عاما وهي المدة اللازمة للحصول على مزايا التقاعد.
وفي خطابه أمام طلبة مدرسة «أبينغتون» الثانوية التي تقع على أطراف فيلادلفيا، أكد كارتر على ضرورة بذل الجيش مزيدا من الجهد من أجل التنافس مع الشركات الأميركية على الخريجين الماهرين الأكفاء. وأوضح كارتر، الذي تخرج في المدرسة عام 1972، قائلا: «لأننا كثيرا ما نتكلم عن التضحيات فقط، وهو أمر لا ينبغي التقليل من شأنه، لا نقضي وقتا كافيا في تسليط الضوء على الفرص المتوافرة، والشعور بالإنجاز الناتج عن التميز والتفوق من أجل خدمة بلادكم». وأضاف: «لا ينبغي لأحد أن يخفي ما في الحياة العسكرية من صعوبات أو أخطار، لكن أريد منكم أن تدركوا ما يمكن لتلك الحياة العسكرية أن تقدمه من مزايا ومكافآت». كذلك أشار كارتر إلى عدم انخراطه في الخدمة العسكرية، حيث أخبر الطلبة: «لا يجب عليكم الانضمام إلى الخدمة العسكرية من أجل خدمة بلادكم. أنا لم أفعل ذلك».
مع ذلك قال إن الجيش والخدمة العامة ككل جديرة بالاحترام والدعم والتفكير. وبعد زيارة مدرسته الثانوية السابقة، توجه كارتر إلى فورت درام. والجدير بالذكر أن ألوية من الفرقة «10 ماونتن» قد عملت كوحدات دعم في شرق أفغانستان خلال القسم الأكبر من فترة الحرب، خصوصا خلال السنوات الأولى عندما لم يكن للولايات المتحدة سوى قوة عسكرية أصغر هناك. وظلوا لسنوات كثيرة يتنقلون مع ألوية من الفرقة «82 المحمولة جوا».
ومن المقرر أن يزور كارتر يوم الثلاثاء معهد المحاربين القدامى وأسر العسكريين التابع لجامعة سيراكيوز. ودشنت وزارة الدفاع شراكة مع المعهد، ومع مؤسسة أسرة شالتز، من أجل تطبيق برنامج يسمى «أونوارد تو أبورتيونيتي»، يهدف إلى تقديم تدريب متخصص، ومساعدة في التوظيف، لأفراد الخدمة العسكرية، وزوجاتهم مع قرب مغادرة الأفراد للجيش.

• خدمة «واشنطن بوست»



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».