رئيس الكونغرس الأميركي يزور إسرائيل لتهنئة نتنياهو وصد ضغوط أوباما

البعض اعتبرها مظاهرة قوة في وجه الحملات الانتقامية للرئيس

رئيس الكونغرس الأميركي يزور إسرائيل لتهنئة نتنياهو وصد ضغوط أوباما
TT

رئيس الكونغرس الأميركي يزور إسرائيل لتهنئة نتنياهو وصد ضغوط أوباما

رئيس الكونغرس الأميركي يزور إسرائيل لتهنئة نتنياهو وصد ضغوط أوباما

وصل إلى إسرائيل، أمس، رئيس الكونغرس الأميركي، الجمهوري جون باينر، في زيارة رسمية على رأس وفد من 9 نواب، لتقديم التهاني لنتنياهو بمناسبة فوزه في الانتخابات.
ويرى نتنياهو في هذه الزيارة، أهمية كبيرة تصب في صالح الجهود المشتركة لصد محاولات الإدارة الأميركية ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية في قضية المفاوضات مع الفلسطينيين. وهناك من رجال نتنياهو، من اعتبر الزيارة «مظاهرة قوة في وجه الحملات الانتقامية لأوباما بسبب تصريحات نتنياهو خلال المعركة الانتخابية».
ويبدو أن هذا الجهد من الحزب الجمهوري يقلق الحزب الديمقراطي الأميركي. وقد ربط مراقبون بينه وبين تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، التي تنوي الترشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي بعد نحو سنتين، التي دعت فيها إلى إعادة العلاقات مع إسرائيل إلى سابق عهدها، وتجاوز الخلافات المتفاقمة بين إدارة الرئيس باراك أوباما وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وروى مدير عام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، مالكولم هونلاين، إنه تحدث إلى كلينتون في هذا الموضوع، وأخبرته بأنها وعددا آخر من قادة الحزب الديمقراطي، يسعون إلى إبقاء إسرائيل خارج الخلافات الحزبية الداخلية في أميركا. وأنها أصدرت، بناء على طلبه، بيانا تدعو فيه إلى «إعادة العلاقات إلى مسارها الناجع»، و«معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك والمصلحة المشتركة، مثل العودة إلى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة، في سبيل التسوية على أساس حل الدولتين للشعبين».
وترى كلينتون، حسب هونلاين، أن قرار إسرائيل تحرير أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية كان مبادرة جيدة من طرف نتنياهو، ويمكن أن يتحول إلى فرصة لتحسين العلاقات.
وقال مصدر سياسي مقرب من نتنياهو، إن «دعوة كلينتون تأتي في ظل مخاوف حقيقية في حزبها، من نتائج الإحباط الذي يصيب الكثير من اليهود الأميركيين من جراء العداء المتنامي بين أوباما ونتنياهو. فهم يخشون أن يبدأ اليهود، الذين يؤيد 70 في المائة منهم الحزب الديمقراطي بشكل تقليدي، الانتقال بشكل جماعي إلى الحزب الجمهوري الذي يقف مع إسرائيل ونتنياهو بلا تحفظ».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه ارنس، المعروف كمعلم أول لنتنياهو، كونه أول من فتح الطريق أمامه للسياسة، قد خرج بموقف يطمئن الإسرائيليين، بأن حكومته ستنجح في القريب في التغلب على أوباما. وبنى موقفه على أساس أن سياسة الرئيس الأميركي باتت تمس بالمصالح الأميركية على أكثر من صعيد. وقال أرنس: «لا يوجد أدنى شك بأن أوباما يشعر بالخيبة إزاء نتائج الانتخابات في إسرائيل. وبدل أن يتقبل بالترحيب إجراء الانتخابات المفتوحة والمستقيمة في الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، يبدو أن النتائج أغضبته، بل أثارت لديه غريزة الانتقام. لقد حدد لنفسه هدف إقامة الدولة الفلسطينية، ولا شك أنه كان يأمل بأن انتخاب يتسحاق هرتسوغ سيحقق ذلك. مع هذا، من المؤكد أنه لاحظ أن (حل الدولتين) لم يطرح حتى على جدول الحملة الانتخابية الإسرائيلية. ومن الواضح أن المرشحين الرائدين لا يعتبرانه إمكانية واقعية. فلماذا يغضب أوباما إذن؟ بسبب عداء شخصي لنتنياهو؟ هل يمكن أن تحدد مشاعر كهذه اليوم سياسة البيت الأبيض إزاء الشرق الأوسط؟».
ويقول أرنس إن المشكلة ليست بين أوباما ونتنياهو، بل بين أوباما وبين السياسة الأميركية عموما. فهو «يحاول إجراء أكبر تغيير أساسي في سياسة الخارجية منذ عقود طويلة. إنه يحاول تحويل إيران من عدو إلى صديق، وهو يقود التحالف مع إسرائيل إلى أدنى مستوى غير مسبوق منذ سنوات الستينات. الاتفاق المتوقع مع إيران، من خلال تجاهل تحفظات إسرائيل، والتعاون الأميركي مع إيران في الحرب ضد داعش، يمثلان بلا شك، هذه النظرية الجديدة. يفترض بأوباما أن يواصل مهامه لمدة 22 شهرا أخرى، فهل يعني ذلك أن إسرائيل ستضطر إلى مواجهة نتائج هذه النظرية الجديدة خلال هذه الفترة؟ لا يبدو الأمر كذلك. ففي هذا الوقت، ستكرس الولايات المتحدة وقتا متواصلا للانتخابات الرئاسية ولمجلسي النواب والشيوخ. وبعد 10 أشهر تجرى الانتخابات التمهيدية الأولى في نيوهامبشير، وبعدها الانتخابات التمهيدية في ولايات عدة، بينما ستنعقد مؤتمرات الجمهوريين والديمقراطيين في يوليو (تموز) 2016. وخلال هذا الوقت سيتقلص مجال العمل الذي يتيح لأوباما تطبيق نظريته الجديدة أمام معارضة الكونغرس. وليس من المؤكد، أيضا، أن كل الديمقراطيين سيدعمونها مع اقتراب موعد الانتخابات. من الواضح أن غالبية الديمقراطيين الذين سينافسون على مقاعد في الكونغرس لن يدعموا هذه النظرية، كما أن هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، لم تعلن دعمها لموقف أوباما. وكما يبدو ستنجح إسرائيل خلال الأشهر القريبة في مواجهة انحراف أوباما عن السياسة الأميركية التقليدية».
المعروف أن نتنياهو يواصل من جهته، تعزيز العلاقات مع الحزب الجمهوري. وقد لفت النظر أن السيناتور الجمهوري، تيد كروز، الذي رشح نفسه لانتخابات الرئاسة لسنة 2016. فاجأ أمس بإعلان تأييده لأن تقوم إسرائيل بضم الضفة الغربية إلى تخومها وتلغي فكرة قيام الدولة الفلسطينية. وهاجم كروز الرئيس أوباما على ما سماه «موقفه الحاقد» من نتنياهو قائلا «إنه - أي أوباما - لا يفهم أن إسرائيل هي دولة مستقلة».



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.