10 نساء في حكومة نجلاء بودن

مزيج من الخبرة والتخصصات

10 نساء في حكومة نجلاء بودن
TT

10 نساء في حكومة نجلاء بودن

10 نساء في حكومة نجلاء بودن

رحّبت منظمات حقوقية وأطراف سياسية ليبيرالية تونسية ودولية بتعيين 10 نساء في حكومة نجلاء بودن، أي نحو 40 في المائة من أعضائها الـ24. وللعلم، اختيرت الوزيرات العشر أصلاً استناداً إلى خبراتهن السابقة في القطاعات والوزارات التي جرى تعيينهم للإشراف عليها.
في الواقع، تُعد الوزيرات المعينات مستقلات عن كل الأحزاب حالياً، بدءاً من رئيسة الحكومة الدكتورة نجلاء بودن رمضان، على الرغم من التصريحات التي صدرت عن زعيمة الحزب الدستوري المحامية عبير موسي. وكانت موسي قد ادّعت أن بودن وعدداً من أعضاء حكومتها من «كوادر الدولة المخضرمين» الذين كانوا يحضرون اجتماعات «لجان التفكير» التابعة للحزب الحاكم قبل ثورة 2011.
من جهة أخرى، شنّت بعض صفحات التواصل الاجتماعي على بعض الوزيرات الجديدات حملات معادية فوصفتهن بـ«التكنوقراطيات» اللواتي يفتقرن إلى الخبرة السياسية. ولقد طاولت الاتهامات كلاً من وزيرات المالية سهام بوغديري نمصية، والصناعة والطاقة نايلة نويرة القنجي، والتجارة فضيلة الرابحي بن حميدة، والبيئة ليلى الشيخاوي، والتجهيز والإسكان سارة زعفراني جندري، وكاتبة الدولة للشؤون الخارجية (وكيلة وزير) عايدة حمدي.
في المقابل، تتمتع ثلاث وزيرات بخبرة سياسية غير منكَرة أو خافية، هن وزيرات العدل ليلى جفّال، والمرأة والأسرة آمال موسى بالحاج، والثقافة حياة القرمازي قطاط. ولقد سبق لوزيرة العدل أن عملت لمدة طويلة قاضية ورئيسة محكمة، ثم إنها تولت حقيبة وزارة أملاك الدولة في عهد حكومة هشام المشيشي، قبل إبعادها - على غرار وزير الداخلية توفيق شرف الدين - مطلع العام المضي لأنهما صنّفا من «جناح قصر قرطاج» و«المعارضين لفريق المشيشي». بيد أن الرئيس قيس سعيّد أعاد تعيينهما في الحكومة الجديدة بعدما أصدر قراراً بحل حكومة المشيشي.
أما وزيرة المرأة والأسرة آمال موسى بالحاج، فقد عُرفت باستقلاليتها عن الأحزاب على امتداد مسيرتها الإعلامية والجامعية منذ نحو ثلاثين سنة. إلا أن أنشطتها الثقافية والإعلامية والجامعية مكنتها من اكتساب خبرة سياسية، وأتاحت لها التعامل مع السياسيين من مختلف التيارات، سواءً كانوا في الحكم أو المعارضة... منذ تسعينات القرن الماضي.
وفيما يخص وزيرة الثقافة حياة القرمازي قطاط، فإنها تحسب من جيل السياسيين المخضرمين الذين تحملوا مسؤوليات عديدة وطنياً ودولياً، أهمها منصب مديرة مركزية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو). ولقد مكّنت هذه المسؤولية القرمازي قطاط من المشاركة في عدد كبير من مؤتمرات وزراء التربية والتعليم والثقافة العرب، وأيضاً من تمثيل «ألكسو» في عدد من مؤتمرات جامعة الدول العربية، ومقابلة عدد من رؤساء الدول والحكومة والوزراء التونسيين والعرب وكوادر جامعة الدول العربية.


مقالات ذات صلة

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».