«المفوضية الأممية» تدعو لوضع خطة حماية لطالبي اللجوء في ليبيا

وسط تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على البلاد، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومة الليبية، أمس، إلى «معالجة الوضع المزري لطالبي اللجوء واللاجئين على الفور، بطريقة إنسانية وقائمة على الحقوق»، يأتي ذلك في وقت رحّلت فيه السلطات الليبية 128 مهاجراً غير نظامي، من الجنسية الغامبية، عبر مطار مصراتة الدولي وفق برنامج «الترحيل الطوعي».
وتحدثت المفوضية السامية في بيان، أمس، عن المداهمات التي شنتها الأجهزة الأمنية مطلع الشهر الجاري، على تجمعات للمهاجرين وطالبي اللجوء في أحد أحياء طرابلس، وقالت إنها «اعتقلت بشكل تعسفي الآلاف منهم، ما أسفر عن مقتل عدة أشخاص».
وسبق للنيابة العامة الليبية القول إنها تلقت إخطاراً بواقعة وفاة أحد المهاجرين في مركز إيواء بحي غوط الشعال بالعاصمة، وأمر النائب العام بإجراء تحقيقات عاجلة لكشف ظروف وملابسات الواقعة «التي كانت في ظروف غير اعتيادية»، لكنها وصفت البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة بشأن قتل رجل أمن لستة مهاجرين بـ«غير الدقيقة».
وقال فينسنت كوشتيل، المبعوث الخاص للمفوضية لشؤون غرب ووسط البحر المتوسط أمس: «منذ بداية المداهمات الأمنية والاعتقالات من قبل السلطات الليبية في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، شهدنا تدهوراً حاداً في الوضع، الذي يواجهه طالبو اللجوء واللاجئون الضعفاء في طرابلس»، متابعاً: «يجب أن تتوصل السلطات الليبية إلى خطة مناسبة تحترم حقوقهم وتحدد حلول دائمة».
وذهب كوشتيل إلى أن السلطات المحلية تركت كثيراً من المهاجرين «دون مأوى بعدما فقدوا ممتلكاتهم نتيجة للعملية الأمنية، وينامون الآن في البرد وفي بيئة غير آمنة على الإطلاق». وزاد: «إنه لأمر غير مقبول تماماً».
وكانت أجهزة الأمن بالعاصمة الليبية دهمت حي قرقارش، واعتقلت آلاف المهاجرين غير النظاميين، بينهم مئات النساء والأطفال، في إطار ما وصفته السلطات المحلية بحملة أمنية ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة «أطباء بلا حدود» قدّرتا عدد الموقوفين الذين تم إيداعهم مراكز الإيواء بـ5 آلاف شخص، ما أدى إلى «مضاعفة عدد المحتجزين خلال خمسة أيام إلى ثلاثة أضعافهم»، وسط شكاوى من تعرضهم لـ«الضرب والتعذيب». ومنذ نحو أسبوعين، وعلى مدار الساعة، يعتصم ما يقرب من ألفي مهاجر أفريقي، بينهم نساء وأطفال، أمام مقر مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمنطقة السراج (غرب العاصمة طرابلس)، للمطالبة بإعادة ترحيلهم إلى دولة ثالثة عبر برنامج «العودة الطوعية» الذي ترعاه الأمم المتحدة. وواصلت المفوضية السامية دعوتها للسلطات بـ«احترام حقوق الإنسان وكرامة طالبي اللجوء واللاجئين ووقف الاعتقال التعسفي وإطلاق سراحهم من السجن». وفيما رحبت المفوضية باستئناف السلطات رحلات الإخلاء الإنسانية، حذرت من أن ذلك «ليس كافياً»، وأضافت: «إنه تطور إيجابي لبعض اللاجئين الأكثر ضعفاً الذين كانوا ينتظرون بقلق منذ عدة أشهر للمغادرة». ورحّل جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس (طريق السكة) 128 ‏مهاجراً غير نظامي من الجنسية الغامبية عبر مطار مصراتة الدولي، وذلك ضمن ‏برنامج الترحيل الطوعي بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. وقال الجهاز إن عملية الترحيل تمت بحضور نائب رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الرائد محمد الخوجة الذي أوضح أن عملية الترحيل جاءت بناء على تعليمات النائب ‏العام وبمتابعة من وزير الداخلية، لافتاً إلى أن برنامج الترحيل الطوعي مستمر ضمن الجهود التي تبذلها ‏الحكومة الليبية لوضع الحلول والمعالجات لملف الهجرة غير المشروعة.