107 Mothers
- إخراج: بيتر كيركيس
- سلوفاكيا - أوكرانيا (2021)
- دوكيودراما | عروض: مهرجان فينيسيا
- ★★★
التزاوج بين الدراما واللا - دراما في فيلم واحد ليس مسألة سهلة. ربما في الظاهر يبدو الفيلم الذي عقد المخرج النية على إجراء هذا الجمع جديراً بالإعجاب. ناجح في منهجه وضروري في أسلوبه. لكن هناك العديد من المشاكل التي قد تنشأ ضمن هذه الرغبة في الجمع بين ما هو تسجيلي وما هو روائي في نطاق فيلم واحد.
«107 أم» يعرف بعض هذه المشاكل وأهمها هنا هو نجاح المهمّة بالقدر الذي يمكن معه منح المعالجة القبول الكلي واعتبار أن هذا المزج بين «الفورم» الروائي و«الفورم» التسجيلي في مكانه وكان لا بد منه. إذا لم يقع هذا القبول فإن من بين الأسئلة التي تُطرح هو لماذا هذا المزج أساساً؟ هل هو فعل لا بد منه؟
- فيلم بيتر كيركس
يدور موضوع «107 أم» في سجن نسائي تشغله نساء لديهن أطفال رضّع يعيشون في السجن ذاته تحت إشراف طاقم السجن تحت قيادة مديرته إرينا التي تحوي في صدرها قلباً ينبض بالحنان تحت طيّات إماراتها القاسية وإدارتها الصارمة. يتبدّى هذا الحنان في أكثر من مشهد، خصوصاً بالنسبة للمسجونة الشابة ليسا التي يبدأ الفيلم بها وقد أنجبت صبياً. هذا الطفل حين بلوغه الثالثة من العمر عليه أن يترك السجن الذي لا ذنب له فيه إلى الميتم إلا إذا تبناه أقارب والدته. وإرينا تحذّر ليسا من أنها إذا لم تتصالح مع والدتها وشقيقتها فإن الطفل سيؤول إلى ذلك الميتم بلا رعاية خاصّة. يبني المخرج ما يحتاجه من تطوير لهذا الجانب من الفيلم لكنه لا ينسى أن لديه 106 حالات أخرى يستعرض عدداً منها بأسلوب تسجيلي الصياغة: الكاميرا على السجينات وهن يُجبن على أسئلة تتعلّق بالجرائم التي ارتكبنها. معظمها جرائم عاطفية قتلت فيها السجينات رجالهن أو نساء كن على علاقة بأزواجهن. بعضهن يُظهر ندماً أكثر من بعضهن الآخر لكنهن جميعاً ضحايا الذات والغيرة والعوامل العاطفية أكثر مما هن ضحايا ظروف اجتماعية محددة.
لفترة يجيد المخرج بيتر كيركيس العمل بمنظومة الدوكيودراما. هناك تفعيل منخفض للدراما التي نراها من خلال المواقف التي لا تصل إلى مستوى الأحداث، وهناك نوع من المعالجة التسجيلية تشمل كيف يصوّر المخرج الدراما التي يوفرها. لكن بعد حين يتبدّى أن الزواج بين الفورماتين ليس متوازياً. الشكل التسجيلي يطغى على الدراما وهو لا يفعل ذلك إلا لأن الدراما في الفيلم ليس لديها الكثير مما توفره. على ذلك، هناك جهد مبذول وواضح في معالجة المخرج الكليّة لهذا الفيلم. اختياراته من المشاهد ليست عبثية والحالات التي يوفّرها للسجينات تدعو للاهتمام والمحور الذي يختاره (وضع الشابّة إليسا) يجسّد الوضع برمّته.
- Sweet Girl
- إخراج: برايان أندرو مندوزا
- الولايات المتحدة (2021)
- أكشن | عروض: نتفليكس
- ★★
لا يمكن تجاهل الجهد الكبير المبذول على صعيد إدارة وتنفيذ المشاهد المختلفة. سواء أكانت مشاهد أكشن وخطر وعراك، وهناك كثير منها، أو مشاهد عاطفية ومعظمها يمر - بتأثير مناسب - في نصف الساعة الأولى.
إنها حكاية كل يوم بالنسبة للأفلام التي تدور حول الانتقام الفردي من قتلة ما. راي كوبر (جاسون موموا الذي شارك بإنتاج الفيلم أيضاً) رجل محب لديه زوجة (أدريا أريونا) وفتاة صغيرة (إيزابيلا مارسد). هذه عائلة صغيرة نموذجية في عالم قلق. لكن الأم تدخل المستشفى بسبب إصابتها بالسرطان. زوجها وابنته لجانبها. هناك لمسات حانية فعلية. الطبيب الذي يُعالج الزوجة يخبره أن دواءً جديداً سينزل السوق وبسببه ستتغلب الزوجة على مرضها. الفرح يعم راي وابنته. لكن هذا الفرح لا يستمر طويلاً. الشركة الصانعة للدواء تقرر عدم طرحه في الأسواق. الزوجة تموت. راي يقرر أن يقتل أحد مديري الشركة سايمون (جوستين بارثا).
في مشهد مبكر بعد التهديد الذي أطلقه راي يتعرض وابنته لمحاولة قاتل مأجور بعدما قام القاتل باغتيال الصحافي الذي كانت لديه معلومات تدين سايمون، لكن الصحافي يتعرّض لطعنة قاتلة وعندما يتصدّى راي للقاتل (مانويل غارسيا روفلو) تنشب بينهما معركة مجالها مقطورة المترو. المعركة اليدوية ماهرة التنفيذ ويتبدّى فيها أن راي ليس بالقوّة التي تُتيح له الإطاحة بمن يهدد حياته وحياة ابنته ببضع ضربات موجعة. ها هو يطير من نافذة القطار ويسقط - مطعوناً - بجانب ابنته على رصيف المحطّة ونعلم لاحقاً أنه مات.
كيف مات وهو ما زال يؤدي الدور ذاته حسب أحداث الحكاية؟ هنا يكمن «التويست» المشار إليه والذي يبدأ بعد نحو 25 دقيقة من العرض. ستستمر الحكاية لاستعراض حياة رجل هارب من الـ«إف بي آي» مع ابنته التي تشهد معظم القتال الذي يخوضه والدها. موموا ممثل ضخم الجثّة عريض المنكبين وتخاله أقوى من أن يتغلّب عليه أحد، لكن الممثل يجيد لحظات بعينها بينما تجيد الممثلة التي تقوم بدور ابنته كل اللحظات الممنوحة لها.
لكن ما يبدأ واعداً بفيلم يستند إلى الموضوع المطروح كذا مرّة بلفتات جديدة غير مطروقة، يتنازل بعد حين عن وعوده ويتحوّل إلى فيلم شوهدت أحداثه سابقاً. ما يقضي عليه هو ذلك الانقلاب في الحكاية التي ساقها السيناريو من دون أن ينجح في فرضها.
- The Addams Family 2
- إخراج: كونراد ڤرنون، غريغ تايرمان
- الولايات المتحدة (2021)
- أنيميشن | عروض: تجارية
- ★
انتقل «عائلة أدامز» من مسلسل كوميدي تم بثّه على شاشات التلفزيون الأميركي بنجاح (بالأبيض والأسود أولاً خلال الستينات) إلى سلسلة أفلام حيّة ومنذ سنوات قريبة انتقل مجدداً إلى رحى أفلام الرسوم السينمائية. الفيلم الأول في نطاق الأنيميشن خرج للعروض قبل عامين. الثاني معروض حالياً وهناك تنافس على أي منهما يستحق أن يوصم بأنه أسوأ من الآخر.
في الأساس الشخصيات المتوارثة من أيام إطلاق المسلسل التلفزيوني ليست من تلك التي لديها ما تعكسه من قيم فردية أو اجتماعية. خمس دقائق أمام الشاشة الصغيرة تنجلي عن نكات معلّبة تضحك لها الأصوات المسجلة مسبقاً لتواكب العرض. وحش فرانكنشتاين وشخصية دراكولا والرجل الذئب والمرأة الساحرة مورتيسيا تم نقلهن من أفلام رعب جادّة لكي يجلبوا المسرّة. مثل فاكهة مغطّاة بالأشواك، تم تنظيفها من الأشواك وتقديمها لمن يرغب مع فارق أن فاكهة الصبّار مفيدة ولذيذة، وهذا المسلسل لا يوفر أي فائدة وغير مسلٍ إلا لمن يرضى بتسطيح دماغه ليتساوى مع ما يصدر منه.
هذا يبقى الحال كلما عادت هوليوود إلى التوليفة. في الفيلم الجديد هناك الفتاة الطموحة لنقلة اجتماعية وعاطفية بعيداً عن العائلة والرجل الذي قد يؤمن لها ذلك. كلاهما ثنائي يشتغل السيناريو الهش (كتبه أربعة) عليه في سياق أحداث يقودها، على الطرف الآخر، موهوبان في التمثيل رضيا بالنزول إلى مستوى العمل هما أوسكار أيزاك وتشارليز ثيرون.
الفتاة ونسداي ستشترك في رحلة عائلة أدامز (لا نعرف تماماً العلاقة البيولوجية بين وحش فرانكنشتاين ودراكولا مثلاً) لقضاء ثلاثة أسابيع في تجوال في ربوع أميركا. تتمنى أن تتاح الفرصة لمعاينة مضمون ما، لكن الرحلة ستنطلق وستنتهي كما انطلقت: فقيرة من أي حدث فعلي.
النكات التي تصدر عن هذه الشخصيات تتكرر وهي أساساً لا تثمر عن ضحك. الرسوم آلية - ميكانيكية وليست في وارد أن تحث على إبداع تقني أو فني معيّن. هناك فقر مماثل في الحوار وفي نطقه ثم موسيقى قاتلة يمكن لها أن تتحوّل إلى أداة تعذيب في التحقيقات الأمنية.
★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة