إسرائيل تسمح بدخول 10 آلاف تاجر غزاوي

بهدف تأجيل المواجهة القادمة مع {حماس}

أمن «حماس» يحرس عرضاً في غزة أمس لكميات من الممنوعات صودرت منذ بداية العام (أ.ب)
أمن «حماس» يحرس عرضاً في غزة أمس لكميات من الممنوعات صودرت منذ بداية العام (أ.ب)
TT

إسرائيل تسمح بدخول 10 آلاف تاجر غزاوي

أمن «حماس» يحرس عرضاً في غزة أمس لكميات من الممنوعات صودرت منذ بداية العام (أ.ب)
أمن «حماس» يحرس عرضاً في غزة أمس لكميات من الممنوعات صودرت منذ بداية العام (أ.ب)

أعلن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اللواء غسان عليان، عن قرار حكومته زيادة حصة تجار غزة الذين يمرون عبر معبر إيرز، بمقدار 3000 تاجر جديد، ابتداءً من يوم أمس (الخميس)، ليصبح 10 آلاف تاجر، كما كان عليه الوضع في عام 2008.
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، قيام دولة فلسطينية، لكنه قال إن حكومته ملتزمة بتحسين الظروف المعيشية في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقال عليان إن الحكومة الإسرائيلية قررت هذه الزيادة بغرض المساهمة في تحسين الأوضاع المعيشية لسكان غزة، الذين يعانون الأمرين من الأوضاع الاقتصادية. ولكنه وضع شروطاً على مَن يدخل إسرائيل، أولاً أن يكون قد حصل على لقاح «كورونا»، وثانياً أن يحرص على عدم المساس بأمن إسرائيل. وعلى أثر هذا القرار، توجه آلاف التجار الفلسطينيين إلى الغرفة التجارية في قطاع غزة بطلبات للحصول على إذن العمل في إسرائيل.
وقال مسؤول في الغرفة إن «هناك إقبالاً كبيراً للحصول على تصاريح العمل منذ أعلنت إسرائيل رفع عدد التصاريح من 5 إلى 7 آلاف في الأسبوع الماضي، وعندما رفعت إسرائيل العدد إلى 10 آلاف زادت الفرص بشكل كبير».
يذكر أن إسرائيل رفعت أيضاً حصة العاملين الفلسطينيين بالضفة الغربية في دخول إسرائيل، الشهر الماضي، إذ أصبح عدد التصاريح 106 آلاف، هذا بالإضافة إلى 30 ألف عامل فلسطيني آخر يعملون في الورش والمصانع التابعة للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وهناك نحو 60 ألفاً آخرين يتسللون إلى إسرائيل ولا يحصلون على تصاريح.
وقال المنسق الإسرائيلي، عليان، إن «هذه الخطوة تسهم في تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي واقتصاد السلطة الفلسطينية واقتصاد غزة، وستسهم كثيراً في الاستقرار الأمني في المنطقة». وقال مصدر في حركة «حماس»، إن دخول عمال إلى إسرائيل هو «جزء من تطبيق تفاهمات التهدئة».
وتعد تصاريح التجارة والعمل في إسرائيل بمثابة شريان حياة لسكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة الذين يعانون من حصار إسرائيلي منذ عام 2007، وهو العام الذي سيطرت فيه حركة «حماس» الإسلامية على القطاع. وسجلت نسبة البطالة في غزة 43 في المائة قبل مايو (أيار)، عندما قصفت إسرائيل القطاع رداً على إطلاق «حماس» وجماعات مسلحة أخرى صواريخ على إسرائيل.
المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هرئيل، كتب، أمس (الخميس)، إن زيادة إسرائيل لحصة تصاريح تجار غزة، هي واحدة من سلسلة إجراءات إسرائيلية اتخذت مؤخراً، منها زيادة مساحة الصيد وتوسيع الصادرات، وتهدف إلى تأجيل المواجهة القادمة مع «حماس» وتهدئة الوضع على حدود قطاع غزة، ومنع تجدد التصعيد، وللتأثير على الوضع الاقتصادي في القطاع.
وكشف هرئيل أن «المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تدرس زيادة إضافية في عدد التصاريح خلال الأشهر المقبلة، وذلك رغم اعتراض جهاز الشاباك سابقاً على هذه الزيادة، إلا أنه يعد جزءاً من القرارات الأخيرة وهو من يجري الفحوصات (الأمنية) قبل إصدار أي تصريح لأي فلسطيني». وبيّن أن تلك الخطوات الإسرائيلية تتخذ بالتنسيق مع مصر، وتهدف إلى كسب الوقت وتأجيل المواجهة العسكرية القادمة مع «حماس» قدر الإمكان، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تزال تتمسك بموقفها بأن تنفيذ أي مشاريع واسعة لإعادة إعمار غزة، مربوط بإحراز تقدم في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
ونفت مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية أن يكون هناك أي تقدم حتى الآن فيما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين في غزة، خاصة أن «حماس» تواصل المطالبة بالإفراج عن العشرات من الأسرى المدانين بقتل إسرائيليين، وفق التقرير. وقال هرئيل إن «حماس» تتخذ حالياً إجراءات ضد حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، لمنع إطلاق النار، مشيراً إلى أنه في الأيام الأخيرة، وردت معلومات استخبارية حول نية الجهاد تنفيذ هجوم، إلا أنه لم ينفذ حتى الآن، ربما بسبب ضغوط (حماس)».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.