تُظهر عدوى فيروس كورونا المستجد تبايناً هائلاً بين الأفراد، بدءاً من عدم الإصابة إلى العدوى من دون أعراض إلى المرض الذي يهدد الحياة. ورغم مرور أكثر من عام على الوباء، فإنه لا يُعرف حالياً سوى القليل جداً عن سبب حصانة بعض الأفراد من الفيروس، وهو الأمر الذي يستدعي بذل جهد أكبر لمعرفة ذلك؛ لأن التوصل إلى حل هذا اللغز سيقود إلى طرق جديدة لعلاج المرض أو الوقاية منه، كما أكد فريق دولي يضم 16 عالماً في مقال نشروه أول من أمس بدورية «نيتشر إيميونولوجي».
وقال الباحثون الذين ينتمون إلى جامعات من أميركا وكندا وأوروبا في المقال، إن الوباء ساعد في تذكير المجتمع العالمي بالتنوع الملحوظ في الاستجابة الفيروسية، فبعض الناس لا تظهر عليهم أعراض بينما يمرض آخرون لدرجة أنهم يموتون، كما توجد اختلافات واضحة لاحظها الباحثون داخل الأسرة الواحدة، فعلى سبيل المثال، هناك حالات يظل فيها شخص واحد في الأسرة غير مصاب، بينما يمرض كل من حوله، أو الأشخاص الذين يعملون في بيئة شديدة الخطورة ولكنهم لا يمرضون.
وأوضح الباحثون في مقالهم، أنه حتى الآن، لا أحد يعرف حقاً سبب وجود مثل هذا التباين، مؤكدين أن المحاولات التي قدمت في هذا الصدد ليست كافية، ولا تقدم تفسيرا شاملا، فعلى سبيل المثال كانت هناك بعض التقارير التي تفيد بأن الأشخاص ذوي فصيلة الدم (O) يعانون بشكل أقل عند الإصابة، وهناك دراسات أخرى تشير إلى أن بعض البروتينات التي ينتجها الجسم تكون أكثر أو أقل نشاطاً عند مواجهة الفيروس، كما تم الكشف عن أن الفيروس يحتاج إلى بروتينات لها مستقبلات مثل (ACE2) أو (TMEM41B)، وإذا كان الناس يفتقرون إلى المستقبلات، فإن الفيروس يكون غير قادر على التكاثر.
ويؤكد الباحثون أهمية الحاجة إلى دراسة رئيسية حول تباين الاستجابة للعدوى، على أن تشمل مثل هذه الدراسة أشخاصاً يعتقدون أنه كان ينبغي أن يكونوا مصابين بالمرض، وعلى وجه الخصوص، يحتاج مثل هذا الجهد إلى تجنيد أفراد من الأسر التي ظل فيها شخص واحد غير مصاب، رغم إصابة باقي أفراد الأسر.
وقالوا، إن الخطوات الأولية لهذه الدراسة جارية، ووقّع بالفعل 400 متطوع يستوفون المعايير المطلوبة، ولا تزال هذه الدراسة في حاجة إلى مزيد من المتطوعين.
واختتم الباحثون بأن طبيعة الوباء تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد لن يختفي في أي وقت قريب، وبالتالي سيكون من المفيد أن يفهم المجتمع العلمي تماماً سبب اختلاف استجابة الناس عند تعرضهم للعدوى.
متطوعون بمواصفات خاصة لحل لغز مقاومة عدوى «كورونا»
تجنيد 400 شخص منهم حتى الآن
متطوعون بمواصفات خاصة لحل لغز مقاومة عدوى «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة