ياسين لـ {الشرق الأوسط}: صالح يخطط للهروب عبر طائرة نفطية.. وجيبوتي ترفض استقباله

قال إن الرئيس المخادع يتنقل بين القبائل الموالية تحسبا من المواجهة مع الحوثيين

مسلح من جماعة الحوثي يمر بجانب مقيم جالس قرب حقائبه منتظرا أي رحلة طيران للهرب من العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
مسلح من جماعة الحوثي يمر بجانب مقيم جالس قرب حقائبه منتظرا أي رحلة طيران للهرب من العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: صالح يخطط للهروب عبر طائرة نفطية.. وجيبوتي ترفض استقباله

مسلح من جماعة الحوثي يمر بجانب مقيم جالس قرب حقائبه منتظرا أي رحلة طيران للهرب من العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
مسلح من جماعة الحوثي يمر بجانب مقيم جالس قرب حقائبه منتظرا أي رحلة طيران للهرب من العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)

كشف الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف لـ«الشرق الأوسط»، عن أن حكومة جيبوتي أبلغت بلاده بأن هناك اتصالات مكثفة من أجل السماح بالهبوط لطائرة صغيرة تابعة لإحدى الشركات النفطية تحمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومعه كبار مسؤوليه، مشيرا إلى أن صالح يتنقل بين القبائل الموالية له، تحسبا من مواجهة الميليشيات الحوثية بعد أن اكتشفوا تورط ابنه أحمد في الانقلاب على المتمردين في حال نجاح زيارته إلى الرياض قبل بدء عمليات «عاصفة الحزم».
وأوضح الدكتور ياسين في اتصال هاتفي أمس، أن الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، تقدم أمس بطلب إلى دول مجلس التعاون المشاركة في قوات التحالف، بالتدخل البري، وقال: «هناك استجابة من دول الخليج لطلب الرئيس اليمني، بشأن التدخل البري، لأن عمليات قوات التحالف، عملية متكاملة، ولا تقتصر على القصف الجوي فقط، وفي حال رأى الخبراء العسكريون والمسؤولون عن دعم الشرعية، بدء الحملة البرية، فهم على أهبة الاستعداد».
وأشار وزير الخارجية اليمني المكلف إلى أن مخططات الرئيس المخادع علي عبد الله صالح، في الهروب من اليمن مستمرة، خصوصا بعد أن اكتشفت محاولته للانقلاب على الميليشيات الحوثية خلال زيارة ابنه أحمد إلى السعودية، والالتقاء بالمسؤولين في الرياض، وقال: «أبلغتنا حكومة جيبوتي عن اتصالات حثيثة، بشأن منح ترخيص لإقلاع طائرة صغيرة خاصة تابعة لإحدى الشركات النفطية، لنقل الرئيس صالح ومعه كبار مسؤوليه إلى جهة غير معلومة، وقوبل الطلب بالرفض».
وأضاف «أصبح علي عبد الله صالح يتنقل بين القبائل الموالية له، والاحتماء بينهم، نتيجة كشف مخططاته للانقلاب على الميليشيات الحوثية، في حال نجاح زيارة ابنه أحمد الذي التقى بالأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، إلا أن الحكمة والسياسة السعودية، كانت أكبر وأعظم من صالح وابنه أحمد ومخططاتهما المخادعة».
ولفت الدكتور ياسين إلى أن الأوضاع في عدن، سيئة جدا، حيث أغلقت الميليشيات الحوثية التي كانت موجودة داخل المدينة قبل بدء عمليات «عاصفة الحزم» المداخل، وقاموا بقطع المياه والكهرباء عن معظم السكان، ونهبوا ما بداخل المستشفيات، وقتلوا عددا من المصابين الذين يتلقون العلاج، لا سيما وأن الوضع الغذائي لأهل المدينة منعدم، وآخرون لا يزالون محاصرين في منازلهم، خوفا من تعرضهم إلى القتل، نتيجة أن سكان هذه المدينة لم يتعودوا على حمل السلاح.
وأكد وزير الخارجية اليمني المكلف، أن عودة العاصمة الشرعية لليمن، عدن هي بداية لعودة الجنوب اليمني أجمعه، وهي كذلك بداية العودة للسيطرة الشرعية، لأن مدينة عدن، تقع في مكان استراتيجي في وسط اليمن، ولم يمكن السيطرة عليها بكل بساطة، وهي لم تسقط حتى الآن كاملة، وأهلها ليسوا مسلحين.
وحول طلب الجانب الإيراني، إيقاف العمليات وبدء الحوار بين الأطراف اليمنية، أجاب الدكتور ياسين «هل الحوثيون وصالح سينسحبون من المناطق التي يسيطرون عليها، وهل سيسلمون الأسلحة التي سرقوها من الجيش اليمني، وهل يسلمون للدولة الشرعية، وهل تقف كل أعمال العنف والقتال في اليمن، وهل سيوافقون على الضمانات بالابتعاد عن العنف واستخدام السلاح؟».
وأضاف «مطالب وآراء الإيرانيين غير مقبولة، ومن المعيب أن يطلب أحد في هذا الوقت، الرجوع إلى الحل السياسي، لأن إعادة الحل السياسي، هي إعادة المتمردين إلى حجمهم الطبيعي».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».